TOP

جريدة المدى > عام > موديلياني .. حيث تَنبت من المأساة الروائع الفنية

موديلياني .. حيث تَنبت من المأساة الروائع الفنية

نشر في: 4 فبراير, 2018: 12:01 ص

يقام حالياً في غاليري Tate Modern بلندن معرض للفنان الإيطالي أميديو موديلياني Modigliani (1884-1920) الخاص بالصور الشخصية من أعماله الفنية. وكان هذا الفنان قد أتى من ليفورنو إلى باريس في عام 1906 حاملاً في داخله طموحاً مشتعلاً لأن يكون فناناً بارزاً. ويشتمل المعرض، الذي افتُتح يوم 23 تشرين الثاني 2017 وينتهي يوم 2 نيسان من هذا العام، على صورة فردية صغيرة من دون ألوان نسبياً رُسمت في عام 1915 للفنان نفسه ــ وهو الشكل السوداوي، التراجيدي ــ الهزلي الذي طُوِّر كثيراً ليجسّد المتابعة الطائشة والجاحدة في الغالب لصناعة الصور، كما يقول مايكل غلوفر في مقاله هذا.
ويقدم الغاليري في المركز الإبداعي لهذا العرض، وهو الخامس، تسع منحوتات عملها الفنان على مدى العامين 1911 ــ 1912. أما لماذا هذا العدد القليل، فربما لأن الربو في طفولته كان عاملاً محبطاً في تعامله مع كتل الأحجار الكلسية المستخدمة في النحت والتي يضر غبارها برئتيه الضعيفتين أصلاً. مع هذا فإن هذه الرؤوس الصغيرة المعروضة مدهشة ، وتبدو توقعية، بمعنى أنها تطرح أنفسها باعتبارها توازناً متّزناً بلطف بين الحديث والقديم.
لقد كان مدى عمل الفنان ضيقاً ــ لكن كم هو جميل بشكلٍ لا ينضب دلك الأفضل في أعماله الذي استطاع أن ينجزه عبر حياته القصيرة! فقد توفي موديلياني من الإدمان على المسكرات، ومرض السل، وتعقيدات تعيسة أخرى، وهو في سن 35 عاماً. وانتحرت بعده بأيام شريكة حياته الحامل بطفلهما الثاني، جيني هيبتيرن، التي رسم لها العديد من اللوحات الرائعة. ولا شيء من حياته المأساوية تلك قد نال من عبقريته التي اتّسمت بها طريقته المميزة جداً في عمل الصور الشخصية. فنحن نجد، حتى في الأعمال الأخيرة جداً، وكأن يده وعينه قد ظلّا في معزل عن الخلل الذي أصاب بقية جسمه.
لقد كان المجال صغيراً إلى حدٍ ما، وهكذا تراه ينطلق خارجاً ملتمساً أن يبدع شيئاً فريداً بحالةٍ غير عادية من التجاوز ــ غالباً ما كان يرسم بشكلٍ سريع جداً. وقد نجازف، إذا ما وصفنا بعض مميّزات هذه اللوحات بالنزول إلى مستوى الكاريكاتير. لكن دعونا نفعل ذلك على أية حال: فهناك الجسر الممدود كثيراً للأنف النحيف، مع انعطافةٍ؛ والعنق العمودي الصاعد أبداً؛ وزرقة العينين الغائمة على بياض؛ وتلك الوجوه، المشكَّلة مثل حلوى مغلية ممصوصة بلطف. وكذلك اللون المميَّز أيضاً. والحصيلة شيء مميَّز على نحوٍ غير عادي إلى حد أن من المستحيل أن يخطئه الواحد مع فنان آخر، وإن كان من الممكن مع هذا أن يستدعي للذهن ذلك المزيج الغريب من القديم جداً ــ المصري، مثلاً ــ والحديث على نحوٍ جريء تقريباً.

عن / The Independent

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

إردوغان عن دعوة أوجلان إلى إلقاء السلاح: "فرصة تاريخية"

ترامب: زيلينسكي غير مستعد للسلام

حكمان عراقيان لقيادة نهائي كأس آسيا للشباب في الصين

إيران تعلن الأحد المقبل أول أيام شهر رمضان

وزير الكهرباء الأسبق: استيراد الغاز من إيران أفضل الخيارات

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

الكشف عن الأسباب والمصائر الغريبة للكاتبات

موسيقى الاحد: عميدة الموسيقيين

النقد الأدبي من النص إلى الشاشة

النوبة الفنيّة أو متلازمة ستاندال

صورة الحياة وتحديات الكتابة من منظور راينر ماريا ريلكه

مقالات ذات صلة

علاقة الوعي بالمعنى والغاية في حياتنا
عام

علاقة الوعي بالمعنى والغاية في حياتنا

ماكس تِغمارك* ترجمة وتقديم: لطفية الدليمي بين كلّ الكلمات التي أعرفُها ليس منْ كلمة واحدة لها القدرة على جعل الزبد يرغو على أفواه زملائي المستثارين بمشاعر متضاربة مثل الكلمة التي أنا على وشك التفوّه...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram