TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > المدرب الودود "عدوٌ لدود"!

المدرب الودود "عدوٌ لدود"!

نشر في: 5 ديسمبر, 2017: 03:56 م

لم يكن المدرب الخلوق حكيم شاكر أول المدربين العراقيين الذين يتعرّضون الى انتكاسة مؤلمة مع المنتخبات الوطنية، ولن يكون آخر من يواجه تعاملاً جافاً وحانِقاً من مسؤولي اتحاد كرة القدم على مرّ الحقب التي شهدت حكايات أغلبها ليس لها علاقة بمصلحة اللعبة، بل تحت تأثير السطوات الشخصية لرؤساء الاتحاد منذ عهد عبدالله المضايفي 1948، مروراً بفهد جواد الميرة 1968، وعدي صدام حسين 1985 وصولاً الى حسين سعيد وناجح حمود وعبدالخالق مسعود من 2004 حتى الآن وهي الفترة الأكثر مشاكلَ للثلاثي مع أسرة الكرة.
كان من السهل بعد يوم 20 تشرين الثاني 2014 الذي خسر فيه منتخبنا أمام الإمارات بهدفي علي مبخوت في آخر مباراة للأسود ضمن المجموعة الثانية لدورة خليجي الرياض 22 وحلّ بالمركز السابع في الترتيب النهائي، أن يعمد اتحاد الكرة الى عقد جلسة ودية هادئة من دون انفعال مع المدرب حكيم شاكر، ويحسم اشكالية عقده الرسمي بعيداً عن التصريحات الارتجالية "المستفزّة" من هذا العضو وذاك - المبطّنة بانتقادات قاسية -، والبيانات المقتضبة التي تُشعِر المدرب أنه خسر ثقة الكل ولن يحظى بالود على الأقل كي يتمكن من خلاله المطالبة بحقوقه أو تسويتها باجتماع توافقي.
عذراً اتحاد الكرة، لم تتعلّم بعد من أخطاء مواقفك السابقة التي تتناسى فيها أنك بمنزلة "أب" لجميع المدربين واللاعبين، فبعد حكيم شاكر، تكرر الحال مع راضي شنيشل الذي غُمر بدلال غير مسبوق ودعم معنوي بلا حدود من أعضاء الاتحاد أنفسهم، وما أن طالب بحقوقه أثر إقصائه حتى تحوّل في نظرهم من مدرب ودود الى عدو لدود للاتحاد، وهكذا دواليك، في عملية لا تخلو من الدهاء محاولة من الاتحاد لتبرئة نفسه من المحاسبة وإعلانه الطرف المنتصر في أية مشكلة حتى لو أيقن أنه مهزوم داخلياً بفشله في إدارة ملف المنتخب ويُخلي مسؤوليته من العقد الشرعي مع المدرب (شاطر على أبناء بلده، وبليد في ضمان حقّه من الأجنبي)!!
إن أهمال قضية حكيم شاكر من تشرين الثاني عام 2014 الى تشرين الثاني 2017 ومن ثم مطالبته بدفع 51 مليون دينار للاتحاد وفق قرار حكم قضائي، أمر يؤكد صحّة ما ذهبنا اليه بعدم توفّر النية الحسنة لدى اتحاد الكرة برعاية جميع المدربين حتى أولئك الذين اصطدموا معه بأزمات الحقوق، وعليه لابد من احتضان شاكر وتقريب وجهات نظر رئيس الاتحاد ونائبيه اليه بدعوته الى مقر الاتحاد وإيجاد أرضية صلبة من القناعات لحل المشكلة وتسوية المبلغ نفسه بالاتفاق مع المشاور القانوني للاتحاد، كونه مالاً عامّاً، ويمكن تسديده على شكل دفعات لا تؤثر في مورد معيشة عائلته.
في المقابل، لا يمكن التفريط بخبرة حكيم شاكر وإهماله في ظرف عصيب يجد نفسه محاصراً بين أصوات مجلجلة لمعلّق خليجي وآخر مصري أبهرتهما رقصة فرحه مع هز الأسود شباك الغرماء وبين همسات (العصفور الأزرق) لتويتره الحزين وهو يبوح لزائريه بمن ظلمه وعاداه وأغمط حقه، وهي سمعة غير طيبة لاتحاد الكرة الذي عليه المبادرة السريعة لرد اعتباره بلقاء تصالحي، وأن تتمَّ الاستفادة منه في جانب فني يحتاجه الاتحاد حالياً كمهمة "المستشار الفني لإدارة المنتخبات الوطنية" التي تتناسب والخبرات التي نالها الرجل من عمله مع جميع الفئات.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

العمود الثامن: "علي بابا" يطالبنا بالتقشف !!

العمود الثامن: بلاد الشعارات وبلدان السعادة

العمود الثامن: المستقبل لا يُبنى بالغرف المغلقة!!

العراق.. السلطة تصفي الحق العام في التعليم المدرسي

شرعية غائبة وتوازنات هشة.. قراءة نقدية في المشهد العراقي

العمود الثامن: بلاد الشعارات وبلدان السعادة

 علي حسين نحن بلاد نُحكم بالخطابات والشعارات، وبيانات الانسداد، يصدح المسؤول بصوته ليخفي فشله وعجزه عن إدارة شؤون الناس.. كل مسؤول يختار طبقة صوتية خاصة به، ليخفي معها سنوات من العجز عن مواجهة...
علي حسين

قناطر: شجاعةُ الحسين أم حكمةُ الحسن ؟

طالب عبد العزيز اختفى أنموذجُ الامام الحسن بن علي في السردية الاسلامية المعتدلة طويلاً، وقلّما أُسْتحضرَ أنموذجه المسالم؛ في الخطب الدينية، والمجالس الحسينية، بخاصة، ذات الطبيعة الثورية، ولم تدرس بنودُ الاتفاقية(صُلح الحسن) التي عقدها...
طالب عبد العزيز

العراق.. السلطة تصفي الحق العام في التعليم المدرسي

أحمد حسن المدرسة الحكومية في أي مجتمع تعد أحد أعمدة تكوين المواطنة وإثبات وجود الدولة نفسها، وتتجاوز في أهميتها الجيش ، لأنها الحاضنة التي يتكون فيها الفرد خارج روابط الدم، ويتعلم الانتماء إلى جماعة...
أحمد حسن

فيلسوف يُشَخِّص مصدر الخلل

ابراهيم البليهي نبَّه الفيلسوف البريطاني الشهير إدموند بيرك إلى أنه من السهل ضياع الحقيقة وسيطرة الفكرة المغلوطة بعاملين: العامل الأول إثارة الخوف لجعل الكل يستجيبون للجهالة فرارًا مما جرى التخويف منه واندفاعا في اتجاه...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram