خلال معرضه الذي حاول فيه أن يؤرخ ويؤرشف حضارة العراق، الفنان التشكيلي ماهر الطائي يفتتح معرضه الشخصي على قاعة المعارض الفنية لدائرة الفنون العامة، في مقر وزارة الثقافة والسياحة والآثار وبالتعاون مع مركز أوج بغداد الثقافي وذلك صباح يوم الاثنين الفائت.
وحضر المعرض السفير الايطالي في العراق برونو باسكينو، والسفير الفرنسي في العراق برونو اوبير، ورئيس لجنة الثقافة النيابية ميسون الدملوجي ،ومدير عام دائرة الفنون العامة شفيق المهدي، ووفد عن جمعية الفنانين التشكيليين العراقيين، وعدد كبير من النقاد والفنانين والمهتمين ووسائل الإعلام.
أفتتح المعرض وزير الثقافة والسياحة والآثار فرياد رواندزي مؤكداً إن "هذا المعرض متميز؛ لان الفنان ماهر الطائي هو الذي يستطيع أن يقوم بإبداعاته المتميزة من خلال هذه الأعمال الفنية، فهو يجمع بين روح الحداثة، وكذلك تراث حضارات وادي الرافدين، وهذه هي النقطة الجاذبة في المعرض وكذلك الأعمال الفنية.
بدوره قال مدير عام دائرة الفنون العامة شفيق المهدي إن "أعمال الفنان ماهر الطائي متميزة جداً، فهو يبحث عن الآثار لكي يحولها باتجاه معاصر، ويبحث عن الأثر في الماضي القديم جداً، كما يبحث عن الحضارات القديمة جداً، ويجرد أعماله بطريقة خاصة، فهو يزاوج بين المدرسة العراقية والمدرسة الايطالية، إذ إن كل لوحة خلفها فكر وعقل، وإن الفنان ماهر الطائي علق حضارة العراق بتاريخها الهائل على جدران وزارة الثقافة ."
كما ذكرالناقد التشكيلي عادل كامل عضو رابطة الآيكا الفرنسية للنقاد التشكيليين ضن خطابه النقدي ان "بيكاسو أو جايكو متي لم يغامرا بالعودة إلى جذورهم الموغلة في القدم، ولم يغامرا بالدخول إلى حداثة العصر. فهناك بين الماضي السحيق والحداثة، السر البشري الكامن في الفنون واللغات والموروثات المختلفة،الطائي يكمل برنامجا يعول على تحليل أسرار فنون الماضي ويعيد صياغتها باللغة التي كان جواد سليم وإسماعيل فتاح بذرة خلاقة لها. فالطائي ولد في هذا الرحم الكبير من الموروثات المشفرة ذات الأبعاد الجمالية غير المحدودة .. وأعماله ليست للسوق".
ليذكر الفنان ماهر الطائي قائلاً "نرى أعمالاً ببساطة تثير الرغبة من أجل خلق عالم جمالي خاص ضمن كل الدراسات والفلسفات التي ترنو إليها ملامح التشكيل المعاصر في العالم، إلا انه بقي ضمن هذا اللعب الطفولي الذي ينتج لنا جمالاً مبني على تقنيات محددة جداً واخراجات محددة تفضي غزارة في الموضوع."
الطائي يرتكز في أعماله على الأثر كموروث كامن في لا شعوره، مما جعله خصوصية متفردة ومتجذرة في أعماله، إذ يستقطب الماضي بكل معطياته المرئية المحسوسة، ليؤكد أصالة المرجع بكل مورثاته التي تستدعي الفن عبر تفاعله الديناميكي على وفق إيقاعات فردية مبتكرة، وهذا التواصل الفعال مع الأثر بكل معطياته الملموسة والمدروسة والمحسوسة، يعكس الوجود الفردي في المجتمع، ضمن فردية قائمة على التأصل الذي استند على اعتبار الفرد جزءاً من مجتمع كلي يرتبط بحضارة يعكسها من خلال موروثه الحضاري بمعطياته الطبيعية والثقافية، ومحكومة في الوقت ذاته بالخبرة والتجربة والممارسة، وهنا يكمن السر في خصوصية الأصالة الحقيقية في تطبيقاتها على الفنون المعاصرة .
حضارة العراق بتاريخها الهائل في معرض شخصي للتشكيلي ماهر الطائي
نشر في: 2 ديسمبر, 2017: 12:01 ص