تم الكشف مؤخرا عن نسخة نادرة من كتاب أصل الانواع للعالم تشارلس داروين قام بعض العلماء بإخفائها على مدى عقود، وتحتوي هذه النسخة على مراجعات مكتوبة بخط اليد من قبل تشارلز داروين، ومن المقرر أن يتم بيعها بالمزاد العلني في الشهر المقبل.
وقد وضع مزاد كريستي تقديراته الأولية للمبلغ الذي ستباع فيه هذه النسخة حيث يعتقد انه سيتراوح ما بين 300 الى 500 ألف جنيه استرليني ، والتي ستسمح "للمرة الأولى بقراءة دقيقة لتنقيحات داروين بشكل مضبوط دون إخفاء لها لغرض إعادة الصياغة أوالترجمة ... و ستوفر نظرة ثاقبة لإسلوب عمله ، ويوثق تطور أفكاره المطروحة في كتابه الضخم هذا ".
وقد قام داروين باجراء عدة تغييرات على مجموعة كاملة من صفحات الطبعة الثالثة لكتابه ، والتي أرسلها إلى مترجم الكتاب الى اللغة الألمانية لإدراجها في الطبعة الألمانية الثانية من الكتاب. ثم أدرجت هذه التعديلات في الطبعة الإنكليزية الرابعة وجميع النسخ اللاحقة من الكتاب، وهذا يعني إنها ما تزال النص الاصلي لذلك الانجاز العلمي الكبير.
ووفقا لمسؤولي المزاد، يعتقد أن الأوراق المشروحة كانت في حوزة المترجم، هغ برون، عندما توفي في عام 1862. وفي وقت لاحق أصبحت في حوزة عالم الحفريات الألمانية ملكيور نيوماير الذي كان يتراسل مع داروين بشكل منتظم. وما زال أحفاد نيومير يحتفظون بها حتى حتى الآن.وقد عرف العلماء من مراسلات داروين أن الشروح موجودة. وفي شهر آذار من عام 1862 كتب:داروين "أود أن أقوم ببعض التصحيحات على صفحات فارغة من الطبعة الإنكليزية الأخيرة"، وأضاف في الشهر التالي: "لقد قارنت صفحات الطبعة الإنكليزية الثالثة مع الثانية التي ترجمت إلى الألمانية، وكتبت بقلم رصاص جميع الإضافات والتصحيحات ... حيث قمت بتغيير بضع كلمات ووضعت تحتها خطوط بالقلم الرصاص: أما الجملة التي يجب أن يتم حذفها فقد أشرت عليها بكلمة حذف '. "
لكن مسؤولي مزاد كريستي، الذين سيعرضون كذلك رسالة من داروين إلى نيومير ، يقولون إن "مكان وجود هذه النسخة من الكتاب ظل لغزا".
وقال ميغ فورد الخبير في مزاد كريستي إن التنقيحات التي أدخلت على النص "تعكس قيام داروين بمراجعة مستمرة لأفكاره وبحوثه العلمية ". فيشير احداها في الفصل 13، الذي يتحدث عن التصنيف، "الى أحد اكتشافات داروين بينما كان يعمل على كتابه على زهرة الأوركيد بين عامي 1861-1862، وهذا التاريخ كان هو بالضبط الوقت الذي قام فيه داروين بتأشير الصفحات المطبوعة لإرسالها إلى المترجم الالماني برون".
أما في الطبعة الثالثة من الكتاب فنقرأ ما يلي: "ورغم أن ثلاثة أشكال من زهرة الأوركيد (موناشانثوس، ميانثوس، كاتاسيتوم)، قد صنفت في السابق على أنها ثلاثة أجناس متميزة، فمن المعروف أنها تحمل بذورا أحيانا في نفس السنبلة، ". ويكتب داروين في الهامش: "لكنها تمثل تغيرات ملحوظة في نفس النوع؛ ولكني اكتشفت مؤخرا أنها تمثل ثلاثة اجناس هي الأنثى، والخنثى والذكر لنفس زهرة الأوركيد. "
وقال فورد: "إن ابحاث داروين على زهرة الأوركيد ترتبط بنظرياته الثورية في التطور من خلال إظهار أن زهرة الأوركيد قد تطورت لتسمح بحصول امكانية التلقيح المتبادل في نبتة واحدة. وهو يدرج أبحاثه الخاصة (وكذلك أبحاث الآخرين في مكان آخر)، بخط يده ".
ووفقا لمسؤولي مزاد كريستي'الذي باع الطبعة الأولى من كتاب أصل الأنواع، التي لم تتضمن اية تعليقات توضيحية، مقابل 269 ألف جنيه استرليني في شهر تموز الماضي، أن هناك عدة صفحات منفردة من مسودات الكتاب " تظهر في السوق في أوقات نادرة ، "لكن لم تظهر نسخة تحوي مثل هذا العدد من التنقيحات".
وقال خبير المزاد ميغ فورد "إن النسخ المشروحة من قبل داروين نادرة للغاية". "وهذه النسخة تظهر بالفعل انغماسه مع النص ... وأن أفكاره المشروحة في هوامش النص قد رافقته حتى وفاته ولم تكن مجرد ملحوظات . وظهور هذه النسخة من الكتاب التي تكشف كيف كان عالم عظيم مثل داروين يتصارع مع أفكار عمله العظيم هذا ويغيّر فيها ويدوّن ملاحظاته عنها هو حدث استثنائي، سواء من حيث ندرته، أو وجود دليل مادي عنه "
عن: الغارديان