توقع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، أمس (الأحد)، انتهاء الهجوم العسكري الذي يشنه جيشه على قوات كردية في منطقة عفرين شمالي سوريا «في وقت قريب»، بعد دخول قوات تركية برية إلى الأراضي السورية. وقال إردوغان، أمام أنصاره في محافظة بورصة شمال غربي تركيا «بإذن الله ستنتهي هذه العملية خلال وقت قريب جداً»، بعدما أطلق الجيش التركي هجوماً لطرد وحدات حماية الشعب الكردية التي تصنفها أنقرة «إرهابية»، من منطقة عفرين.
وتابع الرئيس التركي: «بعض حلفائنا زوّدوا وحدات الحماية الكردية بألفي طائرة و5 آلآف شاحنة تحوي أسلحة وذخيرة». وأضاف أن أنقرة تهدف إلى إعادة 3 ملايين ونصف المليون لاجئ سوري موجودين في تركيا إلى بلادهم. من جانبه قال رئيس الوزراء التركي علي يلدريم إن عملية "غصن الزيتون" العسكرية في مدينة عفرين السورية ستتم على أربع مراحل وسيتم إنشاء منطقة عازلة بعمق 30 كم.
وقد أعلن يلدريم عن بدء دخول القوات التركية إلى مدينة عفرين بعد نحو يومين من القصف الجوي والبري العنيف الذي استهدف "مواقع عسكرية" للمسلحين الكرد. أوضح يلدريم أن منطقة عفرين تضمن ما بين 8 آلاف إلى 10 آلاف مقاتل من المسلحين الكرد.
بالمقابل، قال المتحدث باسم الوحدات في عفرين إن "القوات التركية وحلفاؤها حاولوا عبور الحدود إلى عفرين ولكن فشلوا بعد اشتباكات ضارية".
وجهزت تركيا حوالي 10 آلاف مقاتل سوري لاقتحام عفرين، وفقاً لرامي عبد الرحمن، مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له.
وقال قائد من الجيش السوري الحر، تحدث إلى أسوشيتد برس عبر الهاتف من شمالي سوريا، إن هناك آلاف المقاتلين المتمركزين في أعزاز، المتاخمة لجيب عفرين، وينتظرون الأوامر.
وقال قائد آخر إن مئات آخرين تمركزوا في أطمة، جنوبي عفرين.
وتحدث المسؤولان شريطة تكتم هويتهما لأنهما غير مخولين بالحديث إلى وسائل الإعلام. وكان القادة الأتراك قد أصابهم غضب من جراء إعلان الجيش الأميركي هذا الأسبوع عزمه تشكيل قوة حدودية قوامها 30 ألف فرد من المقاتلين الكرد لتأمين شمالي سوريا.
من جهة أخرى، قال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان، إن باريس دعت إلى عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن بشأن سوريا في أعقاب التوغل التركي في عفرين.
وأضاف لودريان على حسابه على «تويتر»: «فرنسا تطالب باجتماع عاجل لمجلس الأمن من أجل الوضع في الغوطة وإدلب وعفرين»، مضيفاً أنه تحدث مع نظيره التركي صباح أمس.
وفي السياق ذاته، أعربت مصر، أمس، عن رفضها للعمليات العسكرية للقوات التركية ضد عفرين.
وشددت وزارة الخارجية المصرية، في بيان، على أن هذه العمليات "تمثل انتهاكاً جديداً للسيادة السورية، وتقوض جهود الحلول السياسية القائمة وجهود مكافحة الإرهاب في سوريا" .
وجددت الوزارة تأكيدها «موقف مصر الثابت الرافض للحلول العسكرية، لما تؤدي إليه من زيادة معاناة الشعب السوري». كما طالبت بانخراط جميع أطياف الشعب السوري في مفاوضات جادة في إطار عملية سياسية تتسم بالشمولية والموضوعية دون إقصاء لأي طرف، مع ضرورة الحفاظ على سيادة ووحدة الأراضي السورية.
و نقلت وكالة «رويترز» عن قائد رفيع بالجيش السوري الحر قوله إن مقاتليه لا يعتزمون دخول مدينة عفرين ولكن فقط محاصرتها وإرغام وحدات حماية الشعب الكردية على المغادرة.
وقال الجيش التركي إن 32 طائرة حربية تركية قصفت 45 هدفاً، أمس (الأحد)، في إطار "عملية غصن الزيتون" .
وقال مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) يوم السبت ”نحث كل الأطراف على تجنب التصعيد والتركيز على المهمة الأكثر أهمية وهي هزيمة تنظيم داعش“.
وذكرت وكالة الأناضول للأنباء أن أربعة صواريخ أطلقت من سوريا على بلدة كلس الحدودية في جنوبي تركيا خلال الليل مما ألحق أضرارا بمنازل. وأضافت أن قوات الأمن التركية ردت بالمثل
ذكرت وكالة الجمهورية الإيرانية للأنباء، أن إيران دعت أمس الأحد، إلى نهاية سريعة للهجوم التركي في عفرين السورية وقالت إنه قد يساعد مجموعات "إرهابية".
ونقلت الوكالة عن المتحدث باسم الخارجية الإيراني بهرام قاسمي قوله "تأمل إيران أن تنتهي تلك العملية على الفور لمنع تعميق الأزمة في منطقة الحدود بين تركيا وسوريا، وجود أزمة مستمرة في عفرين قد يعزز، الجماعات الإرهابية في شمالي سوريا".
ومن جانبه ندد الرئيس بشار الأسد بالهجوم على منطقة عفرين في شمالي سوريا، معتبراً اياه امتداداً لسياسة أنقرة في دعم "التنظيمات الإرهابية" منذ اندلاع النزاع قبل نحو سنوات.
وقال الأسد خلال استقباله وفداً إيرانياً، وفق تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الرسمية "سانا" العدوان التركي الغاشم على مدينة عفرين السورية لا يمكن فصله عن السياسة التى انتهجها النظام التركي منذ اليوم الأول للأزمة في سوريا والتي بنيت أساساً على دعم الارهاب والتنظيمات الارهابية على اختلاف تسمياتها".
فيما تقول وزارة الخارجية الروسية إنها قلقة بشأن أنباء بدء عملية عسكرية في المنطقة وأنها تدعو لضبط النفس.
وقالت إن وزير الخارجية، سيرغي لافروف، ونظيره الأميركي، ريكس تيلرسون، قد بحثا "إجراءات بهدف ضمان حفظ الاستقرار شمالي البلاد".
وقال النائب الروسي، فرانز كلينتسيفيتش، نائب رئيس لجنة الدفاع والأمن في البرلمان الروسي، لوكالة إنترفاكس، في وقت سابق، إن موسكو لن ترد إلا إذا تعرضت قواعدها في سوريا للتهديد. وأضاف أن "روسيا وضعت في موقف صعب كونها على علاقة وطيدة مع كل من أنقرة ودمشق".
وسعى الجيش والاستخبارات في تركيا إلى الحصول على موافقة روسيا للسماح للطائرات التركية باستخدام المجال الجوي الذي تسيطر عليه روسيا فوق عفرين.
وبحث وزير الخارجية التركي العملية العسكرية مع نظيره الأميركي، لكن لم يكشف حتى الآن عما دار بين الطرفين.