قال مسؤولون أميركيون إن الرئيس دونالد ترامب قد يلقي خطابا يوم الأربعاء المقبل يعلن فيه الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل في خطوة من شأنها أن تؤجج التوتر في منطقة الشرق الأوسط.ونقلت وكالة رويترز عن مسؤولين أميركيين قولهم إنه من المتوقع أن يؤجل ترامب نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس رغم إعلانه المرتقب المثير للجدل.ولا يعترف المجتمع الدولي بمطالبة إسرائيل بالسيادة على القدس بأكملها.
ورفض المتحدث باسم مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض التعليق على تلك الأنباء قائلا "لا يوجد لدينا ما نعلنه".
وحذر نبيل أبو ردينة، المتحدث باسم الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الإدارة الأميركية من اتخاذ هذه الخطوة قائلا "الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأميريية يمثلان خطورة كبيرة على مستقبل عملية السلام ويدفعان المنطقة إلى عدم الاستقرار".
وتنقل مراسلة بي بي سي باربرا بليت آشر عن مسؤولين أميركيين قولهم إن الرئيس ترامب غاضب ممن يحذرونه من خطوة نقل السفارة الأميركية إلى القدس بسبب مخاوف من أنها ستؤدي إلى مزيد إلى العنف وستتسبب في انتكاسة لعملية السلام.
وأضافت لذا قررت الإدارة الأميركية إلى "الخطة ب" وهي الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل دون نقل السفارة في الوقت الحالي ولكنها خطة مثيرة للجدل لأن تحديد الوضع النهائي للقدس يجب أن يكون في اتفاق سلام نهائي بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وتدور مناقشات الآن بشأن كيفية الإعلان عن هذه الخطوة دون الإضرار بجهود السلام.
وكان ترامب قد تعهد خلال حملته الانتخابية بنقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس.
وأصدر الكونغرس الأميركي قرارا عام 1995، بنقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس.
لكن قرار الكونغرس تضمن عبارة تسمح للرئيس بإصدار أمر كل ستة أشهر بإرجاء تنفيذ قرار الكونغرس، وهو ما دأب الرؤساء الأميركيون على فعله منذ ذلك الحين.
وكانت القدس مقسمة، إذ تسيطر إسرائيل على شطرها الغربي ويدير الأردن شطرها الشرقي حتى عام 1967، الذي احتلت فيه إسرائيل
من جانبها حذرت الرئاسة الفلسطينية من الأثر "المدمر" لأي خطوة تحرم الفلسطينيين من حقهم في أن تكون القدس الشرقية عاصمة لدولتهم، وذلك قبل ساعات من انتهاء المهلة لاتخاذ الإدارة الأميركية قرارا بتمديد تعليق قرار نقل سفارتها لدى إسرائيل إلى القدس أم لا.
وقال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة لوكالة فرانس برس إن "الاعتراف الأميركي بالقدس عاصمة لإسرائيل يدمر عملية السلام".
وتابع إن "الاعتراف أو نقل السفارة الأميركية للقدس ينطوي على نفس الدرجة من الخطورة على مستقبل عملية السلام ويدفع المنطقة إلى مربع عدم الاستقرار".
في بيان ، قال أبو ردينة "إن أي حل عادل يجب أن يضمن أن تكون القدس الشرقية عاصمة للدولة المستقلة".
وأضاف "القدس الشرقية بمقدساتها هي البداية والنهاية لأي حل ولأي مشروع ينقذ المنطقة من الدمار".
واعتبر أن "عدم التوصل إلى حل للقضية الفلسطينية سيبقي حالة التوتر والفوضى والعنف سائدة في المنطقة والعالم".
وقال أبو ردينة إن "الشرعية الدولية وعلى رأسها قرار الاعتراف بدولة فلسطين (...) وعدم شرعية الاستيطان، هو الذي سيخلق المناخ المناسب لحل مشاكل المنطقة وإعادة التوازن في العلاقات العربية الأميركية".
وأكد ابو ردينة أن "الرئيس محمود عباس ما زال ملتزماً بسلام عادل قائم على أساس حل الدولتين".
فيما حذرت حركة «حماس» أمس (السبت) الرئيس الأميركي دونالد ترامب من الاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل، ودعت إلى تأجيج «انتفاضة القدس» في وقت يُرتقب فيه صدور قرار الإدارة الاميركية في شأن تمديد تعليق قرار نقل سفارتها إلى القدس المحتلة أم لا.
وقالت «حماس» في بيان "إننا نحذر من هذا القرار، وندعو أبناء شعبنا الفلسطيني إلى الوقوف سداً منيعاً وسوراً عالياً في وجه هذا القرار الغاشم، وتأجيج انتفاضة القدس كي لا تمر هذه المؤامرة" .
وأوضح البيان "إنه في ظل ما يتم تداوله في وسائل الإعلام حول نية الرئيس ترامب الإعلان عن مدينة القدس عاصمة موحدة وأبدية لدولة الاحتلال، فإننا في حركة حماس نحذر من مغبة مثل هذا القرار والذي يمثل اعتداءً صارخاً من قبل الولايات المتحدة الأميركية على المدينة، ومنحاً لدولة الكيان شرعية على مدينة القدس، وغطاءً للاستمرار في جرائم تهويد المدينة وطرد الفلسطينيين، وهذه الخطوة تشكل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي باعتبار القدس أراضي محتلة" .
وأكدت «حماس» أن "أي قرار مهما كان لن يغير من حقيقة أن القدس أرض فلسطينية عربية إسلامية" .
وطالبت الحركة الدول العربية والإسلامية على المستوى الرسمي والشعبي الوقوف عند مسؤولياتها، والعمل على وقف هذا القرار وتجريمه، وقالت "نطالب كل أحرار العالم الوقوف في وجه هذه الخطوات والعمل على منعها بكل السبل الممكنة" .