ينطلق اليوم رسمياً الدوري الممتاز لكرة القدم بعد طول انتظار وتأخير كاد أن يطول الى أبعد من الموعد المقرر بسبب تجاذبات أزمة زيادة الأندية ونظام الدوري، ومن ثم عاد اتحاد الكرة ليتراجع عن قراره المثير للجدل تحت ضغط الأندية الكبرى، واصرارها على رفض النظام المتبع من مجموعتين مع زيادة عدد الأندية، ومن دون أدنى شك، فإن اتحاد الكرة فعل عين الصواب كونه يدرك أكثر من غيره مدى الترهّل الذي كان ليحصل لو استمرّ الحال على النحو الذي أراده مسبقاً، ويقيناً أن التراجع الى الأمام هي صفة محمودة في هذا الوقت بالذات لأسباب معروفة وهو ما يشجّعنا على مطالبة الاتحاد ولجانه العاملة والانضباطية منها على وجه التحديد، أن تتعامل بمهنية وحرص لا تشوبها شائبة على كل ما من شأنه التأثير في مسيرة الدوري الذي نريد أن نعد مع جماهيرنا الكروية عدد الاصلاحات المسجّلة من وحي تجربة المناسبات السابقة التي جرى التعامل معها بدقة إعلامياً، ولعل أولها ما رافق مباراة كأس السوبر بين الجوية والزوراء في ملعب كربلاء وحالة الانفلات التي رافقت سير المباراة قبيل تنفيذ ركلات الجزاء، ولا أذكر هنا بما بدر من المدير الإداري جاسم غلام، ولكن من حالة عدم الشعور بالمسؤولية التي رافقت جميع من دخل الى أرضية الملعب من الملاكين الفني والإداري لكلا الفريقين وربما الإعلام أيضاً، وهذه الحالة لا تحصل سوى في المباريات الشعبية، فضلاً عن الأضرار التي يسبّبها التواجد على أرضية الملعب بهذه الصورة النشاز، وكان على قوات حماية الملاعب المرابطة في الداخل أن تمنع هذا التواجد وهو من ضمن المهمات المناطة بعملها.
لا نريد أن نسرد الأحداث والصور التي تبعتها سواء هتافات الجماهير أو بعض التصرّفات الطائشة التي صدرت من المحسوبين على جماهيرنا الرياضية، ولكن نود أن نشير الى أهمية ما ينقل عنا في هذا الظرف تحديداً الى الخارج ومدى تأثيره على لجان الاتحاد الآسيوي والفيفا التي ننتظر منهما خلال شهر آذار العام المقبل، أن يتعاضدا في سبيل رفع الحظر عن الملاعب العراقية، ويقيناً أن تكرار مثل هذه الصور الشاذة سيطيح بآمالنا يضاف لها التعاطي السلبي جداً من بعض القنوات الفضائية التي أمعنت كثيراً في الإشارة الى السلبيات، وكان العكس هو المطلوب منها، فليس للسبق الصحفي أولوية وليس للتقرير براعة، وهو ينقل إشارات تصب في الاتجاه المعاكس الذي نتمناه خاصة وأن الأمور الإيجابية التي حصلت هي الأكثر بالتأكيد.
مع هذا وذاك لابد لانطلاقة الدوري أن تعي تثقيفياً كل هذه الدروس وتكون عوامل مساعدة ومجاهدة نحو رفع الحظر بأية وسيلة، ومن الممكن لإدارات الاندية وعبر منظومات علاقاتها العامة بمساعدة الإعلام أن تتكفّل بالتعامل مع الجماهير الرياضية وبصورة خاصة الأندية الجماهيرية التي ستضيّف مبارياتها ملاعبنا الكبيرة، وكذلك فإن لجان الرياضة والشباب بمجالس المحافظات والفرق التطوعية الشبابية التي تطوّرت كثيراً في الآونة الأخيرة ونجحت في استنساخ تجارب عالمية مهمة أن لها أن تمارس دورها في المباريات التي تقام في المحافظات التي تضيّف ملاعبها دوري النخبة، وهي حلقة مهمة بالتأكيد لنجاح الدوري الممتاز ومن ثم رفع الحظر المنتظر.