TOP

جريدة المدى > ناس وعدالة > جانٍ .. وضحية: إلى متى نبقى متفرجين على انتشار وترويج المخدّرات...

جانٍ .. وضحية: إلى متى نبقى متفرجين على انتشار وترويج المخدّرات...

نشر في: 20 يناير, 2018: 12:01 ص

المطلوب تشريعات حازمة وصارمة..
مع تنامي وانتشارالمخدّرات بأنواعها، هذه الآفة القاتلة لا يمكن تصوّر كيف أن الكائن البشري يسمح لبضع ذرات من مساحيق المخدرات، أو حبة مُخَدِّرَة أن تُذهب عقله، وتجعله يهيم في عالم المشردين والمتسولين، فأيّ جريمة أكبر وأعنف من تلك التي يُسلب فيها الفكر البشري، وتنهار معها القيم المجتمعية والمفاهيم الإنسانية النقية ؟! المخدرات تغزو الآن العديد من المدن العراقية، وهي في مدن الجنوب أبرز وأوضح، والغريب أن التقارير الإخبارية من مدينة البصرة - على سبيل المثال- تتحدث عن أن" المخدرات - ومنها حبوب الهلوسة- منتشرة في المقاهي العامة، ما دفع شرطة البصرة إلى فتح مكتب خاص لمكافحة الجريمة في عموم المحافظة، والقيام بحملات ملاحقة للتجار الذين تجاوز أعداد المعتقلين منهم الألف وخمسمئة تاجر، وهذا يؤكد تفشي هذه التجارة الفاسدة في المحافظة".
وقبل شهر تقريباً كشفت مفوضية البصرة لحقوق الإنسان عن" تصدّر المدينة قائمة المدن العراقية في نسب تعاطي وإدمان وترويج وبيع المخدرات"، وكشف ضابط رفيع في وزارة الداخلية، عن "أن العراق يغرق في المخدرات، خصوصاً المدن الجنوبية، وإن أعداد المدمنين في تزايد، ويترافق ذلك مع ارتفاع نسبة جرائم السطو المسلح والقتل العمد".

المطلوب تشريعات حازمة
وفي نهاية شهر تشرين الثاني الماضي، أعلنت قيادة عمليات البصرة، "إحباطها أكبر عملة لتهريب المخدرات في تاريخ العراق، حيث عثرت على كميات كبيرة من الحبوب المخدرة في ميناء أم قصر الجنوبي تصل إلى 16 مليون حبة، والشحنة كانت مخبأة في شحنة حقائب مدرسية". وفي الشهر الماضي طالب مجلس محافظة بابل"مجلسي الوزراء والنواب بإصدار تشريعات وقوانين حازمة ضد مروّجي وتجار المخدرات"، مؤكداً على "خطورة تزايد تعاطي المواد الممنوعة من قبل شباب المحافظة، وأن الرؤوس الكبيرة من التجار لم يتم القبض عليهم حتى الآن". وسبق لتقرير المنظمة الدولية لمراقبة تهريب المخدرات التابعة للأمم المتحدة أن كشف بأن "العراق قد تحول إلى محطة ترانزيت رئيسة لنقل الهيروين المصنّع في أفغانستان وإيران إلى دول العالم".

واجب العائلة تجاه الأبناء
إن من الأمور المهمة للعائلة - قبل الحكومة- أن تعتني بأبنائها، ولا ترميهم إلى الطرقات وأحضان تجار الشر والأمراض والمخدرات، وإلا فلا معنى للعائلة في مثل هكذا أوضاع يكون فيها دور الآباء والأمهات منتهياً بعد مرحلة الولادة، لأن مسؤولية تربية الأولاد اليوم صارت معقدة؛ ولهذا فالواجب على الأسرة أن تكون العين الراصدة لكل صغير وكبيرة في سلوكيات أولادهم حتى لا يجدوهم في لحظة من هذا الزمن في عداد ضحايا المخدرات. وبرأيي - وعلى الرغم من ارتفاع معدلات التعاطي والمدمنين- فإن القضية يمكن تداركها عبر حملة وطنية تشارك فيها الأوقاف الدينية لجميع المذاهب والأديان ووزارات التربية والداخلية والصحة ومنظمات المجتمع المدني وغيرها من المؤسسات لبيان خطورة هذه الآفة الآكلة، والسعي لمساعدة المدمنين على تركها تدريجياً عبر دورات تثقيفية بمراكز تثقيفية متخصصة. بلدنا مستهدف من قوى الظلام وينبغي الوقوف بوجه مساعي تجار الشر، وسماسرة الإرهاب العسكري والمخدراتي، وإلا سنجد بلادنا في المدى المنظور، تنخرها المخدرات، وحينها لا يمكن التصدي لهذا البركان المُدمِّر.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. Taif Makadsi

    اهم شي شادين حيلهم بالمداهامات عالبيرة

يحدث الآن

البرلمان يعقد جلسته برئاسة المشهداني

الأمم المتحدة: غزة تضم أكبر عدد من الأطفال مبتوري الأطراف في العالم

هيئة الإعلام: إجراءاتنا تواجه فساد المتضررين

الهجرة تعلن بدء عودة العوائل اللبنانية وتقديم الدعم الشامل لها

اللجنة القانونية: القوانين الخلافية تعرقل الأداء التشريعي للبرلمان

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

كانت ليلة من ليالي رمضان، تناول الزوج (س) فطوره على عجل وارتدى ملابسه وودّع زوجته، كان الأمر عادياً، لكن لسبب تجهّله، دمعت عينا الزوجة. ابتسم في وجهها وهَمَّ بالخروج الى عمله بمحطة الوقود الخاصة...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram