نظراً لكون معظم الناس يعرفون قصة بينوكيو Pinocchio من خلال فيلم الرسوم المتحركة لولت ديزني أكثر من معرفتهم به من قصة كارلو كولودي الأصلية، فيصبح مفهوماً أن يستعير المسرح الوطني البريطاني من ديزني وليس من كاتب القصة كولودي.
وتبقى حكاية الحدَث سليمةً، يقول نيل نورمان في مقاله هذا. إذ أن جيبيتو، صانع الدُّمى الفقير، يتوق لأن يكون له ابنٌ فيتمنى على واحد من دُماه أن يتحول إلى ولد حقيقي.
فتنبعث الحياة في الدمية، التي تبقى، مع هذا، كما هي من خشب ويتوجب أن تمر باختبار من خلال سلسلة من المغامرات والعثرات لتبرهن على أنها تستحق التحول النهائي إلى مخلوق من لحم ودم.
ويقوم جون تيفاني هنا، وهو مخرج فيلم "هاري بوتر والطفل الملعون"، باستحضار كل مواهبه في الخداع عند إخراجه للنص الذي كتبه دينيس كيلي.
فنجد هناك شعلة زرقاء تطفو من حول المسرح من دون أحد يتحكم بها في الظاهر، وأنف بينوكيو ينمو ليصبح شبيهاً بسلّمٍ ممتد، بينما تبدو هناك أحياناً دُمى كبيرة الحجم وهي أكثر حيويةً من الممثلين.
كما نجد الأغاني الأصلية، مثل "إصفر قليلاً"، و"حين تتمنى أن تكون على نجمة"، تتغير قليلاً لدى مارتن لو الذي يزود المسرح أيضاً ببعض الأغاني الجديدة الفاتنة من صنعه.
و مسلسل "جزيرة البهجة The Pleasure Island "، على سبيل المثال، وهو عنوان آخر للقصة، يوضح المخاطر التي يتعرض لها القاصرون حين يقومون بالشرب والتدخين وذلك من خلال تحول الأشخاص المذنبين، الذين يرتكبون ذلك، إلى حمير.
وقد أصبح بينوكيو أيقونة ثقافية في عالم الغرب بوجهٍ خاص. فقد أعيد تخيل هذه الشخصية القصصية في أدب الأطفال مراراً، وجرى تكييف القصة لوسائل إعلامية عدة، ومنها فيلم ديزني عام 1940 "بينوكيو". وهو في الأصل بطل رواية للأطفال بعنوان (مغامرات بينوكيو) للكاتب الإيطالي كارلو كولودي (1883)، كما جاء آنفاً.
هذا وسوف يستمر عرض هذا العمل المسرحي، الذي بدأ يوم 1 كانون الأول 2017، حتى 10 نيسان 2018، وذلك على المسرح الوطني البريطاني بلندن.
ــ عن / Express
مسرح عالمي: بينوكيو .. من الرسوم المتحركة إلى المسرح
نشر في: 23 يناير, 2018: 12:01 ص