اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > الاحتفاء برواية إيرانية

الاحتفاء برواية إيرانية

نشر في: 4 نوفمبر, 2017: 09:01 م

تمكن الروائي الايراني حسين مرتضائيان ابكنار في روايته(العقرب على ارداج سلم محطة انديمشك) والتي ترجمها للعربية المترجم والشاعر حسين طرفي عليوي، وصدرت مؤخرا عن دار ومكتبة شهريار بالبصرة من اختصار الكثير مما كان يود قوله الجنود العراقيون والايرانيون، الذين حملوا السلاح ضد بعضهم، في الحرب التي التهمت عقد الثمانينيات كله، وعلى الرغم من الصعوبة البالغة التي واجهها الكاتب في الرواية، فهو لم يكتب رواية تعبوية، مثلما لا يريد لعمله الاصطدام بعقبة المؤسسة الثقافية، إلا أن الرواية تكشف لنا عن الوجه الآخر من الحرب. لم يشأ التصريح بشكل العدو، ولم يسم الجغرافيا المقابلة بوضوح، لكنه، تحدث عن الحرب بوصفها مكانا للموت.
وكانت دار ومكتبة شهريار قد وجهت الدعوة لمترجم الرواية الشاعر حسين طرفي عليوي واثنين من زملائه المترجمين من الفارسية الى العربية، هما أحمد حيدري مترجم (رواية خالي العزيز نابليون)، ومحمد حزبائي الذي ترجم للفارسية أشعار غسان كنفاني وبعض روايات عبد الرحمن منيف لذا فقد كانت الفرصة متاحة لقصر الثقافة والفنون في البصرة في استضافة ثلاثة الادباء وليحضر عدد من أدباء ومثقفي المدينة، ولنمسع حديثا مغايرا في تفاصيل الرواية والأدب الايرانيين، وما هذه إلا بغية اللقاءات والافعال التي ستقصر المسافات وتردم الهوى، وتكشف للجميع حقيقة وغاية الثقافة، ولعل الورقة التي قدمها المترجم محمد حزبائي عن تاريخ الرواية في ايران اسهمت كثيرا في التعريف بالرواية الايرانية حيث يجهل المثقفون العراقيون تفاصيل كثيرة عنها.
ولأن فضاء الحرية المتاح للكتاب هناك، لا يمكن مقارنته بالفضاء المتاح لدينا في العراق، ولأن المؤسسة الدينية تحكم قبضتها بقوة على صناعة الكتاب كتابة وترجمة فقد لاقى الثلاثة صعوبة في قول ما يتوجب قوله، هناك حبسة في ألسنتهم، هي حبسة من لم تستقم حريته في الحديث عن لغته وأدبه وثقافة مجتمعه، وهناك من يريد أن يقف على التفاصيل بكل احقيتها، وهو لا يعلم ببواطن حاجة الغريب عن لغته الى السماع والقراءة والتصفح، من يقف حائرا بين انتماءين، انتماء الفطرة وانتماء القسر ستحق له الاجابات المواربة ويُعطى العذر في التخفي والامتناع.تختلف اسئلة الشكوى وتتباين حدود التلقي وتتعدد مستويات القراءة، لكنْ تستعر نار المعرفة.
ومثل صبية تركوا آباءهم، يختفي الادباء الثلاثة في سوق الفراهيدي(شارع الثقافة البصرية) لا، ما هم بضائعين في الجغرافيا، فالبلاد هي هنا مثلما هي هناك، وسوى النهر، متاطمن الضفتين لايجد أحد برية للتيه، لكنما جمرة اللغة، عشق الشاعر للمعجم الجامع. كانت شبكة الصيد قد التقطت ما امكنها من الورق والأغلفة، وضمت خروجها ما استطاعته من الكلمات والسطور والصور، كانت المفاضلة صعبة بين حاجة أدباء المدينة للكتاب وبين جوع ونهم الاشقاء للكتاب ذاته، أتعلمون ماذا يعني أن تقرأ كتابا بلغتك التي حرمت من الكتابة بها؟ هي فعل من أفعال الموت، وهي سوط حرمان يلهب الروح، لا يشعر به إلا من اكتوى بغربته في أذنه ولسانه وقلبه وعينه.
وحين وقفنا على ضفة شط العرب، بابي الخصيب، عند بيت السيد طالب النقيب بالسبيليات، حيث كتب اسماعيل فهد اسماعيل روايته، وهبت النسيمُ رطبة محملة بالنخل والقمر المجنون البعيد، فوجئت بأذرع محمد حزبائي، أذرعه الكثيرة تطوقني، في عناقٍ أكيدُه البكاء، راح يستاف من جسدي رائحة تراب وماء وموت كان وما زال يجمعنا منذ مئات السنين.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ليفربول يخسر وديا أمام بريستون

مجلس الخدمة ينشر توزيع حملة الشهادات والاوائل المعينين حديثا

البرلمان يشكل لجنة إثر التجاوزات على اقتصاد العراق وأراضيه

بايدن يرفض دعوات الانسحاب من الانتخابات الامريكية : انتظروني الأسبوع المقبل

وفاة محافظ نينوى الأسبق دريد كشمولة

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

العمودالثامن: عقدة عبد الكريم قاسم

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

عاشوراء يتحوّل إلى نقمة للأوليغارشية الحاكمة

من دفتر الذكريات

وجهة نظر عراقية في الانتخابات الفرنسية

العمودالثامن: هناك الكثير منهم!!

 علي حسين في السِّيرة الممتعة التي كتبتها كاترين موريس عن فيلسوف القرن العشرين جان بول سارتر ، تخبرنا أن العلاقة الفلسفية والأدبية التي كانت تربط بين الشاب كامو وفيلسوف الوجودية استبقت العلاقة بين...
علي حسين

كلاكيت: الجندي الذي شغف بالتمثيل

 علاء المفرجي رشح لخمس جوائز أوسكار. وكان أحد كبار نجوم MGM (مترو غولدوين ماير). كان لديه أيضا مهنة عسكرية وكان من مخضرمين الحرب العالمية الثانية. جيمس ستيوارت الذي يحتفل عشاق السينما بذكرى وفاته...
علاء المفرجي

من دفتر الذكريات

زهير الجزائري (2-2)الحكومة الجمهورية الأولىعشت أحداث الثورة في بغداد ثم عشت مضاعفاتها في النجف وأنا في الخامسة عشرة من عمري. وقد سحرتني هذه الحيوية السياسية التي عمّت المدينة وغطت على طابعها الديني العشائري.في متوسطة...
زهير الجزائري

ماذا وراء التعجيل بإعلان "خلو العراق من التلوث الإشعاعي"؟!

د. كاظم المقدادي (1)تصريحات مكررةشهدت السنوات الثلاث الأخيرة تصريحات عديدة مكررة لمسؤولين متنفذين قطاع البيئة عن " قرب إعلان خلو العراق من التلوث الإشعاعي". فقد صرح مدير عام مركز الوقاية من الإشعاع التابع لوزارة...
د. كاظم المقدادي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram