منذ أن أصدر "المفكّر" عباس البياتي توجيهاته بالتحرّك الفوري لاستنساخ السيد نوري المالكي، والسياسة في العراق تعيش حالة الخرافة والخزعبلات، فوجدنا النائب عامر الخزاعي الوكيل الخاص لـ " خيمة المصالحة المستدامة" يخبرنا أنّ القائد العام للقوات المسلحة غير مسؤول عن خسارة معركة الموصل، ويضرب الرجل مثلاً بمعركة أُحد ليقول وهو منفعل " إذا كان النبي (ص) مسؤولاً عمّا حصل بمعركة أُحد، فالمالكي مسؤول عن سقوط الموصل. قبل يومين أخبرنا النائب خلف عبد الصمد أنّ " الإشكاليّة الحاصلة حول اختيار نائب رئيس الجمهورية نوري المالكي مرشحاً لرئاسة التحالف الوطني تشبه الإشكاليّة التي حصلت مع الإمام علي (ع) حول اختياره للخلافة بعد وفاة النبي محمد (ص)".
بدايةً لا توجد أيّ شبهة سخرية على السادة الأكارم، فالسيد عباس البياتي بالفعل مفكِّر، حيث نجده في كلّ حوار تلفزيوني يخترع أفكاراً يبرر بها فشل أحزاب السلطة ، وبصرف النظر عن أنّ أفكار عباس البياتي من النوع المحمّل برؤوس فكاهيّة تصيب متلقّيها بنوبات لا تتوقف من الضحك، إلا أنها تبقى أفكاراً يمكن أن تغيّر وجه العراق لو تمّ تطبيقها بحذافيرها،لكنّ أفكار البياتي شيء والفكرة الكبيرة التي طرحها النائب خلف عبد الصمد شيء آخر "متميّز"، وفي حدود معلوماتي المتواضعة هذه أول مقارنة في التاريخ بين شخصية مثل الإمام علي " ع". وكان على السيد النائب ان يسأل نفسه كيف مارس الإمام علي السلطة بأعوام خلافته الأربعة، لم يجد الإمام في الخلافة حقاً استثنائياً في المال والأرض، فساوى نفسه مع الجميع، رفض أن يسكن قصر الإمارة ونزل في منزل يملكه أفقر فقراء الكوفة، سيقولون هذه مثالية مطلقة وسنقول لهم إنها عدل شامل، فالخليفة لم يرضَ أن يسكن القصور فيما رعيّته يسكنون بيوتاً من الصفيح.
تعالوا نرَ ماذا فعل عندما طلب منه سادة قريش أن يميزهم بالعطاء، قال لهم "لو كان المال مالي لسوّيتُ بينكم فكيف والمال مال الله"، ومن هذا الاعتبار كان موقفه عند ما أبلغ أهل الكوفة أنه لن يأخذ حصته من العطاء قائلا: "يا أهل الكوفة إن خرجت من عندكم بغير رحلي وراحلتي فحاسبوني".
ولا أدري لماذا لا يتحلّى منظّمو حملة "استنساخ المالكي" بقليل من الرحمة والشفقة إزاء هذا الشعب الذي يعتقدون أنه سيصفِّق لهم، كلما خرجوا على الفضائيات يعيدون تمثيل فيلم الرسالة!
"سقيفة" عبد الصمد
[post-views]
نشر في: 25 نوفمبر, 2017: 05:42 م
انضم الى المحادثة
يحدث الآن
معرض العراق الدولي للكتاب: بوابة نحو التميز الثقافي والتضامن الإنساني
النفط يتصدر المشهد وتبدلات مفاجئة في ترتيب دوري نجوم العراق بعد الجولة الثامنة
العراق يُطلق منصة لتنظيم العمالة الأجنبية وتعزيز الرقابة الإلكترونية
العراق تحت قبضة الكتلة الباردة: أجواء جافة حتى الاثنين المقبل
ضبط طن مخدرات في الرصافة خلال 10 أشهر
الأكثر قراءة
الرأي
الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!
رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
جميع التعليقات 1
خليلو...
كُلّ ما رويتَه عن الكازيميين !! ليس بدعة غريبة في زمن النفاق الذي فيه يطرح فيه المرء كرامته كلها في الوحل وهو سعيد بما يفعل !