أفاد مصدر دولي مسؤول في مؤتمر إعمار العراق الذي سيعقد بالكويت، بأن "العراق سيطرح ثلاثة مصافٍ للاستثمار في مؤتمر إعمار العراق الذي سيعقد في الكويت خلال شهر شباط المقبل". مضيفاً أن "المصافي هي مصفى الفاو بطاقة إنتاجية 300 ألف برميل يومياً، ومصفى الناصرية بطاقة 150 ألف برميل يومياً، ومصفى الأنبار بطاقة إنتاجية 150 ألف برميل يومياً".

وبيّن المصدر أن "العراق اشترط تنفيذ المصافي بنظام BOT أو BOOT "، مؤكداً إن "شركات أجنبية وعربية، أبدت استعدادها لإنشاء هذه المصافي بشكل منفرد أو عبر تشكيل ائتلافات".
من جانب آخر، أشاد مدير عام المنظمة الدولیة للهجرة السفیر ولیام سوينغ، أمس الثلاثاء، بدعوة الكويت الى عقد مؤتمر دولي لتمويل اعادة اعمار المناطق المحررة من تنظیم (داعش) في العراق. جاء ذلك خلال اجتماعه مع مندوب دولة الكويت الدائم لدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولیة في جنیف السفیر جمال الغنیم، بمقر المنظمة في مدينة (جنیف) السويسرية، سلمه فیه دعوة لحضور المؤتمر المزمع إقامته بالكويت في الفترة ما بین 12 و14 شباط المقبل.
وأشار السفیر سوينغ، إلى أن دعوة الكويت الى هذا المؤتمر، إثبات جديد على اهتمامها بالعمل الإنساني وحرصها على تطبیق المعايیر الإنسانیة السامیة في التعامل مع المشكلات والأزمات في جمیع انحاء العالم.
فيما أشار السفیر الكويتي في تصريح لوكالة الأنباء الكويتیة (كونا) إلى أن الدعوة الى عقد هذا المؤتمر قد حظیت بترحیب واسع من منظمات الأمم المتحدة والأخرى الدولیة، نظراً لما تمثّله عملیة اعادة اعمار تلك المناطق في العراق من أهمیة كبرى في الاستقرار واستعادة الأمن. وأوضح أنه سیقوم بتسلیم دعوات رسمیة الى عدد من المنظمات التابعة للأمم المتحدة والدولیة المهتمة بالمشاركة في قضايا العمل الإنساني وإعادة الإعمار.
من جهة أخرى، بدأ وفد حكومي واستثماري مصري، أمس الأول الإثنين، زيارة إلى العاصمة العراقية بغداد، للقاء مسؤولين ورجال أعمال عراقيين، قبل أقل من أسبوعين من انعقاد مؤتمر دولي في الكويت لإعادة إعمار العراق. واستقبل الوفد المصري في مطار بغداد الدولي، نائب الرئيس العراقي إياد علاوي، وهو يضم مساعد الرئيس المصري للمشروعات القومية والستراتيجية إبراهيم محلب، ووزراء القوى العاملة والصحة والاتصالات، فضلاً عن مديرين عامين ومهندسين وخبراء فاق عددهم العشرين شخصية، فضلاً عن رؤساء وممثلين لشركات مصرية كبرى عامة وخاصة.
وقال مسؤول بارز في مكتب رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، في تصريح صحفي، إن "الوفد المصري سيبقى عدّة أيام، لعقد لقاءات مع مسؤولين عراقيين ورجال أعمال بارزين وأعضاء في هيئة الاستثمار".
ووفقاً للمسؤول العراقي، فإن "الوفد المصري يطمح للدخول في مؤتمر المانحين كقوة تنفيذية لا تمويلية"، مبيناً أن "الوفد لديه ما يقدمه من مشاريع بناء سريع للمنازل المدمّرة بالمدن المحررة من داعش بكلفة قليلة ووقت أقصر، فضلاً عن مشاريع تأهيل البنى التحتية، كالطرق والجسور وشبكة الكهرباء والماء والاتصالات والمواصلات كسكك الحديد وغيرها".
وقال إن "الوفد يحمل عروضاً مغرية وفي الوقت نفسه، يقدم تسهيلات من خلال الشركات المصرية في المشاريع التي يرغب العراق بإعمارها من خلال الأموال التي سيحصل عليها خلال مؤتمر المانحين في الكويت".
وكان نائب وزير الخارجية الكويتي، خالد الجار الله، قد أعلن في وقت سابق من كانون الثاني الجاري، أن مؤتمر الكويت الدولي لإعادة إعمار العراق سيعقد خلال الفترة من 12 إلى 14 فبراير/ شباط المقبل.
وقال طلال عبد الله، عضو غرفة التجارة العراقية، إن "غالبية أعضاء الوفد المصري هم رجال أعمال ومختصون في مشاريع وبنى تحتية، وهذا مهم من أجل التفاهم على جملة من الأمور".
وأضاف عبد الله "أغلب الشركات تخاف الدخول للعراق والاستثمار أو العمل فيه، بسبب الأوضاع الأمنية، ووجود دولة مثل مصر بثقلها وخبرتها في مشاريع البنى التحتية مهم، لكن الأهم الذي يجب معرفته، أنه لا مصر ستقدّم مشاريع على شكل منح للعراق، ولا العراق لديه مال ليمنح مصر، فالموضوع متوقف بالغالب على ما سيثمر عنه مؤتمر الكويت".
من جانبه، قال أحد أعضاء هيئة الاستثمار العراقية التابعة لرئاسة الوزراء، إن "الحكومة شكّلت لجنة برئاسة سامي الأعرجي، رئيس هيئة الاستثمار، ومختصين آخرين، بهدف رسم صورة واضحة للوفد المصري عن خارطة المشاريع الملحة التي يجب البدء بها لإعادة الحياة للمدن المحررة شمال وغرب البلاد".
وأضاف: "هناك اعتقاد سائد في بغداد، بأن السعودية قد تبادر بحصر منحها من خلال شركات مصرية، وهذا لا يمثل مشكلة لنا على الإطلاق ما دام الهدف بالنهاية سيتحقق وهو إعادة الإعمار".
وكانت الهيئة الوطنية للاستثمار في العراق قد أعلنت في وقت سابق، مشاركة 950 شركة عالمية في مؤتمر الكويت الدولي لإعمار العراق المرتقب عقده في الـ12 من شباط المقبل .
وقال رئيس الهيئة سامي الأعرجي، إن المؤتمر سيحضره مسؤولون من عدّة دول وممثلون عن البنك الدولي والاتحاد الأوروبي.
وأوضح الأعرجي، أن اليوم الأول من المؤتمر سيخصص للمنظمات الدولية، فيما يركز اليوم الثاني على الاستثمارات والإعمار في العراق، في حين ستتم خلال اليوم الثالث دعوة الدول للمشاركة في الحدث. وبيّن الأعرجي، أن المشاريع التي سيتم طرحها في مؤتمر الكويت تخدم الإنسان والاقتصاد، وتشمل 12 قطاعاً، مضيفاً أن بينها مشاريع في مجال البتروكيماويات والصناعات الهندسية والإنشائية والزراعية، فضلاً عن مشاريع زراعية كبيرة ومشاريع في الصرف الصحي والسكن والمستشفيات وغيرها. وأكد رئيس هيئة الاستثمار، أن المشاريع الستراتيجية ستشمل جميع المحافظات، لا سيما المناطق التي تم تحريرها من تنظيم داعش الإرهابي.