للحدس في اللغة العربية معانٍ ومدلولات كثيرة ومتنوعة. تضمنتها معظم المعاجم اللغوية والقواميس، فقد جاء في (تاج العروس) - مثالاً لا حصراً - إن الحدس (هو الظن والتخمين). يقال: هو يحدس، أي يظن، يستقرئ، يتوهم، يتخيل.. إلخ.
والحدس كونه مصدراً: يعني سرعة الانتقال في الفهم والاستنتاج، يحدس الأخبار: أي يسعى لمعرفتها، يقال: بعيد المحدس، أي بعيد المنال والطلب.. حدس في السير: أسرع. وحدس في الأرض سار على غير هدى.. حدسه حدساً: أي صرعه، حدس الشيء بقدمه: أي وطأه وسحقه، وللشاة اضجعها للذبح، والحديس المصروع على الأرض.
……..
الحدس استقراء لحالة مستقبلية - لا مراء في ذلك - ولكن لأيِّ مدى؟،من ذا يمتلك تلك الملكة الفريدة بين بني البشر؟؟. وهل ثمة علاقة بين الحدس والذكاء وسبل الإبداع؟ معظم علماء النفس، لا يربطون موهبة الحدس بالذكاء، فليس شرطاً لازماً أن تكون نسبة الذكاء لديك مرتفعة كي تكون ثاقب الحدس!!
فالحدس يعتمد بالدرجة الأولى على الاحساس العالي بالمدركات غير المنظورة أكثر مما يعتمد القدرة على الاستدلال بما تحت اليد .
يدوّن الحدس (الواعي) لن تعرف العقول ((الشابة خصوصاً)) كيف تستوعب انثيالات الواقع الراهن، ناهيك عن الغوص في متاهات المستقبل.
……….
أبو العلاء المعري، الشاعر، الذي اعتمد مبدأ (الشك أساس اليقين) أدرك منذ زمن بعيد، أن الحدس يعني: رؤية ما لا يمكن أن يراه العامة، حين ردّد:
أما اليقين فلا يقين وإنما…. اقصى اجتهادي أن أظن واحدسا.
هل الحدس رؤى المستقبل؟؟
[post-views]
نشر في: 14 فبراير, 2018: 09:01 م