TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > كراسيّ باردة

كراسيّ باردة

نشر في: 3 نوفمبر, 2017: 09:01 م

ونحن ننتظر اعتلاء وجوه جديدة مقاعد السلطة في العام المقبل، يراود أغلبنا سؤال مشروع ولا ريب هو كيف نجعل القادمين أكثر نزاهة؟.. كيف يمكن أن نضمن القضاء على الإرهاب والفساد الإداري وكيف نعيد أموالنا المسروقة؟
يعتقد الناس العاديون إن الأمور في دول تعاني لن تنصلح إلا باصلاح الرؤوس في تلك الدول، وإن على المواطن العادي ان يوقع على ميثاق الاستقامة ليحذو أصحاب المقام الرفيع في الدولة حذوه ويصبح الخداع لعبة مكشوفة لكلا الطرفين فلا يخدع المواطن حكومته ولا تخدع الحكومة مواطنيها... لكن اولئك الذين يهجرون الحياة الساخنة ويختارون الكراسي الباردة ويعانون ويقاتلون في سبيل الحصول على السلطة يعيشون عذاباً أكبر في محاولة الحفاظ عليها، فالتخلي عنها كارثة بالنسبة لهم، وقد يسلكون أي سبيل للبقاء في السلطة.. وفي تلك الرحلة التي يقطعها الإنسان منذ ولادته عارياً وحتى مماته عارياً، أيضاً، يعيش لحظات مدمجة بالعناء والشقاء ليبلغ القمة محاولاً التستر بأشكال وألوان وأحجام مختلفة من ورقة التوت يضع بعضها على عينيه وأخرى على فمه وثالثة على قلبه لكن عقله يظل متفتحاً ولا تدور في فلكه إلا فكرة واحدة هي الوصول إلى السلطة والبقاء فيها.. خلال تلك الرحلة يحمل الإنسان ألوية مختلفة ويطلق شعارات يطرق بها القلوب قبل الآذان ويتخذ أهدافاً يعد بتحقيقها وقد ينساها بمجرد اعتلائه الكرسي وقد يدعس الكثيرين بقدمه ليبلغ القمة..
وبعض اولئك الحالمين بالسلطة يعملون في سبيل هدف نزيه وفي النهاية يكتشفون أن هناك من يعمل في اتجاه معاكس محاولاً تدمير كل ما يفعلونه وقد يعيشون لحظة انهيار كل شيء نزيه أو ينفضون عنهم أفكارهم النظيفة ويضعون أيديهم في أيدي أعدائهم وفي أحسن الأحوال يموتون من أجل مبادئهم فيظهر غيرهم ثم يختفون ويبقى الكرسي سيداً والوصول إليه يستحق العناء ولكن، هل فكر كل اولئك بأنهم ولدوا ليموتوا وإن عليهم أن ينتبهوا إلى معاناة الناس وهم في طريقهم إلى عريهم الأخير..!؟
المواطن الآن بحاجة إلى ضمير السلطة وليس السلطة وحدها فالضمير وحده ليس بديلاً إنْ سرق أو غاب أو ضاع أو أصابه الصدأ ومن دون ضمير تصاب الفضائل بالامراض نتيجة لفقد جهاز المناعة والقيم ولا نصبح بشراً أو نرتقي لمرتبة الإنسانية وقد تتحول حياتنا إلى مقابر للكلمات النزيهة، ووقتها، ما عسى أن تجدي (الكلمات) ما دام (الكل.. مات)!!.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

قناديل: (قطّة شرودنغر) وألاعيب الفنتازيا

باليت المدى: جوهرة بلفدير

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

 علي حسين قالوا في تسويغ الافراج عن بطل " سرقة القرن " نور زهير ، ان الرجل صحى ضميره وسيعيد الاموال التي سرقها في وضح النهار ، واخبرنا القاضي الذي اصدر قرارا بالافراج...
علي حسين

العراق بانتظار العدوان الإسرائيلي: الدروس والعبر

د. فالح الحمــراني إن قضية أمن البلاد ليست ذات أفق عسكري وحسب، وإنما لها مكون سياسي يقوم على تمتين الوحدة الوطنية والسير بالعملية السياسية على أسس صحيحة،يفتقدها العراق اليوم. وفي هذا السياق يضع تلويح...
د. فالح الحمراني

هل هي شبكات رسمية متشابكة أم منظمات خفية فوق الوطنية؟

محمد علي الحيدري يُشير مفهوم "الدولة العميقة" إلى شبكة من النخب السياسية، والعسكرية، والاقتصادية، والاستخباراتية التي تعمل خلف الكواليس لتوجيه السياسات العامة وصناعة القرار في الدولة، بغض النظر عن إرادة الحكومة المنتخبة ديمقراطيًا. ويُعتقد...
محمد علي الحيدري

الليبرالية والماركسية: بين الفكر والممارسة السياسية

أحمد حسن الليبرالية والماركسية تمثلان منظومتين فكريتين رئيستين شكلتا معالم الفكر السياسي المعاصر، وتُعدّان من الأيديولوجيات التي لا تقتصر على البعد الفلسفي فحسب، بل تنغمس أيضًا في الواقع السياسي، رغم أن العلاقة بينهما وبين...
أحمد حسن
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram