اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > نواب يحتقرون الشعب

نواب يحتقرون الشعب

نشر في: 5 فبراير, 2018: 04:10 م

يملأ السياسيون حياتنا بالأكاذيب وبيانات التهريج، وفي سذاجة يومية يحاولون أن يحولوا الأنظار عن المآسي التي ترتكب بحق هذا الشعب المطلوب منه أن يذهب كل أربع سنوات " صاغراً" لإنتخاب " من يمثله طائفياً، لاوطنياً. وبكل صلافة يتحول الكثير منهم إلى محللين اقتصاديين وخبراء في شؤون الطاقة الذرية، وأحيانا فقهاء في لباس المرأة ومكياجها الكثير من هؤلاء يضحكون علينا في مواقف غير مضحكة، من عيّنة ما أخبرنا به الناطق الرسمي لائتلاف إرادة، إن:" حركة إرادة تملك إرادة الحركة نحو الحقوق والدفاع عن الثروات الوطنية وتنمية البلد الذي خربهُ التكالب والصنمية ".
إذن علينا أن نصدّق شعار تيار الحكمة " تمكين العقول "، والدليل الذي يثبت صدق نوايا السياسيين تجاه الشعب، هو القرار التاريخي الذي اتخذه مجلس النواب بتأسيس اتحاد يَضُمْ اعضاء مجلس الحكم والجمعية الوطنية والدورات النيابية اللاحقة،، مهمته الدفاع عن امتيازات النواب المتقاعدين وحقوقهم المالية، وهذا القانون هو الوحيد الذي اتفقت عليه جميع الكتل السياسية.
تحولت الانتخابات في هذه البلاد من منافسة على العمل الخدمي الى صراع على البقاء. وبدل ان تقرر مثل هذه الانتخابات مدى تطور ثقافة الحكم وقدرة المواطن على الإختيار، فانها ستقرر مدى إستمرار زعامة نوري المالكي عند الشيعة ، ومدى اهمية أسامة النجيفي في المناطق السنية .
لا نعرف ان كان السياسيون مضحكين ام لا. لكن الأكيد ان هذا التهافت على الحصول على كرسي البرلمان ، لا علاقة له بالديمقراطية ، ولا بأهم ما فيها، اي العمل من اجل خدمة المواطن.
للاسف اليوم معظم الذين يجلسون على كراسي مجلس النواب، ينظرون إلى الشعب، كمجموعة من التابعين، أنت مواطن صالح، ما دمت تهتف للطائفة وتنتخب " عقال الرأس "، وتمنح صوتك لمثيري الطائفية، وتهتف بإسمهم طوال الوقت، وتبتلع خطبهم الملوثة بالجهل والكراهية. لم يكن أحد يتخيّل أن يخرج نائب مثل موفق الربيعي يهدد العراقيين إنْ هم امتنعوا عن الذهاب الى صناديق الإنتخابات، هل توقع العراقي يوماً أن يقطع رزقه بأوامر حكومية، لأنه لايريد اصدار هوية الناخب.
في كل دول العالم، الموقف من الإنتخابات حق للشعوب، تكفله الدساتير والقوانين، من دون أن يُهان المقاطعون، فالتصويت في الإنتخابات حق للمواطن، وليس وظيفة يؤديها. وبالتالي، لا إجبار عليه في ممارسة هذا الحق، أو الامتناع، إن رأى ذلك، إلا في هذه البلاد، يجد مقاطِع الانتخابات نفسه محاصراً بالفتاوى وخطب التخوين.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

لماذا أدعو إلى إصلاح التعليم العالي؟ (إصلاح التعليم العالي الطريق السليم لاصلاح الدولة)

العمودالثامن: الكهوف المظلمة

العمودالثامن: النائب الذي يريد أن ينقذنا من الضلال

العمودالثامن: أحزاب وخطباء !

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

العمودالثامن: نواب يسخرون من الشعب

 علي حسين يملأ بعض السياسيين حياتنا بالبيانات المضحكة ، وفي سذاجة يومية يحاولون أن يحولوا الأنظار عن المآسي التي ترتكب بحق هذا الشعب المطلوب منه أن يذهب كل أربع سنوات ” صاغراً” لانتخاب...
علي حسين

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

رشيد الخيون عندما تُعلن الأنظمة، تحت هيمنة القوى الدّينيّة المسيسة، تطبيق الشّريعة، تكون أول ضحاياها النّساء، من سن زواجهنَّ وطلاقهنَّ، نشوزهنَّ، حضانة أولادهنَّ، الاستمتاع بهنَّ، ناهيك عما يقع عليهنَّ مِن جرائم الشّرف، وأنظمة لا...
رشيد الخيون

مأساة علاقات بغداد وأربيل..استعصاء التجانس واستحالة التفارق

رستم محمود أثناء مشاركته في الاجتماع الموسع للأحزاب والقوى السياسية العراقية في العاصمة بغداد، ضمن زيارته الأخيرة، والتي أتت بعد ست سنوات من "القطيعة السياسية مع العاصمة"، رفض زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني والرئيس الأسبق...
رستم محمود

كلاكيت: للوثائقيات العراقية موضوعات كثر

 علاء المفرجي أثار موضوع تعديل قانون الأحوال الشخصية في العراق، من جدل اجتماعي أحتل ومازال مواقع التواصل الاجتماعي، أُعيد ما كتب في هذا الحيز عن فيلم (خاتم نحاس) إخراج فريد الركابي والذي انتجته...
علاء المفرجي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram