يقام في الغاليري الوطني للصور الشخصية بلندن معرض "صور سيزان الشخصية". ويجمع هذا المعرض العالمي البارز وللمرة الأولى أكثر من خمسين صورة شخصية portrait رسمها سيزان لأشخاص في زمنه ولنفسه، وقد جُلبت للعرض من مجموعات في مختلف أنحاء العالم، بما في ذلك أعمال فنية لم يسبق عرضها سابقاً على الإطلاق في المملكة المتحدة.
وبول سيزان (1839 ــ 1906) واحد من أكثر الفنانين تأثيراً في القرن التاسع عشر وتركت طريفته الفريدة في إنشاء الشكل باللون والمقاربة التحليلية للطبيعة أثرها على الفنانين التكعيبيين، والفوفيين Fauvists (أي المتحررين من التقاليد الفنية) وأجيال متعاقبة من الفنانين الطليعيين. (وكان، كما جاء في ويكيبيديا، ، يمارس التصوير في الهواء الطلق ليرسم المشاهد الطبيعية، على غرار زملائه من المدرسة الانطباعية، إلا أنه قام بنقل أحاسيسه التصويرية، في تراكيب جسمية وكُتَلية، مثل الملامح البشرية وغيرها. وأهم موضوعاته : الطبيعة الصامتة، المناظر الطبيعية، صور شخصية، ملامح بشرية. ويمكن القول إن سيزان هو أبو الفن الحديث وذلك لأن أسلوبه كان بمثابة المرحلة الانتقالية لتغيير كبير في تاريخ الفن الحديث حيث انتقل فن التصوير بفضل تجاربه من المدرسة التي نشأت في نهاية القرن التاسع عشر الي المدرسة التجريدية الحديثة التي تكونت في القرن العشرين.)
وعلى مدى الخمس والأربعين سنة من حياته في هذا المجال، أنجز سيزان 1000 لوحة تقريباً منها حوالي 160 صورة شخصية. وسيقوم المعرض من خلال ذلك بتوفير فهمٍ متعمق لهذه الناحية المركزية من عمله الفني، مسلّطاً الضوء على المميزات التصويرية والفكرية لعمله في رسم الصور الشخصية بما في ذلك خلق أزواج مكمّلة بعضها لبعض ونسخ مختلفة من الموضوع نفسه.
كما سيأخذ المعرض في الاعتبار المدى الذي بلغه بعض موديلاته في تشكيل تطور ممارسته الفنية في هذا المجال من الرسم. وسوف تتضمن اللوحات المعروضة صوراً شخصية متعددة للفنان ذاته، ولزوجته هورتينس فيكيه، وأخرى لافتة للنظر لعمه دومنيك، تعود في تاريخها إلى ستينيات القرن التاسع عشر، إلى صوره النهائية للبستاني فالير الذي كان يساعد في ستوديو سيزان في "لا ليف Les Lauves".
ويتولى رعاية معرض "صور سيزان الشخصية" هذا، الذي يقام في الغاليري الوطني للصور الشخصية بلندن، من 26 تشرين الأول 2017 إلى11 شباط 2018، جون أيلدرفيلد، الأمين الرئيس للرسم والنحت في متحف الفن الحديث، في نيويورك، مع ماري مورتون، أمينة ورئيسة القسم، اللوحات الفرنسية، بالغاليري الوطني للفن، وزافير رَي، مدير المجموعات، بمتحف دورسَي، في باريس.
عن / The guardian