"ليس في الدنيا أروع من ختام مجيد لحياة إنسان صادق".
كانت هذه الكلمات قد ردّدها بدري حسون فريد قبل خمسة وأربعين عاماً وهو يقدِّم رائعة الإسباني اليخاندرو كاسونا"مركب بلا صيّاد"على خشبة مسرح كليّة الفنون الجميلة.
بدأ بدري حسون فريد قبل أكثر من نصف قرن يحلم بوطن للفرح والأمل، وانتهى بعذابات المرض وحيداً، ظلّ طوال حياته يملك حلماً كبيراً لصياغة صورة لعراق جديد شعاره المستقبل وغايته إسعاد الناس وبثّ الفرح في نفوسهم. جاء بدري من كربلاء إلى بغداد ليجد حوله جعفر السعدي وسامي عبد الحميد وزينب وسليمة خضير وناهدة الرماح وازادوهي صاموئيل، ويوسف العاني وإبراهيم جلال وخليل شوقي، القاسم المشترك بين الجميع لم يكن الاستمتاع بسحر الفن، بل لأنهم أتوا من جيل مأخوذ بحبّ المعرفة، وبالإصرار على أنْ ينشغلوا بهموم الناس البسطاء.
هل كان بدري حسون فريد يعتقد يوماً أنّ الفنّ لم يعد طريقاً إلى عقول الناس وقلوبهم، وأننا تحولنا الى بلاد تسعى لإقرار قوانين تحطّ من قيمة المرأة، ونصر على استبدال الأناشيد الوطنية بأهازيج طائفيّة.
عشق بدري حسون أعمال الإسباني اليخاندرو كاسونا، ويخبرنا صاحب الأشجار تموت واقفة ومركب بلا صياد وعشرات الأعمال التي كانت تفضح سياسة فرانكو القمعية في إسبانيا، إنه بدأ حياته ممثلاً مغموراً، لكنّه اكتشف أنّ المسرح يمكن أن يتحوّل الى منصة يطلق من خلالها الصواريخ ضدّ الانظمة القمعيّة والفاشيّة، وحين قرَّر أن يكتب للمسرح قدّم حكايات أناس تهدّهم الحياة وتدفع بهم أمامها، تعبين وحيارى. مسرحيات بلا نهايات سعيدة، لكنها تحمل دروساً بليغة، وفي رائعته"الأشجار تموت واقفة"يرمز لقوّة الإرادة عند الإنسان وهو يقف في مواجهة الظلم وجشع السرَّاق.
نقرأ في أخبار العالم المتمدِّن أنّ أكثر من 400 مليونير وملياردير أميركي أرسلوا رسالة إلى الكونغرس، يناشدون بعدم تمرير أي قانون ضريبي يزيد من تفاقم عدم المساواة. وتطالب الرسالة الكونغرس بزيادة الضرائب على الأثرياء أمثالهم.
نحن لانزال ننتظر أن يجيب أحد من المسؤولين : لماذا يعلن بلد مثل العراق حالة التقشّف وشدّ الأحزمة على البطون وهو الذي حصل من الأموال خلال عشر سنوات ما يعادل ميزانيّة قارّة أفريقيا مجتمعة؟
الأشجار تموت واقفة
[post-views]
نشر في: 18 نوفمبر, 2017: 04:46 م
يحدث الآن
معرض العراق الدولي للكتاب: بوابة نحو التميز الثقافي والتضامن الإنساني
النفط يتصدر المشهد وتبدلات مفاجئة في ترتيب دوري نجوم العراق بعد الجولة الثامنة
العراق يُطلق منصة لتنظيم العمالة الأجنبية وتعزيز الرقابة الإلكترونية
العراق تحت قبضة الكتلة الباردة: أجواء جافة حتى الاثنين المقبل
ضبط طن مخدرات في الرصافة خلال 10 أشهر
الأكثر قراءة
الرأي
الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!
رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...