TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > الغشُّ والتدليس.. حتّى في البرلمان!

الغشُّ والتدليس.. حتّى في البرلمان!

نشر في: 30 يناير, 2018: 05:09 م

adnan.h@almadapaper.net

لو كنّا في بلد آخر يتمتّع بدولة تحترم نفسها أولاً ثم تحترم مواطنيها وتراعي مصالحهم، لكنّنا منذ يوم أمس قد مادت بنا الأرض تحت وطأة زلزال سياسي يتجاوز في قوّته أعلى درجة سجّلها مقياس ريختر للزلازل حتى الآن.
ما كشف عنه أعضاء في مجلس النواب على هامش قضية منع حملة الشهادات دون البكالوريوس من الترشّح إلى الانتخابات البرلمانية القادمة، هو فضيحة كبيرة بكل المقاييس، فثمة العديد من أعضاء الهيئة التشريعية العليا في البلاد، مُنتجة القوانين والرقيبة على كل شيء، ينتهكون القانون جهاراً نهاراً، وثمة العديد غيرهم يتواطؤون معهم ويدلّسون في عملية لتبادل المصالح والمنافع الشخصية والحزبية المتجاوزة على المصالح العامة التي عُهِد إليهم بمهمة رعايتها.
أعضاء مجلس النواب من حملة الشهادات دون البكالوريوس اعترضوا على تعديل قانون الانتخابات،لأنه يحرمهم من الترشّح مجدّداً، وذهبوا إلى المحكمة الاتحادية للطعن في التعديل. المحكمة ردّت طعنهم، فعادوا إلى المجلس ليطلبوا تعديل القانون المُعدّل للتوّ بإلغاء ما يمنع ترشّحهم.. لتمرير ما يريدون هدّد البعض منهم بأنّ المجلس إنْ لم يحقّق لهم ما يريدون سيجدون أنفسهم مضطرّين للكشف عن عملية غشّ وتدليس مارسها زملاء لهم، والمنطق يقول إنّ هيئة رئاسة البرلمان لابدّ أن تكون على علم ودراية بالأمر لكنّها تُدلّس هي الأخرى!
نواب مُضارّون من التعديل هدّدوا، كما جاء في الأخبار أمس، بأنهم ما لم يحصلوا على تعديل جديد يُلغي التعديل السابق، سيدعون إلى التحقيق مع 13 نائباً حصلوا على شهادات عليا وهم في الخدمة أثناء الدورة البرلمانية الحالية من دون تفرغهم للدراسة كما يقضي القانون الذي يحظر على موظف الدولة الجمع بين الوظيفة والدراسة. وقال هؤلاء النواب إنهم سيكشفون أيضاً عن وجود 30 نائباً آخرين لديهم شهادة البكالوريوس لكنّهم لا يمتلكون شهادة البكالوريا (الإعدادية) التي يُلزِم القانون بحيازتها في سبيل الانتقال الى الدراسة الجامعية!
الفضيحة الكبيرة أنّ مشرّعي قانون ينتهكون القانون بالجمع بين عضويّة البرلمان والدراسة. والفضيحة الأكبر أنّ مشرّعين آخرين على بيّنة من هذا الانتهاك ولم يفعلوا شيئاً إلّا عندما أصبحوا في وضع تهدّدت فيه مصالحهم الشخصية، فلجأوا إلى الأخذ بقاعدة"عليّ وعلى أعدائي"..!
أما الفضيحة الأعظم فهي غير المكشوف عنها حتى الآن، أو بالأحرى غير المتداول بها علناً، وهي تكمن في واقع أنّ في هذه الدولة ثمة الكثير من الانتهاكات للقوانين والأنظمة، مسكوت عنها ومُتستّر عليها على النحو الذي تفضحة قضية الشهادات في مجلس النواب.
.. ويقولون لك إنهم مُنصرفون إلى، ومنكبّون على، إنشاء دولة وإقامة نظام حكم.. ويريدونك أن تصدّق بما يقولون..!!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 2

  1. بغداد

    استاذ عدنان حسين هية فضيحة فضيحتين والبرلمان هو والقوارض الذين في داخله كلهم فضيحة بجلاجل وشلون الشعب يروح وينتخب هل السفهاء نعم انهم عبارة عن كيس بطاطة خايس كيف تروح الناس يوم الانتخابات وتنتخبهم ؟! تنتخب من وهل فيهم اصلح وصالحين كلهم كردوسهم على مردوسهم

  2. خديجه طاهر

    حضره الأخ الفاضل، هذه صدق مهزله وأريد ان استعمل مقوله (خلي نارهم تاكل حطبهم )، لم أتصور أني سوف استعملها تجاه اَي جماعه لتأثيرها السلبي والجماعي. لكن اقولها وسط حاله الياءس لنا والفساد وانتهاك القوانين داخل البرلمان الذي هو مسؤول عن تشريع القوانين. يارب ا

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram