يخبرنا الشيخ عبد الله العلايلي في كتابه " المعري ذلك المجهول " أن ضرير المعرة كان صاحب مزاج سوداوي ، ويعزو العلايلي أحد أسباب هذا المزاج الى فساد الحالة السياسية آنذاك ، ولهذا نجد المعري يكثر من مفردات مثل ، رَزيئَة ، ، قَارِعَة ، بَلْوى ، نازِلة ، نائِبَة هذه المفردة بالذات ، تعيش مع العراقيين منذ عام 2003 ، وهي سبب بلواهم والمصيبة التي لاتريد أن تفارقهم . تذكّرت كتاب العلايلي وعبارات صاحب رسالة الغفران وأنا أشاهد النائب " اللوذعي " عباس البياتي ، يقول بكل أريحية إن:" هناك 10 رموز في حزب الدعوة وأنا واحد منهم " .
هناك قضية مهمة تشغل النائب العراقي ،أهمها هل تَبلغ الفتاة في التاسعة أم في العاشرة ؟ وأي قانون أفضل قانون العشائر أم قانون لجنة الفقهاء ؟ عباس البياتي قضيته أكثر تشعباً و" وطنية"، خصوصا في الشطر المتعلق باستنساخ رؤساء الوزراء ، وما عدا ذلك فلا معنى ولاطعم لكلّ أحاديثه . عباس البياتي يريد أن يخبرنا بأنّ السياسي العراقي جزء من الثروة الوطنية التي يجب الحفاظ عليها . وهذا النوع من الثروات لايتأثر بالأزمات ! ومنذ أن أصبح محمود الحسن نائباً أدركنا، بالتجربة والغريزة العراقية التي لا تُخطئ، أنّ عدوى السذاجة ستنتشر. لذلك تتصدر القضايا الكبرى أمام النواب العراقيين : قانون زواج القاصرات الذي تلاه التحفة القانونيّة الأخرى " التحكيم العشائري " .
وربما نسي أو تناسى السيد البياتي ، أنّ في بلاد رموز حزب الدعوة خمسة ملايين مهجر ، ومئات الآلاف من الضحايا ، وفيها فقر لا مثيل له في بلدان لاتملك برميلا واحدا من النفط . والرموز وحدهم يسكنون القصور ويركبون المصفحات وفوق ذلك كله يستبدلون تمثيليات السهرة ، بكوميديا رخيصة عن النضال والجهاد .
يكتب ونستون تشرشل في مذكراته أنّ الخصم الرئيس للسياسي هو التخلف الذي يأخذه معه إلى الهاوية.
لماذا لا يُحلّ هذا البرلمان " القرقوشي وتُصرف موازنته كلّها على إغاثة القاطنين في بيوت الصفيح ، ماذا لو فقدنا رفقة النواب وتركنا حال البلاد إلى رجال دولة يدركون جيداً أن مقياس الإنجاز ليس ابتداع الألفاظ وإلقاء الخطب، بل مشاريع التنمية والتطوير والرفاهية .
النائب "اللوذعي"
[post-views]
نشر في: 17 نوفمبر, 2017: 06:36 م
يحدث الآن
معرض العراق الدولي للكتاب: بوابة نحو التميز الثقافي والتضامن الإنساني
النفط يتصدر المشهد وتبدلات مفاجئة في ترتيب دوري نجوم العراق بعد الجولة الثامنة
العراق يُطلق منصة لتنظيم العمالة الأجنبية وتعزيز الرقابة الإلكترونية
العراق تحت قبضة الكتلة الباردة: أجواء جافة حتى الاثنين المقبل
ضبط طن مخدرات في الرصافة خلال 10 أشهر
الأكثر قراءة
الرأي
الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!
رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...