أعلنت الحكومة السورية النصر على تنظيم داعش في مدينة دير الزور بشرقي البلاد يوم الجمعة في ضربة كبيرة للمتشددين مع تداعي آخر معاقلهم في سوريا.
وتقع مدينة دير الزور على الضفة الغربية لنهر الفرات وهي أكبر وأهم مدينة في شرقي سوريا ومركز إنتاج النفط.
وقال مصدر عسكري سوري إن ”وحدات من الجيش العربي السوري أنجزت بالتعاون مع القوات الرديفة والحليفة تحرير مدينة دير الزور بالكامل من براثن تنظيم داعش الإرهابي“.
ويتقدم الجيش مدعوما بقذائف روسية وفصائل شيعية تدعمها إيران صوب آخر مدينة كبيرة يسيطر عليها داعش وهي البوكمال الواقعة على الضفة الغربية من نهر الفرات.
ويضغط هجوم منفصل تشنه فصائل كردية وعربية، يدعمها تحالف تقوده الولايات المتحدة بضربات جوية وقوات خاصة، على الدولة الإسلامية عند الضفة الشرقية.
وقالت القوات العراقية أمس الجمعة إنها بدأت هجومها الأخير على داعش على الجانب العراقي من الأراضي الخاضعة لسيطرة المتشددين والممتدة عبر الحدود بين الدولتين حيث دخلت مدينة القائم.
وحاصر تنظيم داعش لسنوات جيبا حكوميا في المدينة إلى أن تمكن الجيش من تحريره في أوائل أيلول ليبدأ معركة من أجل تحرير الأجزاء الخاضعة لسيطرة المتشددين في المدينة.
وقالت وحدة الإعلام الحربي التابعة لجماعة حزب الله اللبنانية المتحالفة مع الجيش السوري إن الجيش استعاد أحياء الحميدية والشيخ ياسين والعرضي والرشيدية في المعارك الأخيرة ولم يتبق له سوى حي الحويقة.
وقال المصدر العسكري إن الوحدات الهندسية في الجيش تتابع تفتيش الشوارع والساحات والمباني في أحياء مدينة دير الزور المحررة وتقوم بإزالة الألغام والشراك الخداعية التي زرعها التنظيم في المنطقة.
فيما ذكرت وكالة الإعلام الروسية نقلا عن وزارة الدفاع الجمعة أن روسيا نفذت 18 غارة جوية وتسع ضربات بصواريخ كروز من غواصات في الأيام الثلاثة الماضية استهدفت تنظيم داعش في شرقي سوريا.
وقالت الوزارة إن الضربات ساعدت في دعم هجمات القوات السورية.
من جانب اخر أفاد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس (الجمعة) بأن تنظيم داعش الإرهابي سيدفع «ثمنا غاليا» لكل اعتداء ضد الولايات المتحدة، وذلك في أعقاب هجوم بشاحنة في نيويورك شنه شخص مؤيد للتنظيم المتطرف.
وأكد ترامب، أن الجيش الأميركي سدد ضربات «أقوى» لتنظيم داعش في اليومين الماضيين بعد أن وصف التنظيم المهاجم بأنه أحد "جنوده" .
وكتب على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «سيدفعون ثمنا غاليا لكل هجوم علينا». وأدى هجوم الثلاثاء إلى مقتل 8 أشخاص وجرح 12 آخرين.
وقال ترامب عقب الاعتداء: إن المهاجم الأوزباكستاني سيف الله سايبوف، يجب إعدامه.
وتراجع عن تعليقات أولى قال فيها إنه يرغب في أن يتم إرساله إلى معتقل معسكر غوانتانامو الأميركي في كوبا، حيث يسجن المتهمون بالإرهاب.
وكان تنظيم «داعش» المتطرف، قد أعلن في وقت سابق الجمعة أن منفذ اعتدء نيويورك، هو أحد «جنوده». وأورد العدد الأخير لصحيفة «النبأ» الأسبوعية التابعة للتنظيم: «هاجم أحد جنود التنظيم في أميركا، الثلاثاء، عددا من الأشخاص في أحد شوارع مدينة نيويورك، ما أسفر عن مقتل وإصابة أكثر من 20 " .
وجاء في الخبر الذي تناقلته حسابات متطرفة على تطبيق «تلغرام» أن العملية «أثارت الرعب داخل أميركا، مما حدا بهم لزيادة الإجراءات الأمنية وتشديد الإجراءات على المهاجرين الداخلين إلى أميركا" .
وتابع: "وتأتي هذه الهجمات في سياق استجابة جنود الخلافة في أميركا وأوروبا لنداءات استهداف رعايا الدول المشاركة في التحالف ضد تنظيم داعش" .
واعترف سايبوف في وقت سابق بأنه نفذ اعتداء نيويورك باسم تنظيم «داعش»، وبأنه «شعر بالارتياح لما فعله» حتى أنه طلب تعليق راية التنظيم الإرهابي في غرفته في المستشفى.