TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > رقصة الانتخابات

رقصة الانتخابات

نشر في: 27 يناير, 2018: 06:48 م

ليس بالأمر المألوف خروج عدد من الأحزاب بهذه الشجاعة والأريحيّة والثقة بالنفس، لتعلن أنها آمنت بأنّ الدولة المدنيّة هي الحل!!
هذه المعركة الضروس، يا سادة يا كرام، التي تخوضها أحزاب وكتل سياسية تجاوز عددها حكايات ألف ليلة وليلة، تميزت خطبها بشعارات ورديّة عن الإصلاح والتغيير والقفز بـ " الزانة " فوق الطائفيّة، في الوقت الذي يحاول المواطن العراقي أن يعيش يومه آمناً، ويردِّد بين الحين والآخر المثل الشهير:" الشين اللي تعرفه أحسن من الزين اللي ما تعرفه "، وهو مثل يصلح للعاجزين، غير القادرين على تغيير حياتهم.للأسف تربّينا على أنّنا مع الأخ ضدّ ابن العم ومع ابن العم ضدّ الغريب. وفي كل مرة تساق مصائرنا إلى المصير البائس ذاته، بالطريقة ذاتها، وعبر الأشخاص أنفسهم، مع فارق وحيد، هو أنّ الظروف هذه المرة أكثر سخرية من الأولى، حيث تمت تحت جنح ظلام ما سمّي بـ" الاحزاب المدنيّة ".
مرّة أخرى، نعيش أجواء انتخابات مزيّفة، يقولون إنها لاختيار الأصلح، بينما هي، في واقع الأمر، مجرّد مايكروفونات ودعاية، وأكاذيب على الفضائيات، وبيان إلى الشعب الذي ينتظر على أحرّ من الجمر، بينما النتيجة محسومة ومعروفة بحسب السيناريو: الفائز هو " الفاسد "، سواءً كان " جنابه "، ينتمي الى أحزاب شيعية أوسُنية، كردية أو عربية.
نسمع كل يوم حكايات من الشعوب التي لايحكمها ساسة " مجاهدون "، ولكننا نمر عليها على عجل. لأننا مشغولون بحكايات الإصلاح التي لا تريد أن تنتهي، ولهذا لانتوقف على خبر مثير يقول إن القضاء البرازيلي منع الرئيس الأسبق "لولا دا سيلفا" من السفر لاتهامه بقضية فساد.ومن لايعرف هذا المتهم، أتمنى عليه أن يقرأ كتاب ريتشارد بورن " لولا والبرازيل"، الذي قدّمه الى العربية أحمد الجمال، وسيتعرف على التجربة السياسية لهذا الرئيس الذي شكّل عهده انتقالة مهمة في حياة البلاد، حيث تحولت البرازيل من دولة تعتمد على مساعدات البنك الدولي، إلى اقتصاد ينافس الثماني الكبار.
سيقول قارئ عزيز حتماً ما لنا والبرازيل يارجل، نحن قدّمنا النموذج الأمثل. وقفنا وقفة رجل واحد من أجل هيبة البرلمان، أما هيبة المواطن فمسألة فيها نظر.اسمحوا لي أن أحيلكم الى تصريح النائب كاظم الشمري الذي أكد أنّ قائمة سليم الجبوري وصالح المطلك تهدف الى الحصول على أحد المناصب في الرئاسات الثلاث لتنفيذ برنامجها الانتخابي.
اليوم يطالب منّا ساسة البلاد، بالدخول في اللعبة الانتحارية، التي سميت بطريق الخطأ، انتخابية، وبنفس القانون الذي يتيح للفاسدين التحكم في مصير البلاد، والجلوس على أنفاس العباد!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

 علي حسين اظل أكرر واعيد إن أفدح الخسائر التي تعرض لها العراق ان الكثير من مسؤوليه وساسته غابت عنهم الروح الوطنية ، واصبحت كلمة النزاهة مجرد مفردة تلوكها الالسن ويسخر منها اصحاب الشأن...
علي حسين

كلاكيت: السينما عندما توثق تفاصيل المدينة

 علاء المفرجي بغداد والسينما.. المدينة والسينما.. كيف لنا ان نختار شكل العلاقة او ما الذي يمكن ان نكتشف من هذه العلاقة؟ وهل يمكن لبغداد كمدينة ان تنفرد مع السينما فتختلف عن علاقة المدن...
علاء المفرجي

الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!

رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
رشيد الخيون

قَدْحُ زناد العقل

ابراهيم البليهي حَدَثٌ واحد في حياة الفرد قد يُغَيِّر اتجاهه إذا كان يملك القابلية فيخرج من التحديد إلى التجديد ومن الاتباع إلى الإبداع وعلى سبيل المثال فإن هوارد قاردنر في السبعينات درَس علم النفس...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram