كعادتي كنتُ أنوي ومثل كلّ يوم أن أُصدّع رؤوسكم بحديث الكتب والثقافة، وأخبار بلاد الله الواسعة التي لاتزال تتعرض لعاصفة اسمها " التحرّش الجنسي " اقتلعت العديد من السياسيين وأجبرت مشاهير ونجوماً كباراً على تقديم اعتذارهم بعد أن وجدوا أنفسهم منبوذين لاأحد يريد الاقتراب منهم، إلّا أنّ أخبار وقفشات " مدّعي السياسة " في بلادنا أطاحت بفكرة الحديث عن تجارب الشعوب التي تفتقر إلى شخصية " حكيمة " بوزن عواطف النعمة.
الأخبار التي طالعتنا بها وسائل الإعلام خلال الأربع وعشرين ساعة الماضية، أبطالها يا سادة يا كرام " حكماء " و " عارفون " بالأثر الذي يمكن أن يُحدثه ما يجودون به علينا من أقاويل وخزعبلات.
وقبل أن يقول أحد لماذا تشكو وتولول يوميّاً، وأنت عاجز عن تقديم بديل، ولأنني مثل معظم العراقيين لا حول لي ولا قوّة، لا أملك إلّا أن أكتب، ومحاولاتي بسيطة لاتحتاج إلى تنظيرات من عيّنة حكومة الأغلبيّة الوطنية التي ينادي بها النائب عن تيار الحكمة جواد البزوني، الذي اكتشف أنّ الأحزاب المدنية بعد أن فشلت في إدارة البلاد:" لجأت بكامل عددها وعدّتها إلى الأحزاب الإسلاميّة الفاتحة أبوابها للجميع ".
أو مفاجأة صالح المطلك التي فجّرها من أنّ أميركا ومعها العبادي لايريدون له أن " يكتسح " في الانتخابات القادمة. أوإلى محنة حنان الفتلاوي وهي تكتشف أنّ نائبة " سُنيّة " وضعت كرسيّاً بباب مجلس النواب لتمنع جميع النواب من الدخول إلى قبة البرلمان! وختامها اللقاء التلفزيوني المثير الذي خرج فيه موفق الربيعي وهو " يتلمّظ " ليقول إن:" حظوظ المالكي في الفوز برئاسة الوزراء أكبر من حظوظ العبادي " لكنّه ومثل معظم مقدّمي برامج الحظّ، أعلن أنّ هناك مفاجأة في الطريق إلينا!!
موفق الربيعي رجل بسيط، صعد به المستر بريمر من العدم، فأسكنه في مشتشاريّة الأمن الوطني،،حيث ساهم بالوثائق في جزء كبير من الفشل الأمني في العراق على مدى سنوات عجاف،كان من الممكن أن يكون موفق الربيعي ومعه حنان الفتلاوي وصالح المطلك والبزوني ومعهم المئات ممن امتهنوا السياسة عن طريق الصدفة أو الواسطة أو الانتهازيّة أو عبر برامج الحظ، أن يعيشوا طوال حياتهم موظفين في دوائر الدولة، يحلمون بالحصول على قطعة أرض أو سلفة من المصرف. لكنهم في السلطتين التنفيذية والتشريعية يشاركون بجدارة في هندسة الخراب على مدى خمسة عشر عاماً
سيقول البعض لسنا الشعب الوحيد الذي يعيش في عصر المخرّبين، لكننا ياسادة الشعب الذي يعيش في ظلّ خطبهم " الساذجة " واستخفافهم بمصير الملايين.
لماذا يتحرّشون بنا؟!
[post-views]
نشر في: 28 يناير, 2018: 07:17 م
انضم الى المحادثة
يحدث الآن
معرض العراق الدولي للكتاب: بوابة نحو التميز الثقافي والتضامن الإنساني
النفط يتصدر المشهد وتبدلات مفاجئة في ترتيب دوري نجوم العراق بعد الجولة الثامنة
العراق يُطلق منصة لتنظيم العمالة الأجنبية وتعزيز الرقابة الإلكترونية
العراق تحت قبضة الكتلة الباردة: أجواء جافة حتى الاثنين المقبل
ضبط طن مخدرات في الرصافة خلال 10 أشهر
الأكثر قراءة
الرأي
الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!
رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
جميع التعليقات 3
بغداد
استاذ علي حسين ان جميع هؤلاء السفهاء حكومة الموت الأحمر المبرمجة خصيصا لتدمير الشعب العراقي منذ نكبة بغداد عام ٢٠٠٣ عندما غزى هولاكو الأنكلسكوسوني بزعامة جورج دبليو سي ومعه اكثر من أربعون دولة بطائراتها وقنابلها الحارقة التي نزلت مثل المطر على رؤوس الأبري
حميد الكفائي
اعتقد بأن مستشارية الأمن الوطني لا عمل لها منذ تأسيسها سوى أن تكون منصبا يشغله من لا يراد لهم أن يكونوا مؤثرين... لم يكن موفق الربيعي مؤثرا يوما من الأيام في السياسة العراقية منذ 2003 وحتى الآن ولن يكون لأنه غير قادر على ذلك... لقد كان أكثر تأثيرا عندما
حميد الكفائي
اعتقد بأن مستشارية الأمن الوطني لا عمل لها منذ تأسيسها سوى أن تكون منصبا يشغله من لا يراد لهم أن يكونوا مؤثرين... لم يكن موفق الربيعي مؤثرا يوما من الأيام في السياسة العراقية منذ 2003 وحتى الآن ولن يكون لأنه غير قادر على ذلك... لقد كان أكثر تأثيرا عندما