TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > تعديل

تعديل

نشر في: 13 نوفمبر, 2017: 09:01 م

خمسة وعشرون يوما هي كل الفترة التي قضتها مع زوجها لينتهي زواجها بالطلاق وتعود الى أهلها مطلقة بسن 13 عاماً ..والمؤلم في الأمر إنها تزوجت وتم تطليقها خارج المحكمة ، وفقدت بالتالي حقوقها القانونية والشرعية ومعها براءة طفولتها وغضاضة صباها فقد تحوّلت بين يوم وليلة من صبية مازالت تمارس ألعاب الطفولة الى امرأة مطلقة..
مثل هذه الحالة ستتكرر وتتكرر يومياً اذا ماتم تطبيق التعديل الجديد لقانون الاحوال الشخصية فمن يبغي تزويج ابنته انطلاقا من سن التاسعة لن يقابل بالرفض من قبل المحاكم الشرعية لأن الزواج سيستند أصلا الى عقود شرعية وحسب المذهب المطلوب وسيصبح دور القضاء ثانويا ..ليس هذا فحسب بل سيقيد القانون الجديد حرية المرأة العراقية أكثر وأكثر ويحرمها من حقوق تضمن لها حياة كريمة ..سيطعن في حقها بالإرث والحضانة والسكن المستقل واختيار الزوج والاعتراض على تعدد الزوجات وما الى ذلك ، وبعد كل هذا ، يخرج لنا من النواب والمسؤولين من يستهجن ماينسب للاسلاميين السياسيين فهم ليسوا ضد المجتمع وحقوق النساء ولم يفكروا بتمزيق النسيج المجتمعي عندما طرحوا فكرة تعديل قانون الاحوال الشخصية وسعوا الى التصويت عليها وكل مايحدث من ضجة يشارك فيها المثقفون ومنظمات المجتمع المدني والمنظمات الدولية لاتعدو كونها اتهامات تكال لهم جزافاً ويرفضونها جملةً وتفصيلاً ..
اذا كان مايقولونه صحيحا فما الذي دعاهم الى البحث عن فتاوى تتناسب مع أهوائهم ورغباتهم وميولهم المذهبية والطائفية ليحاولوا تغيير قانون كان ولازال مصدر زهو للنساء العراقيات في المؤتمرات النسوية العربية لما تقابله به النساء العربيات من تقدير كبير لبنوده التي تحترم المرأة العراقية وتحافظ على حقوقها وكيانها ..لماذا لايعترف هؤلاء النواب انهم انما يبحثون عن دعايات انتخابية جاهزة لهم لعزفهم من جديد على وتر الطائفية وإسالة لعاب الرجال الى الاجساد الصغيرة ..
لقد قال أحدهم بصريح العبارة ان الفرصة قد حانت ليطبق كلا منا تعاليم مذهبه ولاداع لتدخل القضاء في ذلك ..كيف إذن ينادون بشعارات الديمقراطية والتمدن والمصالحة الوطنية ..انهم يؤكدون ان مايتبجحون به في تصريحاتهم ليس سوى شعارات زائفة وانهم انما يريدون استغلال المرحلة لتعزيز ولائهم لطوائفهم وليس لبلد موحد بقوانين تحفظ لافراده هيبتهم .ألا يكفي انهم انتفعوا من المرحلة مادياً لدرجة ضمان مستقبلهم ومستقبل عوائلهم واتباعهم ، وحرموا العراقيين من حقوقهم في العيش برخاء واستقرار..
ليتركوا لهم حقوقهم المعنوية على الأقل دون تدخل مقصود ..ألا يكفيهم انهم هبطوا بالعراق الى مستوى خط الفقر وأسهموا في انهيار كل اركانه من تعليم وصحة وقضاء وصناعة وزراعة ، فلماذا يريدون أن يقرنوا الفقر بالتخلف ليسلبوا العراقيين فرصتهم في مواكبة دول العالم ..ولماذا يستكثرون على المرأة العراقية أن تتباهى بين رفيقاتها العربيات بامتلاكها أفضل قانون للاحوال الشخصية ..وهذه حقيقة واقعة وليست محض شعارات كما يصدر عنهم !!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

قناديل: (قطّة شرودنغر) وألاعيب الفنتازيا

باليت المدى: جوهرة بلفدير

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

 علي حسين قالوا في تسويغ الافراج عن بطل " سرقة القرن " نور زهير ، ان الرجل صحى ضميره وسيعيد الاموال التي سرقها في وضح النهار ، واخبرنا القاضي الذي اصدر قرارا بالافراج...
علي حسين

العراق بانتظار العدوان الإسرائيلي: الدروس والعبر

د. فالح الحمــراني إن قضية أمن البلاد ليست ذات أفق عسكري وحسب، وإنما لها مكون سياسي يقوم على تمتين الوحدة الوطنية والسير بالعملية السياسية على أسس صحيحة،يفتقدها العراق اليوم. وفي هذا السياق يضع تلويح...
د. فالح الحمراني

هل هي شبكات رسمية متشابكة أم منظمات خفية فوق الوطنية؟

محمد علي الحيدري يُشير مفهوم "الدولة العميقة" إلى شبكة من النخب السياسية، والعسكرية، والاقتصادية، والاستخباراتية التي تعمل خلف الكواليس لتوجيه السياسات العامة وصناعة القرار في الدولة، بغض النظر عن إرادة الحكومة المنتخبة ديمقراطيًا. ويُعتقد...
محمد علي الحيدري

الليبرالية والماركسية: بين الفكر والممارسة السياسية

أحمد حسن الليبرالية والماركسية تمثلان منظومتين فكريتين رئيستين شكلتا معالم الفكر السياسي المعاصر، وتُعدّان من الأيديولوجيات التي لا تقتصر على البعد الفلسفي فحسب، بل تنغمس أيضًا في الواقع السياسي، رغم أن العلاقة بينهما وبين...
أحمد حسن
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram