TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > مواقف مُضحكة

مواقف مُضحكة

نشر في: 12 فبراير, 2018: 09:01 م

يفتعل بعض الفنانين والفنانات شجارات وهمية مع زملائهم أو فضائح أخلاقية، ويلجأ بعضهم الى ادعاء المرض أو الاعتزال أو نشر شائعة وفاتهم لغرض البقاء في ذاكرة الجمهور والحصول على شهرة وانتشار أسرع .. ومن المعروف لدينا جميعاً، أن اتباع مثل هذه الوسائل لم يكن شائعاً في الماضي، ولايلجأ إليها أيّ فنان حقيقي في أيّ زمن، لكنها تأتي أكُلها كما يبدو في هذا الزمن الذي اختلفت فيه المعايير، وصار من (يخالف فيه يعرف) أكثر من غيره..
من هذا المنطلق، بدأ المرشحون إلى الانتخابات حملاتهم الانتخابية التي ينتمي بعضها الى خانة (الغرائب والعجائب) فخرجت علينا مرشحة تستشيرنا في أمر قبولها الترشيح أو عدمه، وتبلغنا أنها توجهت الى العتبات المقدّسة وقررت اللجوء الى (الاستخارة ) لتقرر خوض الانتخابات وتطلب منا مساعدتها في ذلك، لأنها تسعى الى خدمة الوطن والشعب وتحمل في جعبتها أفكاراً ونوايا يمكن أن تسهم في تغيير خارطة السياسة العراقية (العرجاء) حالياً.. كما أثارت دهشتنا مرشحةٌ أخرى من خلال العرض الذي قدمته لنا وهي ترتدي ملابس عسكرية وتلقي علينا خطبة تزرع فينا الأمل بتغيير حقيقي في مستقبل العراق من جميع النواحي، فقد أعلنت عن نيتها الترشح للرئاسة لتنقذ العراق من محنته وتفتح آفاقاً جديدة لتعامله مع الدول الخارجية وغير ذلك من الوعود التي تتناقض تماماً مع مظهرها وهي تؤدي التحية العسكرية بشكل خاطئ على أنغام النشيد الوطني السابق المرتبط بالنظام السابق..
ولا أخفيكم أنني وحتى هذه اللحظة، أظن أن ما رأيته كان مزاحاً أو مقاطع ساخرة، فليس من المعقول أن يدير حياتنا السياسية في المستقبل، أشخاصٌ يهزأون بنا بطريقة طرحهم الساذج وينتظرون منا أن نصدق سذاجتهم ونؤمن بطروحاتهم.. الأمر لايقتصر طبعاً على المرشّحات النساء، فللرجال أساليبهم المبتكرة أيضاً في الترويج لأنفسهم، وستزخر الفترة المقبلة بالكثير من (المواقف المضحكة) لأنهم سيجربوا كل الوسائل التي تجلب لهم الشهرة والقبول حتى لو كانت خارجة عن حدود المعقول، كأن يلجأ بعضهم الى استغلال طلبة المدارس والجامعات أو الضحك على ذقون الفقراء أو الترويج لزوجاتهم المرشّحات.. سينضوي بعضهم ضمن ثوبه الإسلامي ويدعو الى دولة مدنية، وسيتذكر البعض الآخر أصوله العشائرية فيواظب على زيارة أقاربه وإهدائهم وعوداً، على أمل تحقيقها فيما لو فاز في الانتخابات، وسيلجأ آخرون الى أساليب أكثر استخفافاً بالناخب العراقي كطبع صورهم على بعض المنتجات أو إقامة الولائم وتوزيع الهدايا الرخيصة على الأحياء الفقيرة.. وستصبح مخالفة المألوف وسيلة أجدى لتحقيق الشهرة، فهي القاعدة حالياً، بينما الشواذ هي السعي الحقيقي لخدمة البلد ومحاولة كشف ملفات الفساد فيه وتغيير مايمكن تغييره لإنقاذه من محنته...

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram