TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > عيب يا أنجيلا النعمة

عيب يا أنجيلا النعمة

نشر في: 15 نوفمبر, 2017: 04:10 م

كنت أنوي الحديث عن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل التي حصلت قبل أيام على لقب أقوى سيّدة في العالم ، وهي في الـ63 من عمرها ، حتى عثرتُ على مقطع فديو أطار النوم من عينيّ ، وأطاح بمنزلة ميركل في نظري . مقطع الفديو تظهر فيه النائبة عواطف النعمة تردّ على تقارير تتهم رئيس الوزراء السابق بتبديد ميزانيات العراق ، وضياع عدد من المدن، فتقول بعصبية: "حتى وكلس ما لكه شي ضد المالكي" أرجوكم أن تركّزوا على كلمة "وكلس" التي تقصد بها النائبة المتحمسة ملفات الاسترالي جوليان أسانج" "وثائق ويكليكس". لم يدهشني عصر الجهل الذي يعيشه نوابنا الأعزاء بامتياز ، لكنني كنت أتمنى على السيدة النائبة أن تعرف أنّ وثائق المستر أسانج ، نشرت المزيد من الفضائح التي حدثت في زمن السيد المالكي ، وفي ذلك الوقت اتهم مكتب المالكي ، صاحب " ويكليكس " بتنفيذ أجندات خارجية .
قبل أكثر من ستين عاماً قررت فتاة عراقية أن تتخذ موقفاً متميزاً من قضايا المرأة، وكانت السيدة بشرى برتو التي رحلت عن عالمنا قبل يومين من دون كلمة تأبين صغيرة تقولها الحكومة أومجلس النواب ، واحدة من أبرز الذين ساهموا في وضع قانون الأحوال الشخصية لعام 1959 ، كانت هذه السيدة المناضلة التي سجنت وتشردت وتغربت تصرّ دوماً على أنّ المساواة لا تعني فقط التعليم والحصول على فرص العمل، لكنها تغيير النظرة القاصرة التي ينظرها المجتمع الى المرأة.
كلّ الذين يدافعون عن قضايا أوطانهم لم يكونوا فقهاء وفصحاء مثل عواطف النعمة ، لكنهم مثل بشرى برتو ومثل ميركل التي علّقت على فوزها بلقب أقوى سيدة بالقول :" القوّة لاتعني إلغاء الآخر ، إنها بعث الأمل في نفوس الحالمين بالطمأنينة والسعادة" .
من باب التأكيد هناك حقائق نرى أن يُولي القارئ العزيز انتباهاً لها، وفي مقدمتها أنّ العديد من ملفات الفساد في العراق، يقف وراءها مسؤولون ينتمون إلى أحزاب دينيّة، وبسبب هذا لم يتم الاقتراب منها.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. ابراهيم

    سعيد بعودة عمودك الشيق والجريء، فهو بالتأكيد ينعش بعضا من ذبولنا امس صرح المالكي ان من يقف ضد قانون تزويج القاصرات له أهداف غير وطنية قال خروشوف يوما انا اعرف عمل دوق أدنبره في الليل لكن ماذا يعمل في النهار والسؤال ماذا يعمل نواب رئيسنا العاطل هو عن

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

 علي حسين اظل أكرر واعيد إن أفدح الخسائر التي تعرض لها العراق ان الكثير من مسؤوليه وساسته غابت عنهم الروح الوطنية ، واصبحت كلمة النزاهة مجرد مفردة تلوكها الالسن ويسخر منها اصحاب الشأن...
علي حسين

كلاكيت: السينما عندما توثق تفاصيل المدينة

 علاء المفرجي بغداد والسينما.. المدينة والسينما.. كيف لنا ان نختار شكل العلاقة او ما الذي يمكن ان نكتشف من هذه العلاقة؟ وهل يمكن لبغداد كمدينة ان تنفرد مع السينما فتختلف عن علاقة المدن...
علاء المفرجي

الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!

رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
رشيد الخيون

قَدْحُ زناد العقل

ابراهيم البليهي حَدَثٌ واحد في حياة الفرد قد يُغَيِّر اتجاهه إذا كان يملك القابلية فيخرج من التحديد إلى التجديد ومن الاتباع إلى الإبداع وعلى سبيل المثال فإن هوارد قاردنر في السبعينات درَس علم النفس...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram