اصطحبت أمّها لدار المسنّات،، تتفاقم الهواجس بين جوانحها،، تمسح دموعاً تحدرت من تحت نظارتها.. إنحنت على الكف المعروقة،، طبعت قبلة سريعة، هرولت مسرعة وغادرت العنبر،،،،،
قبعت الأمّ في سريرها،، تتطلع حولها بذهول، توزع إبتسامات فمها الأدرد على العجائز حولها. بادلنها الإبتسام: لغة التخاطب الأولى ….
أخرجت من حقيبتها كوباً وملعقة،، مذياعاً بحجم الكف خالياً من البطارية،، وفي حرص شديد اخرجت صورة ابنتها مؤطرة بآطار ذهبي، وضعتها قبالتها على الطاولة بجانب السرير، أدارتها يمنة ويسرة،، إستلقت فوق سريرها لتتأكد إنها ستلاقي صورة ابنتها مباشرة حال إستيقاظها من النوم …..سألتها إحداهن : إبنتك؟؟ قالت بصوت مخنوق : لم أنجب غيرها، وقد عوّضها الرب بالزوج والأولاد … شاب وجهها عبوس شجي،، تسل خيطاً نافراً من الوسادة،، تبرمه، تستدير نحو الحائط، تدعي نوماً زائفاً …… في الصباح، نهضت عجلى.. جمعت حاجياتها.ارتدت بردتها، إنتعلت الخف على عجل وأسرعت تغادر العنبر.
إعترضتها المشرفة قائلة :: — إلى أين؟؟
حدقت فيها بدهشة :: عائدة لشقة إبنتي،، انها تنتظرني في ردهة الفندق،، قالت : انها ليلة واحدة.
— اي فندق؟؟ هذي دار للمسنات … وإبنتك سددت تكاليف الإقامة بالدار مقدماً لستة شهور،، مع إلتزام بتجديد المدة نهاية كل أجل!!
………….
شهد العراق مسابقات للقصة القصيرة.. والقصة اعلاه لفؤاد الحلو - من مصر. منشورة في مجلة ثقافات البحرينية العدد ١٥—١٦. تسرد بآيجاز محنة أم في دار المسنّات.