TOP

جريدة المدى > عام > لميعة عباس عمارة ولطفية الدليمي في جامعة بطرسبورغ

لميعة عباس عمارة ولطفية الدليمي في جامعة بطرسبورغ

نشر في: 31 يناير, 2018: 12:01 ص

نشرت المجلة العلمية لجامعة بطرسبورغ الروسية بحثين للمستعربة الروسية الدكتورة موكروشينا عن دور المرأة العربية ومساهمتها الكبيرة في عملية الإبداع الادبي العربي , وقد اختارت المستعربة موكروشينا الشاعرة العراقية لميعة عباس عمارة إنموذجاً في مجال الشعر والروائية العراقية لطفية الدليمي إنموذجا في مجال النثـر.

الدكتورة أماليا أناتوليفنا موكروشينا مستعربة روسيّة , وهي في الوقت الحاضر تدريسية في قسم - (نظرية التطور الاجتماعي لبلدان آسيا وأفريقيا) في الكلية الشرقية بجامعة بطرسبورغ ( لينينغراد سابقاً ) , وتساهم – بنشاط وحيوية – في أعمال المؤتمرات العلمية للمستعربين الروس , والتي تجري عادة في مختلف المدن الروسية وجامعاتها , وقد التقيتها في المؤتمر الثاني عشر للمستعربين في معهد الاستشراق بموسكو ( انظر مقالتنا – حول مؤتمر المستعربين في معهد الاستشراق بموسكو ) , حيث ألقت بحثاً متميّزاً حول مسرحية مصطفى محمود ( الانسان والظل ) , والتي اختارتها هي بنفسها و قامت بترجمتها من اللغة العربية الى الروسية ونشرتها في بطرسبورغ بدعم من المركز الثقافي الروسي – العربي في تلك المدينة. تحدثّنا أثناء هذا اللقاء السريع عن طبيعة نشاطاتها العلمية في مجال حركة الاستعراب الروسية , وكان العراق طبعاً حاضراً في تلك الاحاديث , وعلمت منها إنها قد نشرت بحثين حول الأدب العراقي الحديث في مجلة ( فيسنك بيتربورسكوفو اونيفرسيتيتا ) ( أخبار جامعة بطرسبورغ ) , وهي مجلة متخصصة بنشر البحوث العلمية للتدريسيين الروس في تلك الجامعة وكذلك في الجامعات الروسية الأخرى , وأثار هذا الموضوع اهتمامي الشديد طبعا, إذ إنه يقع في صلب متابعاتي للعلاقات الروسية – العراقية في مجال الثقافة بشكل عام والادب بشكل خاص , وحاولت التوقف عند هذا الموضوع و الاستفسار منها حول ذلك بشكل أوسع , لكن طبيعة ذلك اللقاء السريع في أروقة المؤتمر المذكور لم تسمح لنا بالطبع أن نتحدث بالتفصيل عن هذين البحثين , فطلبت منها أن ترسلهما لي للاطلاع عليهما إذا كان هذا ممكناً , وقد نفّذت موكروشينا وعدها فعلاً , واستلمت البحثين بالبريد الالكتروني كما اتفقنا, ووجدت إنهما يستحقان أن نعرضهما للقارئ العربي حتماً لكي يطلع عليها , أولاً , لأن هذا الشيء بحد ذاته يعد حدثاً مهماً وبارزاً وغير اعتيادي بتاتاً في مسيرة العلاقات الفكرية ( إن صحّ التعبير ) بين روسيا والعراق و التي جاءت بمبادرة من الجانب الروسي بالذات ودون أي تنسيق أو دعم أو تخطيط من الجانب العراقي , وثانياً , لأن الكتابة عن المبدعين العراقيين من قبل باحثين أجانب, ومن خارج العراق , و نشرها في مجلة علمية خاصة بالبحوث والدراسات في جامعة مهمة وعتيدة مثل جامعة بطرسبورغ , كل ذلك يعني الكثير ويمتلك أهمية استثنائية جداً, خصوصاً إذا كان هؤلاء المبدعون من (العيار الثقيل!!!) مثل لميعة عباس عمارة ولطفية الدليمي , (رغم انهما يعتبران طبعا رمزا للرشاقة والجمال في أدبنا الحديث).
ترسم المستشرقة موكروشينا في بحثيها صورة متكاملة عن لميعة عباس عمارة ولطفية الدليمي , حيث تبدأ بالحديث عن ميلادهما ودراستهما الجامعية , ثم تتوقف عند أبرز النتاجات الأدبية لهما , وتعرض مواقفهما الفكرية , وتتوقف عند مكانتهما الآن في عالم الأدب المعاصر عراقياً وعربياً....
في البحث الذي تناول لميعة عباس عمارة , والذي جاء بست صفحات من المجلة المذكورة , توجد ترجمات لعدة قصائد من شعرها , وأول تلك القصائد هي قصيدة - ( عراقية ) الشهيرة , هذه القصيدة الغريبة للقارئ الاجنبي بلا شك بمضمونها المعروف وبشكلها الفني المتميّز , إذ انها مكتوبة على شكل حوار مباشر بين الشاعرة مع رجل , حيث ترفض كل ما يقترحه عليها , والسبب لأنها ( عراقية!) , وهذه القصيدة مثيرة للقارئ الاجنبي بلا شك , وهناك أربع قصائد أخرى مترجمة في ذلك البحث , وهذه الترجمات تظهر للمرة الأولى بالروسية , وهي تكمل طبعاً الصورة المتكاملة للشاعرة أمام القارئ الروسي , وقد اخبرتني المستشرقة موكروشينا إنها حاولت الاحتفاظ بتلك الأجواء الشعرية عند الترجمة , وإن ذلك لم يكن سهلاً بتاتاً, فقلت لها إنني أترجم الشعر أيضاً على مدى أكثر من أربعين سنة , وبالتالي فإنني أتفهم ما كانت تعانيه أثناء ترجمتها لشعر لميعة عباس عمارة.
أما البحث الخاص بلطفية الدليمي فقد جاء بسبع صفحات في المجلة المذكورة , وتناول أيضاً سيرة حياة لطفية الدليمي وبداية نشاطاتها الابداعية في مجال القصة والرواية , وتحدثت عن مكانتها المرموقة في هذا العالم الابداعي , وتوقفت بالتفصيل عند روايتها – ( سيدات زحل ) , وأشارت الى الطبعات الثلاث لهذه الرواية باعتبارها ظاهرة متميّزة في مسيرة الادب بشكل عام في العراق , وإن ذلك يعد نجاحاً باهراً لهذه الروائية , وتأسف الباحثة لأن القارئ الروسي لا يعرف إبداعها , إذ لم يقدمها المترجمون الروس الى هذا القارئ , ما عدا قصة لها ضمن كتاب ( لؤلؤة الشرق ) الذي ظهر عام 2015 في بطرسبورغ ( انظر مقالتنا بعنوان – النثر العراقي المعاصر باللغة الروسية ), وان ذلك لا يمكن بتاتاً ان يرسم صورة متكاملة لمكانتها الابداعية في الأدب المعاصر عراقياً وعربياً .
إن العمل العلمي الذي قدمته المستشرقة موكروشينا في بحثيها عن لميعة عباس عمارة ولطفية الدليمي يعد كلمة جديدة في مسيرة الدراسات الروسية عن الأدب المعاصر في العراق , وستدخل حتماً ضمن البيبلوغرافيا الروسية حول الأدباء العراقيين ومكانتهم في تاريخ دراسة الادب العربي المعاصر في روسيا .
لنصفق للمستشرقة الروسية أماليا أناتوليفنا موكروشينا ( وهذا أضعف الايمان ) تعبيراً عن شكرنا لها لتعريف القارئ الروسي بأدبنا المعاصر وأعلامه , وهو الشيء الذي يجب أن تقوم به مؤسساتنا الثقافية طبعاً , ولكن..... .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

إردوغان عن دعوة أوجلان إلى إلقاء السلاح: "فرصة تاريخية"

ترامب: زيلينسكي غير مستعد للسلام

حكمان عراقيان لقيادة نهائي كأس آسيا للشباب في الصين

إيران تعلن الأحد المقبل أول أيام شهر رمضان

وزير الكهرباء الأسبق: استيراد الغاز من إيران أفضل الخيارات

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

الكشف عن الأسباب والمصائر الغريبة للكاتبات

موسيقى الاحد: عميدة الموسيقيين

النقد الأدبي من النص إلى الشاشة

النوبة الفنيّة أو متلازمة ستاندال

صورة الحياة وتحديات الكتابة من منظور راينر ماريا ريلكه

مقالات ذات صلة

علاقة الوعي بالمعنى والغاية في حياتنا
عام

علاقة الوعي بالمعنى والغاية في حياتنا

ماكس تِغمارك* ترجمة وتقديم: لطفية الدليمي بين كلّ الكلمات التي أعرفُها ليس منْ كلمة واحدة لها القدرة على جعل الزبد يرغو على أفواه زملائي المستثارين بمشاعر متضاربة مثل الكلمة التي أنا على وشك التفوّه...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram