الدكتور (فائق بطي) عميد الصحافة العراقية، صانع فذ من صناع الحياة، ورجل تقاس قامته بتاريخ دولة وعنفوان وطن.رحيله ليس إلا إيذانا بانتقاله إلى مملكة الممكن الخالدة بعد أن عاش ثمانية عقود يدحرج صخرة المستحيل عكس جاذبية الآلام والخيبات.فائق بطي كان الدماثة المزهرة دوماً وسط العبوس المتيبس في أيامنا، وكان اللطف البشري في أقصى تجلياته أمام الأزمات وغدر الزمن. هو المناضل الفطري بدون تكلف، وهو المثقف العضوي بدون بهرجة أو صخب!فائق بطي بطل زاهد من هذا الزمان، لم يترجل، ولم يتذمر، ولم يطمع، ولم يتوقف عن الأمل. مات كاملاً كما ولد، بل ازداد كمالاً وبهاءً ساعة ودعنا بابتسامته النبيلة العطوفة، ورحل إلى حيث لن يهرم أبداً!
قامة عراقية عظمى أخرى ترحل في المنفى.. ولا تترجل!

نشر في: 25 يناير, 2018: 12:01 ص