TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > فكر المدرّب العقيم

فكر المدرّب العقيم

نشر في: 21 يناير, 2018: 09:01 م

منذ الدقيقة الأخيرة لمباراتنا مع منتخب فيتنام التي حُسمت لصالحهم بركلات الجزاء الترجيحية، وأنا أتابع ردود الأفعال المحلية التي تسوّقها مواقع التواصل الاجتماعي وتعليقات وسائل الإعلام حول الخسارة التي بانت معالمها منذ الشوط الأول للمباراة، أننا لم نكن نستحق التواجد في المربع الذهبي بهذا الحال الصعب الذي وصلنا إليه.
تعليقات حاول البعض منها رسم هالة انفجارية حول تطوّر الكرة في بلاد تصنّف كرة القدم فيها كلعبة هواة من الدرجة السابعة، فيما علّق آخرون على عامل الحظ وسوء الطالع الذي رافق اللاعبين في الدقائق الأخيرة من شوط المباراة الإضافي الثاني، وتناول بعض المتابعين العلاجات الضعيفة وقصر الرؤية الفنية للمدرب عبدالغني شهد، المدعم بنجوم المنتخب الوطني الأول وخيرة اللاعبين المحليين في العراق، في الوقت الذي لم نواجه فيه أركان القارة الآسيوية الأقوياء مثل كوريا الجنوبية واليابان واستراليا.
وفي الختام، يجمع المعلّقون على أن منتخبنا الأولمبي المشارك في البطولة الآسيوية لم يكن بمستوى الفريق المؤهل لنيل لقبها، وللحق أقولها عن لسان أحد المحللين المعروفين، إن مدرب فيتنام لو كان يملك نصف الكفاءات والمواهب المتواجدة بيد الكابتن شهد، لتمكن من حسم المباراة بفارق مريح من الشوط الأول للمباراة الماراثونية، وهي قراءة ستتجسد بالتأكيد أمام الجميع نظراً لكثرة التحليلات المتخصّصة حول الفريق برمّته، ومجموع مبارياته في البطولة وإن تمكّنا من ربطها تحليلياً أيضاً مع مباريات منتخبنا الوطني في دورة خليجي 23 الأخيرة في الكويت، فإننا حتماً سنصل الى ذات النتيجة والأخطاء المستنسخة في قراءات المدرب المحلي التي لم تعد تغني عن شيء ولن تجلب لنا في قادم الأيام حتى بطولة غرب آسيا مع هذا العقم في الأداء والطريقة الرتيبة في التعامل مع مجريات اللعب حسب دقائق المباراة .
قد يظن البعض، إننا نعاود مجدداً وبعد كل إخفاقة أن نعلق الفشل على شماعة المدرب ونستثني الاتحاد من ذلك الذي لم يجتهد في إعداد الفريق وفق أحدث المتغيّرات ولكن الواقع شيء، والمطلوب شيء آخر بالتأكيد وتغيير المدرب بآخر من الصنف المحلي لا يحل المشكلة والعناصر المؤهلة محلياً كشفت عن نفسها بالتتابع وهي أفضل ما نملك، وبالتالي فإن أية حوارات أخرى ونقاشات مجددة ستعيدنا الى نقطة الانطلاق التي نعود إليها ونحبو مجدداً مع ذات الظروف والأحداث دونما جديد وكأنها أفلام مُعادة معروفة ومحفوظة عن ظهر قلب!
لا ننكر أبداً أن الزمن الحالي هو الأفضل من ناحية وجود لاعبين موهوبين وشباب طامحين الى النجومية، ومن الممكن تشكيل أكثر من منتخب بذات القوة والإمكانية، وما ينقصنا هو التوظيف والتعامل مع عناصر القوة وبرمجتها داخل الملعب بطرق لعب حديثة تناسب الإمكانات، ولو أردنا أن نتوّج أو نبحث عن النتائج الجيدة لبطولات لها معنى ومكانة، فإن خبرة المدربين الدولية هي من تنقذنا وتحلق بكرتنا سريعاً، وأقصد هنا الخبرة الأجنبية المعروفة ومن أصحاب التجربة الكبار وليس الباحثين عن الشهرة!
اتمنى أن لا يفسّر كلامي بأنه انتقاص من كفاءة المدرب المحلي، وأنا متأكد بأن البعض لا يرضيهم هذا الطرح ومن الممكن أن يفنّدوه بالأدلة العقلية على هواهم، ولكنها ليست فكرة، بل طروحات أثبتتها الوقائع والمباريات، وما يهمّنا أن يفرح جمهورنا بمنتخبات تتقدّم وتتطوّر وتمتع بهذا العدد الكبير من النجوم المتوافرة لدينا دونما توظيف صحيح في المباريات الدولية.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: ماذا يريدون؟

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

العمود الثامن: صنع في العراق

 علي حسين اخبرنا الشيخ همام حمودي" مشكورا " ان العراقي يعيش حاله من الرفاهيه يلبس أرقى الملابس وعنده نقال ايفون وراتبه جيد جدآ ، فماذا يحتاج بعد كل هذه الرفاهية. وجميل أن تتزامن...
علي حسين

قناطر: في البصرة.. هذا الكعك من ذاك العجين

طالب عبد العزيز كل ما تتعرض له الحياة السياسية من هزات في العراق نتيجة حتمية لعملية خاطئة، لم تبن على وفق برامج وخطط العمل السياسي؛ بمفهومه المتعارف عليه في الدول الديمقراطية، كقواعد وأسس علمية....
طالب عبد العزيز

تشكيل الحكومة العراقية الجديدة.. من يكون رئيس الوزراء؟

إياد العنبر يخبرنا التراث الفكري الإسلامي بأن التنظير للسلطة السياسية يبدأ بسؤال مَن يحكم؟ وليس كيف يحكم؟ ولعلَّ تفسير ذلك يعود لسؤالٍ مأزومٍ في الفقه السياسي الإسلامي، إذ نجد أن مقالات الإسلاميين تبدأ بمناقشة...
اياد العنبر

هل الكاتب مرآةً كاشفة للحقيقة؟

عبد الكريم البليخ لم يكن الكاتب، في جوهره، مجرد ناسخ أو راوٍ، بل كان شاهداً. الشاهد على لحظةٍ تاريخية، على مأساةٍ إنسانية، على حلمٍ جماعي، وعلى جرحٍ فردي. والكاتب الحقيقي، عبر العصور، هو ذاك...
عبد الكريم البليخ
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram