شاغلتنا السياسة، وطغى خبر إحتراب الفصائل عما عداه من أخبار، وهذا الموضوع تذكير بما آلت إليه بساتين النخيل بعدما شح في شرايينها الماء، وتقاطرت عليها مواسم الصيهود.
…………….
كانت تسمى أرض السواد، لكثرة تشابك الأغصان وسعف النخيل في شعاب بساتينها الممتدة طولاً وعرضاً … واليوم تشهد البساتين سيما في مدن جنوبي العراق موت النخيل بسبب شح الماء وإنتشار الأمراض : كالدوباس والحشف والشيص وغيرها،
تاريخ النخيل في العراق قديم، قدم ابونا آدم،،والذي قيل عنه،، انه لما هبط على الأرض هبط تحت أفياء نخلة!!
النخلة مذكورة في معظم الكتب السماوية،، وهي الشجرة المباركة التي شهدت مخاض السيدة مريم وولادتها.
ذكرت النخلة في شريعة حمورابي،، ولعلها الشجرة الوحيدة التي ينتفع بموادها أجمع،، حتى نواها تستخرج منه بعض الأدوية والزيوت، ويغدو وقودا أو غذاء للحيوان.
النخيل يعشق كرع الماء، ولكن بقدر، فكثرة الماء تؤذيه، وشحته تميته،،،وقد تنبه الزراع لظاهرة المد والجزر فزرعوه قرب الشطآن وحفافي الأنهار، ليتقبل المد ساعة الحاجة،ويلفظه عند الإكتفاء
هناك من يشبه النخلة بالإنسان،، فهي صنوان،، ذكر وأنثى،، والآنثى لا تنتج إلا اذا لقحت.
لها هامة وقوام كالإنسان، ولها قلب لو مسه سوء، كقطع أو مرض لذوت او ماتت،، النخلة تتعرض لدواعي العشق فتميل النخلة نحو النخلة الأخري، فإن تعذر تلامسهما يصيبهما الهزال وتكفان عن الحمل، وعلاجهما أن يربط بينهما بحبل أو تعلق سعفة من احداهما بسعفة من الآخرى،، او تدس بضع حبات من طلع احداهما في مكمن طلع الثانية،
قيل في النخلة شعر غزير،،، وقيل فيها من الأمثال والحكم الكثير الكثير، فيقال :(أكرم من نخلة) لمن يكون واسع الكرم دائم العطاء… أو،(لست بزارع تالة هنا) لمن يكون مقامه في المثابة موقتاً.
# المصدر : كتاب النخل في تاريخ العراق،،، للمحامي عباس العزاوي.