أوشكت مواقع المسؤولية في وزارة الشباب والرياضة واللجنة الأولمبية والاتحادات المركزية على غلق ملف أعمال الدورة التنفيذية للسنين الأربع المنصرمة بحلوها ومرّها وانشغل الجميع بترميم أخطاء المرحلة وما رافقها من خطوات خائبة”غالباً”أملاً لبناء جديد لم نرَ أساس السابق له كي نصدّق أنجاز سقف التالي!
كل ذلك يمكن تبريره تحت ضغوط التحوّلات المستمرة في ظروف العراق وعدم إنفكاك المجتمع من طبائع بالية أثّرت سلبياً في العمل المؤسساتي الرسمي ودوائر القطاع العام وعلى ضوابط التعامل المتبادل بين الأفراد بأحكام التربية والأخلاق وأعراف الإنسانية، والأخيرة أبتليت بسوء الفهم الذي يأخذ الاعتراف بحقوق الآخر شكلياً ويهمل منحها له أو الدفاع عنها أو الاهتمام بها أضعف الإيمان.
حشّدنا الأقلام والأصوات وكل وسائل الإعلام المتاحة من أجل أنصاف قضايانا الرياضية وبدعم كبير مؤطّر بروحية المواطنة شعوراً منا نحن شريحة الصحفيين الرياضيين كجزء من مصير البلد أياً كانت نتائج مخاض تحديه السياسي والاجتماعي والاقتصادي والرياضي، وفقد بعض الزملاء حياتهم أثناء أداء واجباتهم بشجاعة قلّ نظيرها أيام الأقتتال الطائفي المقيت وواصل البقية رحلة الصمود اليومية بعفّة مباركة من أجل تأمين القوت الحلال لأسرهم وبكرامة من دون أن تضعفهم طعنات شركاء معهم في المهنة أمّنوا القوت الحرام من جيوب الفاسدين وتنعّموا بكل مزايا تقرّبهم من مسؤولين على حساب تضليلهم الرأي العام وإثارة الفتن واستمرار التمزّق الرياضي في دوامة لا تنتهي ولسان طمعهم يردد”هل من مزيد"؟!
ليقف مسؤولو الرياضة أنصافاً مرة واحدة، بدءاً من لجنة الشباب والرياضة البرلمانية ووزارة الشباب والرياضة واللجنة الأولمبية الوطنية والاتحادات المركزية والأندية والكيانات المحافظاتية المرتبطة بمرجعياتها الرياضية في العاصمة بغداد، قفوا مرة واحدة مع الصحفي الرياضي وسجّلوا وقفة تاريخية مشرّفة تضامناً معه في أي يوم تختارونه، دافعوا عن حقوقه التي سَكَتَ عنها بحياء لئلا يتهم بالمطلبي والمصلحي واللاهث وراء المنافع، فيما أنتم تملؤون الدنيا ضجيجاً إذا ما تريّثت الوزارة عن أطلاق منحكم الشهرية بموجب قانون منح الرياضيين الأبطال والرواد أو حجبت اسماء ثلّة منهم رهن التدقيق أو التحقيق!
تساءلوا: ماذا عن مُنَحْ شركائكم في الإنجاز، لماذا يلفّكم الصمت عندما يدنو الحديث عن حقوق الصحفي الرياضي، تتظاهرون بأعلى درجات الحرص على تواجده مع بعثاتكم لينقل حقائق البطولات واشهاركم وانتم ترفعون راية العراق مع الكؤوس بينما تخفضون الرؤوس ولا يسمع لكم همساً إذا ما اشتكى صحفي من فتك مرضه أو لاذت أسرته المتعفّفة بعد موته عند من يفترض أن يحفظ هيبته وسيرته بدعم مالٍ يسد رمقها لتشعر بقيمة أنتمائه لبلده وما أنجزه في حياته من مفاخر توّجَها بكسبه صفة الإنسان النظيف.
إن جميع الصحفيين الرياضيين الذين يتجاوز عددهم مئتي صحفي في العاصمة والمحافظات، ثلثهم يمكن عدّهم رواداً استناداً الى مدد خدمتهم في المهنة وتقدّمهم في السن يضاف إليهم زملاء يقيمون خارج العراق ويؤدون واجباتهم بصورة مشرّفة ومنهم يعانون أمراضاً محرجة أقعدتهم يحصون أنفاس الحياة الأخيرة، جميعهم أسهموا بقدرٍ هنا وهناك في دعم هذا المسؤول وذاك الرياضي البطل ومنتخب البلاد وأنشطة الاندية وتفعيل قرارات الحكومة والمساعدة في تنويرها عن بؤر الفساد، وللبعض اليد الطولى في تقويض الثقة بمرشحين انتهازيين أخفقوا في خدمة اتحاداتهم أو أنديتهم أو عضوية تنفيذي الأولمبية، وكان تأثيرهم موازياً لاستحقاقات الانتماء المهني لشرف السلطة الرابعة فعلاً لا إدعاء، فلماذا لا يؤمَنْ مستقبلهم أسوة بشريحة الرياضيين بعناصرهم المختلفة الذين وصفتهم المادة (1- ثانياً) من القانون (الرياضيون الرواد هم الرياضيون الذين خدموا الرياضة العراقية كلاعبين أو مدربين في المنتخبات الوطنية أو حكام دوليين ممن بلغ من العمر خمسين عاماً فما فوق) علماً أن صفة الرياضي مكتسبة في أصل عمل الصحفي وهويته وحراكه؟
ماذا عن حق الصحفي الرياضي؟!
[post-views]
نشر في: 20 فبراير, 2018: 03:49 م