TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > منهاج على الورق

منهاج على الورق

نشر في: 26 نوفمبر, 2017: 09:01 م

قبل بداية العام الحالي بأيام قلائل، أعدّتْ بعض اتحاداتنا الرياضية منهاجها التقشّفي لموسم كامل، في ما يخص الأنشطة والفعاليات المحلية بتوقيتات وجداول كان أقل ما يقال عنها بأنها نموذجية واعدة جداً وتبشّر بخير، وعندما تناولنا البعض منها بأنها مناهج أعدّتْ على الورق فقط كإجراء روتيني للاتحادات الرياضية تكتب بذات الطريقة سنوياً، أثار هذا الكلام أحدهم من الشخصيات المتنفذة وأتهم الصحفيين بأنهم السبب الأول لزرع الإحباط في عالم الرياضة البهيج المرن ويتغاضون عن تغطية الأنشطة والفعاليات سوى تلك التي تخص الألعاب الجماعية وكرة القدم تحديداً، والكارثة أن ذات الاتحاد الرياضي الذي ينشط بمشاكله على أجهزة الإعلام لم يطبّق من منهاجه حتى وصولنا الى الشهر الأخير من عام 2017 الحالي أية مادة من الفقرات المطوّلة لا بطولة محلية ولا ممارسات على أقل تقدير للفئات العمرية، واكتفى بالنشاط الخارجي المثمِر حسب ظنّهم، فوجود ثلاثة لاعبين أو أقل لكل فئة عمرية يفي بالغرض لتأمين سفرات ممنهجة ومعروفة كما يعرف أحدهم أولاده، والمعنى أن الخزينة الاتحادية المتقشِّفة تؤمّن سفر عشرة وفود أو أكثر الى الخارج ولا تؤمّن إقامة بطولة واحدة في البصرة أو الكوت على سبيل المثال، إن هذا الذي نتحدّث عنه أحد أكبر الإخفاقات في العمل الرياضي التي لا يتم الإشارة اليها كثيراً، وليس هناك من مُحاسب أو مُدقق على هذا الاستهزاء بالألعاب الرياضية لأن الاتحادات تعد مناهجها كاملة ولا أقول جميعها طبعاً، ومن ثم تبدأ بالانسحاب عن ما هو مثبّت على الورق، فيتم تباعاً إلغاء البطولات والأنشطة وتجميع الفئات العمرية والدوري وبطولة النساء بحجج وذرائع كثيرة جداً، لعلّ أولاها قصر ذات اليد والتقشّف وتصل الى المنشآت الرياضية من قاعات وغيرها وعدم وجود طاقة كهربائية أو تأجيل متكرر للبطولة قبل حذفها وهي أسباب موجبة لتأجيل البطولات المحلية أو إلغائها، بل يتفنّن البعض في الخِداع والتضليل ويضع بطولة للفئات العمرية في ذروة الامتحانات الفصلية أو النهائية للمدارس والنتيجة واحدة هي تخريب متعمّد لتطور الرياضة وتقدمها، والأكثر كارثية أن بعض الألعاب الفردية التي كانت أمل العراق في التتويج بميداليات ملونة تعيش أضعف مراحلها وتراجعها المخيف، والسبب هو ضعف المنهج المحلّي الذي جعل الأندية الرياضية، وهي خلايا التماس الأولى بالمواهب أن تحجِم عن هذه الألعاب تماماً بخسارة مؤكدة لرياضتنا ورصيدها من الموهبة المستمرّة التي تعطي أملاً بالحياة .
بناءً على هذا الواقع الصعب يتوجّب على المؤسسات الرياضية بمختلف مسمياتها أن تعي الخطر فتبادر على قدر الإمكان بإسناد الأندية أولاً والاتحادات أيضاً مع التأكيد على المناهج المحلية وتطبيق نصفها على أقل تقدير، فليس من المعقول أو المنطقي نجاح هذا الاتحاد في التواصل مع الأندية والمؤسسات وتنظيم عدد لا بأس به من البطولات ويغط الاتحاد الآخر في سبات عميق ويعود بعد صحوة الموت ليتهم الصحافة والإعلام الرياضي بأنه السبب في تردّي واقع الألعاب والتأثير في إقامة وتنظيم البطولات، والأغرب أن تبقى المؤسسة الراعية للاتحادات تتفرّج وربما تختلِق الأعذار أيضاً، سننتظر قدوم العام الجديد 2018 وصدور المناهج الجديدة، ولنا فسحة أمل وإن تكن بسيطة في التغيير عن العام الماضي، أتمنى ذلك، وسنشير إليه بالأسماء والأرقام ومدى التغييرات عن العام الذي سبقه، فربما ستشحن أجواء المنافسة المحلية اتحادياً.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: ماذا يريدون؟

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

العمود الثامن: صنع في العراق

 علي حسين اخبرنا الشيخ همام حمودي" مشكورا " ان العراقي يعيش حاله من الرفاهيه يلبس أرقى الملابس وعنده نقال ايفون وراتبه جيد جدآ ، فماذا يحتاج بعد كل هذه الرفاهية. وجميل أن تتزامن...
علي حسين

قناطر: في البصرة.. هذا الكعك من ذاك العجين

طالب عبد العزيز كل ما تتعرض له الحياة السياسية من هزات في العراق نتيجة حتمية لعملية خاطئة، لم تبن على وفق برامج وخطط العمل السياسي؛ بمفهومه المتعارف عليه في الدول الديمقراطية، كقواعد وأسس علمية....
طالب عبد العزيز

تشكيل الحكومة العراقية الجديدة.. من يكون رئيس الوزراء؟

إياد العنبر يخبرنا التراث الفكري الإسلامي بأن التنظير للسلطة السياسية يبدأ بسؤال مَن يحكم؟ وليس كيف يحكم؟ ولعلَّ تفسير ذلك يعود لسؤالٍ مأزومٍ في الفقه السياسي الإسلامي، إذ نجد أن مقالات الإسلاميين تبدأ بمناقشة...
اياد العنبر

هل الكاتب مرآةً كاشفة للحقيقة؟

عبد الكريم البليخ لم يكن الكاتب، في جوهره، مجرد ناسخ أو راوٍ، بل كان شاهداً. الشاهد على لحظةٍ تاريخية، على مأساةٍ إنسانية، على حلمٍ جماعي، وعلى جرحٍ فردي. والكاتب الحقيقي، عبر العصور، هو ذاك...
عبد الكريم البليخ
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram