يقول اتحاد الكرة العراقي، إنه سَئِم الوعود التي تطلقها الأندية، وخصوصاً الجماهيرية منها، بخصوص ضبط عمل روابط المشجعين وتحوّلها تحت تسمية (أولتراس) من أداة ضاربة فعّالة في المدرجات لصالح أنديتها حيناً، إلى وسيلة تهدم كل شيء في لحظة تشجيع مجنونة تخرج فيها عن السياق أحياناً أخرى، فتضع الجميع في إحراج لا يمكن التغاضي عنه بعد الآن!
لا أريد أن أحدّد نادياً بعينه، ولا أريد رمي التهمة على (أولتراس) محدد، فالجميع متورّط بنسبة أو أخرى، لكن ما حصل في مباراة الكلاسيكو الأخيرة بين الزوراء والقوة الجوية، يدفعنا أكثر من أي وقت مضى إلى ضبط المدرجات بكل السبل المشروعة القانونية المتاحة قبل أن يستفحل الأمر، ليجد اتحاد الكرة نفسه ومعه وزارة الشباب والرياضة واللجنة الأولمبية العراقية والجهات الأمنية المعنية في ورطة تنظيمية كبيرة تهدد ملاعبنا بما هو أكثر من الشغب.. قد تهددها بالفناء في منعطف مجنون لا يجد فيه المسيء من يردعه فيتكاثر حوله المسيئون، وفي إمكانك أن تتخيل ما الذي يمكن أن يجري!
ما زلت اتحدث في العموميات، ففي ملعب الشعب حدث ما يحدث كثيراً في ملاعب أخرى سواء تحت أنظار الكاميرات التي تنقل المباريات، أو تحت أنظار المشرفين على هذه المباريات والذين لا يجدون قرارات قوية رادعة تنهي هذا الخطر الداهم الذي يتهدد ملاعبنا، وقد يسحب منا ملف رفع الحظر بعد أن وصل إلى مرحلة متقدمة من المقبولية لدى الاتحادين الآسيوي والدولي!
كثير جداً، ومبالغ فيه، ويثير الألم، ما يحدث في الملاعب.. أعرف كثيراً من أهل اللعبة نجوماً أو مشجعين أو مختصين أو حتى إعلاميين صاروا يتحاشون الذهاب إلى الملاعب، خشية أن تصدمهم تلك المشاهد الصاخبة التي تختلط فيها الهتافات النابية بالتصرفات المنفلتة، وهؤلاء معهم كل الحق في عزوفهم عن ارتياد الملاعب، فهم ما زالوا تحت تأثير الصورة الوردية التي يحملونها عن المشجّع العراقي الذي يذهب إلى الملعب مرتدياً أحلى ثيابه، وقد اصطحب فرداً أو أفراداً من عائلته كأنه في صدد تلبية دعوة لمناسبة اجتماعية فيها الرقي والتهذيب وإسعاد النفس!
تلك صورة ذهبت إلى غير رجعة.. ولم يتبق منها غير تلك الوعود التي يطلقها اتحاد الكرة، بأنه لن يدّخر وسعاً أو جهداً في الحفاظ على (زهو الملاعب) و(سلامة المباريات) و(نظافة المدرجات) وغيرها من الديباجات التي توحي وكأن الاتحاد يصف الأجواء الكروية في بلد آخر!
نطالب الاتحاد بقرارات رادعة لكل من يسيء، مهما تكن صفته، ومهما يكن النادي الذي ينتمي إليه.. وعلى الأندية أن تكون أقل جبناً وأكثر شجاعة في وضع الجمهور في مكانه الصحيح.. يشجع ويؤازر ويساند.. يفرح ويحزن ، من دون أن يخرج عن هذا الإطار فيكون هو المتحكّم وصاحب قراره، فيما تتحول الإدارات إلى وظيفة التشجيع!
هذا هو الحل الناجع في نظري.. ومن دونه سنتلقى مزيداً من الوعود الاتحادية.. من دون طائل، فيما النزف مستمر، والعلّة في ازدياد!
نحن أيضاً سئمنا الوعود
نشر في: 27 نوفمبر, 2017: 09:01 م
يحدث الآن
الأكثر قراءة
الرأي
![](https://almadapaper.net/wp-content/uploads/2024/01/almada-ad.jpeg)
![](https://almadapaper.net/wp-content/uploads/2024/01/almada-ad.jpeg)
![](https://almadapaper.net/wp-content/uploads/2024/01/Almada-logo.png)