TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > ما يلزمنا لمؤتمر الكويت

ما يلزمنا لمؤتمر الكويت

نشر في: 6 فبراير, 2018: 05:08 م

adnan.h@almadapaper.net

 

أفترضُ أنّ رئيس مجلس الوزراء، حيدر العبادي، قد شكّل فريقاً، أو أكثر، مؤلفاً من اختصاصيين في مجالات مختلفة، تحضيراً لمؤتمر إعمار العراق الذي تُضيّفه الكويت مشكورة الأسبوع المقبل.
وأفترضُ أنّ هذا الفريق، أو أكثر، قد أنجز ما مطلوب منه وأنّه يضع الآن اللمسات الأخيرة على الأوراق التي سيطرحها السيد العبادي وسائر ممثلي الدولة العراقية على المؤتمِرين الذين يمثّل البعض منهم دولاً متأهّبة على نحو خاص لمنح العراق قروضاً مالية كبيرة وخبرات هندسية وفنية تتطّلبها عملية إعادة الإعمار المُكلفة للغاية، فيما يمثّل الآخرون شركات دولية قادرة على النهوض بالمهمّة الشاقّة. وإعادة الإعمار لا تقتصر على الدمار المترتّب على حرب داعش ضدّ العراق وحرب العراق للخلاص من داعش وإرهابه، إنّما تمتدّ حاجة الإعمار أيضاً إلى الخراب الموروث من عهد النظام السابق وحروبه، فضلاً عن الخراب الناجم عن الصراعات الأهلية والسياسية التي ازدهرت في العهد الحالي، فالعراق وشعبه ابتُليا، على الدوام، بأعداء ألدّاء، داخليين وخارجيين، لا عدّ لهم ولا حصر.
أسوأ ما يُمكن تصوّره أنْ تكون الأوراق التي سيتقدّم بها السيد العبادي ومرافقوه إلى مؤتمر الكويت مهتمّة، أكثر من أيّ شيء آخر، بالكلام المستفيض عمّا فعلناه لدحر الإرهاب وعمّا نحتاج إليه لإنجاز مهمة إعادة الإعمار.. الكلام المختصر في هذا الشأن أمر مرغوب فيه، بل مفيد، أما الكلام المُسهب فلا معنى له ولا طائل من ورائه. العالم كلُّه يعرف ماذا فعلنا وما الذي نحتاج إليه، بل الأرجح أنه يعرف عنّا أكثر ممّا نعرفه عن أنفسنا، عن طريق سفاراته، وأجهزة مخابراته، والدراسات والتقارير الصادرة عن مراكز الأبحاث والجامعات، وأقماره الصناعية التي تراقبنا على مدار الساعة وترصد كلّ حركاتنا وسكناتنا، حتى في عمق المنطقة الخضراء التي ليست محصّنة الأسوار وليست موصدة الأبواب إلّا في في وجوه العراقيين.
في رأيي المتواضع أنّ الكلام المفيد الذي على رئيس الوزراء ومساعديه قوله في المؤتمر هو الذي يتعلّق بالضمانات التي سنُقدّمها إلى الدول المانحة والشركات التي ستضطلع بعمليات إعادة الإعمار.. المطلوب أن نعرض ما نؤكد فيه على نحو واضح وشفّاف أنّ الأموال المقدّمة، وهي بعشرات مليارات الدولارات، لن تكون عرضة لنهب الفاسدين كما حصل مع مئات المليارات التي تدفّقت علينا من النفط وغيره في السنوات العشر الماضية ولم يظهر لها أيّ أثر ذي قيمة واعتبار.. المطلوب أيضاً أن نؤكد للشركات أنها لن تتعرض، كما حصل لغيرها، للابتزاز من أجل الاستجابة لطلبات الفاسدين.
سيقال الكثير من الكلام الجميل في مؤتمر الكويت، بيد أنّ الجملة الأجمل والأنفع والأكثر تعويلاً عليها هي التي سينطق بها رئيس الوزراء لتعزيز ثقـــــــــة المانحين بأنّ أموالهم ستكون في الحفظ والصون، وثقة الشركات بأنّ أعمالها ستكون مؤمّنة مئة بالمئة ضدّ اقتراب ضواري الفســــاد منها.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 3

  1. بغداد

    استاذ عدنان حسين لو كان هناك ذرة من المصداقية في دولة التنك والفافون في إعمار العراق والتوقف عن نهب وسلب الثروات النفطية المستمرة منذ ٢٠٠٣ والى هذه اللحظة ونحن في شباط ٢٠١٨ خمسة عشر عاماً نهب للثروات واغتيالات واعتقالات وتهديدات ودمار شامل لجميع البنى الت

  2. الدكتور صادق إطيمش

    أقترح ان تتكون لجنة من الدول والشركات المساهمة فقط لإدارة عملية إعمار العراق للعشر سنوات القادمة وبعده سيكون لكل حادث حديث

  3. أم رشا

    حضرة الكاتب إذا كنتم حقيقة تريدون أعمار الموصل مثلا فليس لكم خيار اروع وأعظم من ان تجلبوا السيد معن سمسم وهو وزير سابق للاسكان ومعماري متميز ومسيحي مصلاوي سيتفق عليه جميع أهالي الموصل الحدباء بما لديه من سمعة طيبه ونظيفه ولكن إذا وضع الأمر بيد شعيط ومعيط

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: موجات الجزائري المرتدة

 علي حسين اعترف بأنني كنت مترداً بتقديم الكاتب والروائي زهير الجزائري في الندوة التي خصصها له معرض العراق الدولي للكتاب ، وجدت صعوبة في تقديم كاتب تشعبت اهتماماته وهمومه ، تَّنقل من الصحافة...
علي حسين

قناديل: في انتظار كلمة أو إثنتيّن.. لا أكثر

 لطفية الدليمي ليلة الجمعة وليلة السبت على الأحد من الأسبوع الماضي عانيتُ واحدة من أسوأ ليالي حياتي. عانيت من سعالٍ جافٍ يأبى ان يتوقف لاصابتي بفايروس متحور . كنتُ مكتئبة وأشعرُ أنّ روحي...
لطفية الدليمي

قناطر: بعين العقل لا بأصبع الزناد

طالب عبد العزيز منذ عقدين ونصف والعراق لا يمتلك مقومات الدولة بمعناها الحقيقي، هو رموز دينية؛ بعضها مسلح، وتشكيلات حزبية بلا ايدولوجيات، ومقاولات سياسية، وحُزم قبلية، وجماعات عسكرية تنتصر للظالم، وشركات استحواذ تتسلط ......
طالب عبد العزيز

سوريا المتعددة: تجارب الأقليات من روج آفا إلى الجولاني

سعد سلوم في المقال السابق، رسمت صورة «مثلث المشرق» مسلطا الضوء على هشاشة الدولة السورية وضرورة إدارة التنوع، ويبدو أن ملف الأقليات في سوريا يظل الأكثر حساسية وتعقيدا. فبينما يمثل لبنان نموذجا مؤسسيا للطائفية...
سعد سلّوم
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram