منذ الدقيقة الأخيرة لمباراتنا مع منتخب فيتنام التي حُسمت لصالحهم بركلات الجزاء الترجيحية، وأنا أتابع ردود الأفعال المحلية التي تسوّقها مواقع التواصل الاجتماعي وتعليقات وسائل الإعلام حول الخسارة التي بانت معالمها منذ الشوط الأول للمباراة، أننا لم نكن نستحق التواجد في المربع الذهبي بهذا الحال الصعب الذي وصلنا إليه.
تعليقات حاول البعض منها رسم هالة انفجارية حول تطوّر الكرة في بلاد تصنّف كرة القدم فيها كلعبة هواة من الدرجة السابعة، فيما علّق آخرون على عامل الحظ وسوء الطالع الذي رافق اللاعبين في الدقائق الأخيرة من شوط المباراة الإضافي الثاني، وتناول بعض المتابعين العلاجات الضعيفة وقصر الرؤية الفنية للمدرب عبدالغني شهد، المدعم بنجوم المنتخب الوطني الأول وخيرة اللاعبين المحليين في العراق، في الوقت الذي لم نواجه فيه أركان القارة الآسيوية الأقوياء مثل كوريا الجنوبية واليابان واستراليا.
وفي الختام، يجمع المعلّقون على أن منتخبنا الأولمبي المشارك في البطولة الآسيوية لم يكن بمستوى الفريق المؤهل لنيل لقبها، وللحق أقولها عن لسان أحد المحللين المعروفين، إن مدرب فيتنام لو كان يملك نصف الكفاءات والمواهب المتواجدة بيد الكابتن شهد، لتمكن من حسم المباراة بفارق مريح من الشوط الأول للمباراة الماراثونية، وهي قراءة ستتجسد بالتأكيد أمام الجميع نظراً لكثرة التحليلات المتخصّصة حول الفريق برمّته، ومجموع مبارياته في البطولة وإن تمكّنا من ربطها تحليلياً أيضاً مع مباريات منتخبنا الوطني في دورة خليجي 23 الأخيرة في الكويت، فإننا حتماً سنصل الى ذات النتيجة والأخطاء المستنسخة في قراءات المدرب المحلي التي لم تعد تغني عن شيء ولن تجلب لنا في قادم الأيام حتى بطولة غرب آسيا مع هذا العقم في الأداء والطريقة الرتيبة في التعامل مع مجريات اللعب حسب دقائق المباراة .
قد يظن البعض، إننا نعاود مجدداً وبعد كل إخفاقة أن نعلق الفشل على شماعة المدرب ونستثني الاتحاد من ذلك الذي لم يجتهد في إعداد الفريق وفق أحدث المتغيّرات ولكن الواقع شيء، والمطلوب شيء آخر بالتأكيد وتغيير المدرب بآخر من الصنف المحلي لا يحل المشكلة والعناصر المؤهلة محلياً كشفت عن نفسها بالتتابع وهي أفضل ما نملك، وبالتالي فإن أية حوارات أخرى ونقاشات مجددة ستعيدنا الى نقطة الانطلاق التي نعود إليها ونحبو مجدداً مع ذات الظروف والأحداث دونما جديد وكأنها أفلام مُعادة معروفة ومحفوظة عن ظهر قلب!
لا ننكر أبداً أن الزمن الحالي هو الأفضل من ناحية وجود لاعبين موهوبين وشباب طامحين الى النجومية، ومن الممكن تشكيل أكثر من منتخب بذات القوة والإمكانية، وما ينقصنا هو التوظيف والتعامل مع عناصر القوة وبرمجتها داخل الملعب بطرق لعب حديثة تناسب الإمكانات، ولو أردنا أن نتوّج أو نبحث عن النتائج الجيدة لبطولات لها معنى ومكانة، فإن خبرة المدربين الدولية هي من تنقذنا وتحلق بكرتنا سريعاً، وأقصد هنا الخبرة الأجنبية المعروفة ومن أصحاب التجربة الكبار وليس الباحثين عن الشهرة!
اتمنى أن لا يفسّر كلامي بأنه انتقاص من كفاءة المدرب المحلي، وأنا متأكد بأن البعض لا يرضيهم هذا الطرح ومن الممكن أن يفنّدوه بالأدلة العقلية على هواهم، ولكنها ليست فكرة، بل طروحات أثبتتها الوقائع والمباريات، وما يهمّنا أن يفرح جمهورنا بمنتخبات تتقدّم وتتطوّر وتمتع بهذا العدد الكبير من النجوم المتوافرة لدينا دونما توظيف صحيح في المباريات الدولية.
فكر المدرّب العقيم
[post-views]
نشر في: 21 يناير, 2018: 09:01 م