يمكن عدّ المباراة الودّية التي خاضها منتخبنا الوطني لكرة القدم مع نظيره السوري أمس الأول الإثنين، في ملعب كربلاء الدولي والتي انتهت بالتعادل (1-1) ثاني أفضل المباريات الرسمية والودّية التي خاضها أسود الرافدين بعد مباراة اليابان في ملعب سايتاما (2002) بالعاصمة طوكيو 6 تشرين الأول 2016، بقيادة المدرب راضي شنيشل التي تألق فيها لاعبونا أيما تألق وخسروا اللقاء (1-2) بالدقيقة 95، وهو تطوّر لافت يُحسب لجهود الملاك الفني برئاسة المدرب باسم قاسم، الذي فطَن لمسألة الاستقرار في التشكيل مع تجريب لاعب أو لاعبين وفق حاجته لهذا المركز أو ذاك، وبالنتيجة أمتلك منتخبنا الثقة الكاملة على يده ماضياً نحو تحقيق طموحاته بالحصول على أول لقب بدءاً من بطولة غرب آسيا التاسعة المؤمل انطلاقها في العاصمة الأردنية عمّان 8 – 18 كانون الأول المقبل.
اللافت في الأمر، أن المدرب قاسم نفّذ رسالته الحاسمة لجميع اللاعبين المحليين والمحترفين بأن فرصة تمثيل العراق لن تمنح بسهولة إلا مَن يستحقها بجهده ومستواه، فالبدائل جاهزة لتسلّم واجبات أية مهمة تناط به ولا خوف على مستقبل الأسود في ظل هكذا فكر راسخ بإرادته، فكثير من المدربين المتواجدين في الساحة التدريبية مع جُل تقديرنا لتاريخهم والتجارب التي خاضوها، يفتقدون الإرادة الفنية لاتخاذ القرار الصائب، ولا نغالي لو ثبّتنا الحقيقة المنصفة بحق قاسم، أنه من بين ثلة من المدربين الذين جاءوا بعد الراحل عمو بابا لا يتأثرون بأسماء اللاعبين في ورقة الإعداد لأية بطولة أو تصفيات، قاسم لديه قناعات متحرّكة ببطء ضمن مصلحة تلك المهام، وإذا ما أراد التغيير لن يكسر العمود الفقري للمنتخب!
غياب المحترفين الأربعة جستين ميرام واحمد ياسين لالتزامهما مع ناديهما و"ريبين اسعد وضرغام اسماعيل" لإصابتهما، لم يظهر تأثيره بشكل يثير القلق، بل أدى البدلاء واجباتهم على أفضل وجه مع ضرورة التأكيد أنه ليس بالضرورة أن يعود الأربعة الى مراكزهم كأساسيين، فذلك محكوم بالأداء واللياقة، كما عاود همام طارق ومصطفى ناظم وعلي حصني تميّزهم مع الوطني بعد انقطاعهم لأسباب مختلفة، ولا يفوتنا تذكير طارق أنه بحاجة الى التخلّص من الحركة الزائدة ولابد من تقنين جهده وتهدئة نفسه من دون كرة وننتظر المزيد منه مستقبلاً إذا ما أراد أن يبقى طويلاً بين زملائه.
وتكرّرت نوبات الابتئاس لحالة خط الدفاع الذي تم تنظيمه بعناية مركّزة من المدرب قاسم، وكان مجابهاً لكثير من الفرص الهجومية السورية الخطرة، وشلّ حركة عمر السومة أحد أخطر اللاعبين العرب في العمليات الهجومية الصريحة أو التمويه خلف المدافعين، لكنه (أي قاسم) تغافل عن جهة اليمين بسبب تدنّي مستوى المدافع وليد سالم سواء بتمريراته الفوضوية أم صعوده العقيم لتشكيل ضغط محوري على دفاعات نسور قاسيون ولم ينجح قط، بل زاد الطين بلّة سماحه للأحمر أن يصول ويجول من ناحيته ليضع علامة استفهام كبيرة حول موقعه الذي سيفقده إذا ما أعدّ قاسم اللاعب البديل لتأمينه.
إن قلادة الفخر التي ينبغي أن نطوّق بها عنق باسم قاسم، إكراماً لصناعة منتخب قوي لا خوف عليه حتى لأبعد من عام 2019 الذي سيشهد معترك قمم آسيا في نهائيات الإمارات بنسختها 17 للفترة من 5 كانون الثاني إلى 1 شباط من العام نفسه، ترصّعت بأسماء الجواهر علي عدنان ومهدي كامل وحسين علي وأيمن حسين، هؤلاء هم الأبرق صورة من الآخرين الذين نتمنى أن تكتمل القلادة بهم ويستعيد العراق ألق كرته بإنجاز آسيوي جديد يوحّد كلمة رجالات قيادته الرياضية "هذه المرة" لاتخاذ قرار يدين الفاسدين قبل المحاكم ويطرد الدخلاء ويذعن الجميع للقانون الرياضي المشرّع.
قلادة فخر قاسم
[post-views]
نشر في: 14 نوفمبر, 2017: 04:37 م