ولد ونشأ وتعلم وإنطلق وأظهر أهم ما لديه في مجال الفنون التشكيلية هُنا في بلاده، حيث ترك بصمته التي ظلّت عالقة في نفوس مُتابعيه.....
حتى رحل الى غربته التي زادته ألقاً وعطاءً، فعاشها طويلاً لكنها لم تعشه ولم تأخذ مكان وطنه في روحه، ليبقى الوطن سُكناه الابدية روحياً وإن امتنع عنه جسدياً، الفنان التشكيلي محمد فررادي يعود من غربته لتستقبله كلية الفنون الجميلة، ويستقبله القسم الذي نشأ فيه قسم الفنون التشكيلية بحفل ترحيبي وجلسة خاصة للحديث عن سيرته في مرحلة الاغتراب وذلك صباح يوم الاثنين الفائت ....
الجلسة ضمت اهم الشخصيات الاكاديمية، والفنية في المشهد العراقي وكذلك في جمعية الفنانين التشكيليين العراقيين، من بينهم الفنان التشكيلي سعد الطائي، والفنان المسرحي صلاح القصب والاكاديمي عقيل مهدي، وقدم الجلسة رئيس قسم الفنون التشكيلية الاسبق ورئيس قسم التصميم السابق د. سلام جبار قائلاً " إن فرصة استضافة محمد فرادي هنا في الاكاديمية مهمة جداً فهذا الرجل في يوم ما كان طالباً هنا، وفي يوم ما اصبح استاذاً هنا، تتلمذنا سوياً على يدّ اهم الاساتذة في الاكاديمية وكانت لنا ذكريات انسانية وعلمية ايضاً."
وأشار جبار إلى خاصية الفنان في استخدام تقناته وقال "كانت فرشاة فرادي قوية في ضربتها حتى إنه حين يرسم كان يكسرها احياناً، ولكنه اتخذ من كسر هذه الفرشاة لوغو له، لفرادي لمسته الخاصة التي ستُقلّد يوما ما وسنتحسس ميزتها لأنه منتج ايدولوجي متناغم مع الثقافة الاصيلة للفن العراقي التشكيلي."
انحدر فرادي من جيل فني مهم أما زامنهم او تتلمذ على ايديهم امثال فيصل لعيبي وفائق حسين ونعمان هادي وسعد الطائي واخرين، رسم ايضا في مجلات موجهة لأعمار مختلفة... رئيس قسم الفنون التشكيلية السابق محمد الكناني يذكر أن "الفنان واشياءه التي يرسمها كان يتعامل معها كأبنائه، فمعه تعملت كيف ينتمي الانسان لذاكرة المكان لينتج فناً."
قدم فرادي سلسلة من الاعمال الفنية عن التحولات الفصلية وكانت اعماله تُدرس في الاكاديمية لأنها تحمل ميزة خاصة في المعالجة الفنية للوحة.
منذ أن عاد الفنان محمد فرادي الى بغداد وأول مكان قرر زيارته هي الاكاديمية حيث ذكر "اخترت زيارة هذه المكان كونه جزء من روحي الكثير من الشخصيات هنا من اصحاب الفضل الاول عليّ." وتحدث فرداي عن ذاكرته مع الفنان صلاح القصب قائلاً "أن الفنان صلاح القصب صاحب فضل كبير عليّ، فأول دخولي الاكاديمية هو من حفزني الى ذلك، وبعدها كذلك خلال مناقشتي لرسالة الماجستير طلب مني القصب الاعتراض لأنه كان ضمن اللجنه المناقشة وقد اخذت بنصيحته لأنه كان على دراية بما يقول ."
أما عن ذاكرة الفنان تجاه التشكيلي سعد الطائي فيقول فرداي "أن سعد الطائي هو الاب الروحي للفنانين التشكيليين يوجهنا في كل شيء وينصحنا وهو الصديق حتى لفئة الشباب ونحن دائما ما نتعلم من عطائه وفنه."
تحدث الفنان صلاح القصب ايضا عن المحتفى به ذاكراً "إن محمد فرادي ابنه الذي التزمه في الاكاديمية لما لاقى فيه من احترافية عالية وتقنات عالية واساليب فنية مميزة ميزته عن الكثير من غيره من ابناء جيله وقد يكون هذا سبب احتضانه لموهبته واستيعابه لها."
حضر الجلسة ايضاً عميد اكاديمية الفنون الجميلة قاسم مؤنس، وتم تقديم باقة ورد من قبل قسم الفنون التشكيلية للضيف المحتفى به