بشّرنا وزير الخارجية إبراهيم الجعفري، وهو يضع سماعات الترجمة الفورية على أذنيه الكريمتين، أنّ قادة دافوس سيستجيبون لرجائه ويقرّرون أن يعمّروا لنا ما خرّبه " أخيار العراق "!
قبل أن أجيب على سؤال " خبيث "، يسأل صاحبه هل من المعقول أنّ الجعفري يستخدم سماعات الترجمة وهو الطبيب والمثقف الذي قضى سنوات طويلة في عاصمة الإنكليز؟ ياجماعة اعذروني السيد الأشيقر لايزال مصرّاً على أن لا يغادر صهوة اللغة العربية التي أتقنها لدرجة أننا نحتاج أحيانا إلى قواميس تشرح لنا ما فاتنا من أفانين خطبه " الساحرة ". في هذا المكان كنت قد طرحت على السيد الجعفري سؤالاً بريئاً: هل نحن بلد على باب الله، نقف على أبواب العالم، ونقول " لله يامحسنين "؟
والسؤال الأهم: كيف يفلس بلد ينام على بحيرات من النفط والغاز؟ كيف يطلب بلد مثل العراق، أن يفتح قادة أوروبا جيوبهم وينفقوا عليه، وهو الذي حصل من الأموال خلال السنوات القليلة الماضية، أكثر مما أنفقته أميركا على مشروع مارشال أوروبا عام 1948 بمئات المليارات.
خمسة عشر عاماً وأحزاب الإسلام السياسي التي ينتمي إليها رئيس الوزراء ووزير الخارجية ووزير التخطيط ووزير المالية بالوكالة ووزير التجارة ووزير الإعمار، يرفعون شعارات الرفاهية والعدالة الاجتماعية والازدهار، لكنّ أعضاءها الكرام لم يبرعوا سوى بتوزيع ثروات البلاد على أنفسهم وأقاربهم.
ولأنّ السيد الجعفري مهموم باقتناء الكتب، فأتمنى عليه قراءة كتاب الفرنسية آن فولدا أيمانويل ماكرون من الظلّ الى الرئاسة " حيث سيحتفل الرئيس الشاب بعد شهرين بأول سنة حكم، كان ماكرون قد خرج من آخر الصفوف ليتقدم جميع المرشحين لكرسي الإليزيه، وكانت ظاهرته السياسية أنه الشاب الذي استطاع أن يهزم اليمين المتطرف، ولم يكتف بذلك بل انه استطاع وفي شهور قليلة أن يكون ممثلا لأوروبا الجديدة، وأن يعيد لفرنسا مكانتها التي ضاعت بسبب مواقف الرئيس السابق فرانسوا هولاند المترددة.
السيد الجعفري لو أنكم أقمتم دولة العدالة الاجتماعية، لما كنّا الآن نمدّ أيدينا لقادة العالم، لربما كنا مثل ألمانيا وسنغافورة واليابان ، شعوب نهضت من ركام الموت والخراب بفضل سياسيين يدركون مسؤولياتهم تجاه شعبوبهم، ساسة استطاعوا برغم الموت والدمار أن يجعل من بلدانهم في مقدمة اقتصاديات العالم، فيما نحن نمضي العمر في الاختلاف على قانون الانتخاب، وانتظار ما سيقرره رؤساء الكتل، لا أحد يسأل كيف سيقضي عشرات الآلاف من الاطفال هذا الشتاء في الخيام الممزقة .
يا سيدي أرجوك كفى شطارة. وفّر على العراقيين المزيد من الأسى، ودعكِ من خطب دافوس، فالمشكلة الحقيقية هي استمراركم على كراسيّ السلطة كلّ هذه السنين.
"سماعات" دافوس
[post-views]
نشر في: 24 يناير, 2018: 07:05 م
انضم الى المحادثة
يحدث الآن
معرض العراق الدولي للكتاب: بوابة نحو التميز الثقافي والتضامن الإنساني
النفط يتصدر المشهد وتبدلات مفاجئة في ترتيب دوري نجوم العراق بعد الجولة الثامنة
العراق يُطلق منصة لتنظيم العمالة الأجنبية وتعزيز الرقابة الإلكترونية
العراق تحت قبضة الكتلة الباردة: أجواء جافة حتى الاثنين المقبل
ضبط طن مخدرات في الرصافة خلال 10 أشهر
الأكثر قراءة
الرأي
الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!
رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
جميع التعليقات 3
بغداد
استاذ علي حسين الروزخون الحملدار ابراهيم الأشيقر احد دجالين حكومة الملائكية حسب قوله نحن حكومة الملائكية لو هذا الحمار صدك يعرف يحجي انكريزي چان خبص الدنيا زين اذا هو صدك طبيب وخريج جامعة الموصل ليش حاطط سماعات اذن لأن الأطباء العراقيين وبالأخص خريجوا قبل
خليلو...
أسرك أمرا يا سيدي : بعد مضيّ ثلاث وسبعين سنة على إدراكي حقائق الأمور أقول : فقدت الإعتقاد بنضج الوعي عند كل إنسان ذي خلفية دينية إسلامية ؛ أضع خط التأكيد تحت كلمة اسلامية
أم رشا
استاذ علي جميع خريجي كليات الطب في الجامعات العراقيه بغداد والموصل والبصرة يجيدون التحدث باللغه الانكليزية بسبب أنهم يدرسون جميع المواد عمليا ونظريا باللغة الانكليزية وكذلك لأنهم بالتأكيد متفوقين ومؤهلين لدخول كلية الطب ،أما الكائنات الفضائية التي غزتنا ف