TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > أهلاً بكم في حروب النائبات

أهلاً بكم في حروب النائبات

نشر في: 14 فبراير, 2018: 05:01 م

فى ليلة ليلاء ملأت النائبة عواطف النعمة استوديو الفضائية بالشعارات الثورية، فمعظم النواب يذهبون في إيفادات رسمية، وجميعهم لديهم مشاريع تجارية لايريدون أحداً الاقتراب منها، وإنها أي عواطف النعمة ذهبت إلى دبي بأعتبارها خبيرة في شؤون الإتصالات والإعلام، بدليل أن السيد مارك زوكربيرغ ومعه بيل غيتس كانوا يعدون الساعات لأخذ رأيها في خفايا عالم " السوشيال ميديا ". لكنها للأسف فوجئت بالنائبة حنان الفتلاوي تتهمها بإهدارها الأموال على مؤتمر عادي، ولأن "لا أحد أحسن من أحد" فكان لابد للنائبة عواطف النعمة أن ترد الصاع صاعين، فماذا قالت: " إن حنان الفتلاوي تذهب بنحو 6 إيفادات إلى لندن في السنة الواحدة، ويمكن التحقق من ذلك عبر جوازها". وإن "هناك برج إتصالات يعود الى شقيق الفتلاوي، وهذه الأبراج نشرتها هيئة الاتصالات، لكن لا أحد يريد أن يصدق ذلك، ولأن رئيس الهيئة رفض، أقامت حنان الفتلاوي الدنيا ولم تقعدها"، ولأننا في زمن كشف المستور أضافت عواطف النعمة إن " النائب كاظم الصيادي حصل على عقود طبع الكتب في بيروت، ولكي يتفقد الأحوال سافر الى لبنان بإيفاد على حساب البرلمان ".
منذ سنوات وحتى لحظة كشف المستور، كانت النائبة عواطف النعمة، مسكونة، بنموذج اسمه حنان الفتلاوي، المعجزة التي جاءت ليبدأ معها عصر إعطاب الضمير الوطني، وقانون مثير للأسى والخراب، فرضته بقوة الطائفية، هو كيف يمكن أن نقتل" سبعة سُنّة" ثم نتوجّه لقتل سبعة من الكرد، لأنّ "سبعة شيعة" راحوا ضحايا فشل أمني المسؤول عنه ضباط كبار تمتلئ كروشهم برواتب مئات الفضائيين!.
خطابات كانت تُظهر فيها حنان الفتلاوي وعواطف النعمة وعالية نصيف وعتاب الدوري، ليسلبن من خلالها حق العراقي في وطنه، لأنه لايؤيدهن قي استحداث معدلات طائفية للوطنية، ولا يصفق لهن وهن يعلنّ بكل وقاحة، أنهنّ يدافعن عن الفساد والمفسدين من أجل رؤساء الكتل السياسية
في هذه البلاد العجيبة يزداد السياسيون غنىً وقسوة، وطائفية، فيما يزداد العراقيون خوفاً وفقراً. ثمة فضائح في جميع بلدان العالم، لكن الفضائح التي تُكشف في العراق،، لا مثيل لها في أيّ مكان من العالم، لأنها تتعلّق بغياب الضمير.
ومع هذا يبقى الاستسلام لتعاطي هذا النوع من " التحشيش " النيابي ، محاولة لإظهار بطولة النائبة عواطف النعمة التي ظلت تعتقد إن المشهد العراقي لن يستكمل صورته الحقيقية إذا لم تنفجر سيارة مفخخة في الأعظمية أو السيدية أو حتى بأقلّ الأُمنيات في المنصور.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: موجات الجزائري المرتدة

 علي حسين اعترف بأنني كنت مترداً بتقديم الكاتب والروائي زهير الجزائري في الندوة التي خصصها له معرض العراق الدولي للكتاب ، وجدت صعوبة في تقديم كاتب تشعبت اهتماماته وهمومه ، تَّنقل من الصحافة...
علي حسين

قناديل: في انتظار كلمة أو إثنتيّن.. لا أكثر

 لطفية الدليمي ليلة الجمعة وليلة السبت على الأحد من الأسبوع الماضي عانيتُ واحدة من أسوأ ليالي حياتي. عانيت من سعالٍ جافٍ يأبى ان يتوقف لاصابتي بفايروس متحور . كنتُ مكتئبة وأشعرُ أنّ روحي...
لطفية الدليمي

قناطر: بعين العقل لا بأصبع الزناد

طالب عبد العزيز منذ عقدين ونصف والعراق لا يمتلك مقومات الدولة بمعناها الحقيقي، هو رموز دينية؛ بعضها مسلح، وتشكيلات حزبية بلا ايدولوجيات، ومقاولات سياسية، وحُزم قبلية، وجماعات عسكرية تنتصر للظالم، وشركات استحواذ تتسلط ......
طالب عبد العزيز

سوريا المتعددة: تجارب الأقليات من روج آفا إلى الجولاني

سعد سلوم في المقال السابق، رسمت صورة «مثلث المشرق» مسلطا الضوء على هشاشة الدولة السورية وضرورة إدارة التنوع، ويبدو أن ملف الأقليات في سوريا يظل الأكثر حساسية وتعقيدا. فبينما يمثل لبنان نموذجا مؤسسيا للطائفية...
سعد سلّوم
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram