فاجأت قرعة كأس العالم بكرة القدم الحادية والعشرين العرب بعدما أوقعت قرعة البطولة التي جرت أول أمس الجمعة المنتخبين السعودي والمصري في المجموعة (A) الى جانب روسيا البلد المنظّم والأورغواي، وطبيعة المفاجأة تكمن في خوض المنتخب السعودي مباراة الافتتاح أمام روسيا بشكل غير مسبوق للكرة العربية عبر البطولات العشرين، وهو تكريم بحد ذاته للعرب وبشارة تفاؤل بإمكانية أن يلعب أحدهم مباراة الختام سواء في هذه النسخة أم مستقبلاً، فضلاً عن إمكانية حجز أحد المنتخبين أو كلاهما مقعداً أو مقعدين في الدور 16 إذا ما استعدّا مثالياً وسحقا المستحيل بلا هوادة.
وبالإمكان التكهّن خيراً بمصير المنتخب التونسي وهو يقارع منتخبات المجموعة (G) متى ما عَرف طريقه للفوز على بلجيكا وبناما وإنكلترا، وهو قادر بمشيئة الله على أن يحقّق ما نتطلّع اليه في ضوء عناصر نسور قرطاج العتيدة التي نجح المدرب العربي القدير نبيل معلول في تحريكها ضمن مستطيل أفكاره المزدحم بالخطط المناورة والمكيّفة مع شتى الظروف، رافعاً من منسوب آمال بلاده في المشاركة الخامسة بعد منافسات (78و98و2002و2006).
أما المنتخب المغربي صاحب التاريخ الوضّاء بأسود الأطلسي في نسخ (70و86و94و98) فروح التحدّي لديهم أكبر من مخاطر المهمة الانتحارية في المجموعة (B) أمام البرتغال واسبانيا وإيران، والمراقب الحصيف لتصاعد مستوى وأداء الأسود لن يقلق عليهم، مع ضرورة أن يضاعف الاتحاد المغربي للعبة تحضيراته تناغماً مع استحقاقات المواجهات الثلاث بالقيمة الفنية المطلوبة.
من دون شك، نرى أن ردّة فعل مسؤولي الرياضة في السعودية جاءت متوازنة بلا مغالاة حال انتهاء مراسيم حفل القرعة لإمداد اللاعبين والجمهور وحتّى الإعلاميين بأمصال مُصنّعة في مختبر"إداري فني"مشترك سعى رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة السعودية تركي آل الشيخ لإنشائه والتفاعل معه منذ تسنّمه مهامه في السادس من أيلول الماضي، بالتنسيق مع رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم عادل عزّت، ومع بقية الاتحادات أيضاً، ونعتقد أن مسؤولية الاتحادات الخليجية ومعها العراق واليمن كبيرة في دعم"الأخضر"كمبادرة تضامنية بكل ما تتيحه الفرصة لهم للتعبير عن ذلك واقعياً ليواصل تميزّه على خطاه في نسخ (94و98و2002و2006).
وإذا كان فرسان منتخب مصر بقيادة الكابتن مجدي عبدالغني قد لفتوا الأنظار في مونديال 1990 بتعادلهم مع هولندا 1-1وإيرلندا 0-0 وخسارتهم من إنكلترا 0-1 والعودة الى القاهرة حال انتهاء الدور الأول، فإن كتيبة"الفراعنة الحُمر"لن ترضى بغير التأهل للدور 16 لاسيما أن نجمهم الأول صديق الشباك محمد صلاح الذي أصاب الأنكليز بدوّار الأهداف متصدّراً الترتيب بـ12 هدفاً مع ليفربول نهاية الاسبوع 14 للبريمرليغ، سيكون دعّامة احترافية هائِلة لطموحات زملائه للتخلّص من وطأة المشاركات الفقيرة في المونديال عامي (1934و1990) فقط، مستثمرين حافزي الإعلام والجمهور للظهور المشرّف وطنياً وعربياً وأفريقياً.
أما نحن، لا ندري هل استفاد أسود الرافدين من درس التصفيات المنحوسة التي لم نحظ فيها حتى على اسم هداف واحد في قائمة الترتيب النهائية التي تنافس فيها 17 لاعباً بدءاً من الإماراتي أحمد خليل 16 هدفاً وانتهاءً بمواطنه علي أحمد مبخوت 7 أهداف؟ كنا نتمنى أن نرى منتخبنا بين 32 منتخباً وطنياً يشغلون أوقات شعوب القارات الست 24 ساعة طوال شهري حزيران وتموز المقبلين، هذه الأمنية ننقلها لاتحاد كرة القدم لعلّ مشاهدته تفاخر رؤساء الاتحادات مع دوران الكرات بقرعة"قصر الكرملين"تصيبه بعدوى الحماسة ليكون حاضراً في قرعة الدوحة 2022!
بشارة المونديال للعرب
[post-views]
نشر في: 2 ديسمبر, 2017: 12:21 م