عملت دائرة الفنون التشكيلية طويلاً خلال السنوات الماضية محاولةً الارتقاء بأدائها من أجل تطوير امكاناتها ونقل صورة جيدة عن الفن التشكيلي محلياً وعربياً وعالمياً...
خلال السنوات الثلاث الماضية يُمكننا ان نُجزم إن ما قدمته كثير سواء كان نشاطات خاصة أو فعاليات عامة أو معارض تشكيلية او جلسات ومهرجانات ومؤتمرات خاصة بمجال الفن التشكيلي، اضافة الى الاحتفاء بمنجزات فنانين تشكيليين واستعادة بعض الفنانين الراحلين، كما أقامت الدائرة معارض تشكيلية مشتركة مع العديد من المنظمات الخاصة والعامة ودعمت العديد من الفنانين الجُدد والشباب، ونسقت الدائرة وفق علاقات ثقافية مع العديد من الدول لتقيم معارضها التشكيلية في بغداد ومن أبرزها ايران...
خلال عام 2017 وحتى اقتراب نهايته كانت المعارض المقامة في الدائرة فعالة جداً، وحتى نهاية ذلك العام استمرت فعالية هذه المعارض لتنطلق سلسلة أخرى منها مع بداية 2018، ويُمكننا أن نُميز بشكل واضح بين تلك المعارض التي أقيمت في العام السابق والتي انحسرت على دعوات خاصة لفناني المحافظات أو إقامة مؤتمرات ومهرجانات تشكيلية ترفقها بعض المعارض، إلا أن من أبرزها ما أقيم من معارض مشتركة مع إيران، كما إنطلقت الدائرة هذا العام بمخطط جديد ضم معرض السجاد الايراني والذي عدّ من المعارض الغرائبية والتي لم يشهدها الفن التشكيلي العراقي مُسبقاً حتى شهدنا مؤخراً افتتاح معرض تشكيلي لعائلة عراقية تضم أربعة افراد مُقدمين اكثر من 56 عملاً، وهذا بحدّ ذاته عدّ خطوة مهمة ومميزة بالنسبة للدائرة أن تدعم عائلة مختصة في مجال الفن التشكيلي وان تعرض أعمالها بهذه الدرجة العالية من التميز، وآخرها سيكون من خلال التنسيق مع التشكيلية نغم العامري التي افتتحت معرضها الشخصي السادس على قاعة كولبنكيان...
المدى تحدثت الى مدير عام دائرة الفنون التشكيلية شفيق المهدي بخصوص ما قدمته دائرة الفنون التشكيلية وأكد المهدي خلال كلمته قائلاً " خلال السنوات الماضية حاولنا كإدارة أن نختصر زمن الفن التشكيلي ونطوره من خلال تنشيط أدائنا حيث أقمنا معارض كثيرة لم تختص بالكم فحسب رُغم أن بعضها في البداية كان يركز على الكم وليس النوع إلا إننا فيما بعد ومع تطور ادائنا استطعنا ان نُثبت وبجدارة اننا مع تركيزنا على النوع بالدرجة الاولى سنحصل على كم من العروض المميزة والممتازة."
وأضاف المهدي "أن من أهم ما انجزته الدائرة هي امكانيتها التنسيق مع دول أخرى خارجية ونقل الثقافة التشكيلية العراقية للعديد من دول الجوار ، ومشاركة العديد من التشكيليين ودعوتهم الى معارض خارجية كما ضيّفنا لمرات عديدة فنانين مهمين من خارج العراق وأقمنا لهم معارض في محاولة للوصول الى حالة من التبادل الثقافي والتلاقح المعرفي."
ويبدو إن عمل الدائرة هذا ومحاولات التطور جاء سعياً وراء تكذيب الشائعات التي تقول إن الفن التشكيلي العراقي لم يعد موجوداً أو فعالاً ، الفنان التشكيلي قاسم العزاوي يذكر "أن الاعمال التي قدمت منذ السنوات الماضية وحتى الآن وخلال المعارض التي اقيمت في الدائرة سواء خارجية او محلية كانت ذات ثيمة مميزة وكانت من الحرفية إنها استحقت المشاركة عالميا وعربياً."
فيما أكد مدير المعارض في دائرة الفنون العامة، وهو الاسم الجديد لدائرة الفنون التشكيلية مع مطلع عام 2018 "أن التنسيق بين ادارة الدائرة وادارة المعارض والتعاون المستمر بينها غالباً ما يأتي بنتائج مبهرة من حيث التنسيق والترتيب على أقامة معارض مميزة ومهمة." مؤكداً" أن عام 2018 ستسعى الوزارة والدائرة على إقامة معارض أكثر تميزاً مما سبق كما إن هنالك مخططات لاستضافة العديد من الفنانين سواء من دول عربية أو غربية لإقامة معارض مميزة، اضافة الى محاولتنا تطوير امكانات الفنانين من خلال ورش سنعمل على إقامتها."
دائرة الفنون التشكيلية بين الاهتمام بالكم والنوع في إقامة المعارض

نشر في: 14 فبراير, 2018: 12:01 ص