بات الإسراف الكبير في استخدام الأسمدة الكيمياوية يشكل خطراً كبيراً على صحة وسلامة الإنسان والبيئة بل وحتى الحيوانات التي تعتاش على بقايا المزروعات أو تلك التي تتعرض الى التلف. ويرجّح مختصون، أن تزايد الإصابة بمرض السرطان أحد أسبابه هذا التزايد في استخدام الأسمدة التي حلّت بديلاً عن الأسمدة العضوية الأمينة على صحة وسلامة الجميع، فضلاً عن تأثيرها الجيد في المزروعات التي تتميز بالألوان الزاهية والنضج والمحافظة على القيمة الغذائية.
إشراف المهندس الزراعي
ولأجل زيادة الانتاج ونضجه بوقت مبكر، للمبيعات الأولى والتي غالباً ماتكون بأسعار مرتفعة، يستخدم بعض المزارعين كميات كبيرة من الأسمدة الكيمياوية ربما يحقق مبتغاه، لكن هناك من يدفع الثمن. المهندس الزراعي أزهر ايوب بيّن لـ(المدى): بعد دخول الأسمدة الكيمياوية في الانتاج الزراعي، أخذت نوعية المحاصيل تتغيير وتفقد العديد من خواصها وميزاتها الغذائية. متابعاً: خاصة إذا ما علمنا أن نسبة كبيرة من المزارعين يستخدمون الأسمدة الكيمياوية دون مراقبة المهندس الزراعي إو إشرافه، ودون الالتزام بالكميات المحددة. مردفاً: فالكثير منهم يتصور أنّ استخدام كميات اكبر من الأسمدة الكيمياوية يفيد الزراعة والحقيقة هي عكس ذلك.
ويضيف أيوب: الأسمدة عبارة عن مواد كيمياوية تتفاعل مع التربة بشكل سريع وتترك أثاراً سلبية على عناصر البيئة المختلفة، إذا ما تم استخدام كميات كبيرة. مشدداً: على أن الإسراف في استخدامها دون التقيّد بالتعليمات والإرشادات الزراعية قد يؤدي إلى مشاكل بيئية عديدة، خاصة الأسمدة النيتروجينية والفوسفاتية التي تعد اكثر الأنواع استخداماً وتأثيراً في البيئة. موضحاً أنها تتسبب بتلوث المياه الجوفية والأنهر، الهواء، فضلاً عن تأثيرها في صحة الإنسان والفلاح بوجه الخصوص، كونه قريباً منها إن كان قبل الاستخدام أو أثنائه أو بعده.
الأسمدة العضوية أفضل
هدر كميات كبيرة من الأسمدة بما تؤدي الى رفع تكاليف الإنتاج بدون مبرر، كما أن الكميات الزائدة عن الحاجة تؤدي الى تلوث المياه الجوفية ومياه الصرف الزراعي التي تصب في الأنهر والمبازل. المختص بالشأن الزراعي محمد ناصر الفدعم بيّن لـ(المدى) في فترات سابقة، كنا نستخدم فضلات الأبقار في سماد الأرض لأجل زيادة غلّة الدونم الواحد، مستطرداً: وكانت العملية تتم بكل سهولة ويسر ودون تكلفة أيضاً كون السماد اليواني متوفراً عند أغلب المزارعين والفلاحين، وإن احتاج لكميات اضافية، فهي أيضاً متوفرة وبيسر. مبيناً: أن استخدامها كان معلوماً ومعروفاً عند الفلاحين، إن كان بنوعية كل سماد أو الكميات التي يحتاجها كل محصول زراعي.
ويلفت الفدعم الى: أن دخول الأسمدة الكيمياوية بأنواعها تسبّب بالكثير من الاشكالات الصحية والبيئة على التربة والإنسان، عازياً سبب ذلك الى الاستخدام الزائد والإسراف في الكميات دون التقّيد بتعليمات وإرشادات دوائر الزراعة. مسترسلاً: كذلك جشع بعض الفلاحين في الجني المبكر للمحاصيل دون الأخذ بالحسبان الأضرار التي يمكن أن يتركها هذا الاسراف بالاستخدام العشوائي. مؤكداً على فقدان المحاصيل الزراعية لخواصها وقيمتها الغذائية .
اختلاف الكميات والتراكيب
ووفقاً لتقديرات منظمة الصحة العالمية، فإنه يستعمل في التطبيقات الصناعية حوالي نصف مليون مادة كيمياوية من بينها (40000) مادة تتمتع بخواص ضارة للإنسان، ومن ضمنها (12000) مادة سامة.. ومن المتفق عليه، أنه ليست هناك مادة كيمياوية أمينة كلياً، وبالمقابل ليست هناك مادة كيمياوية يمكن اعتبارها ضارة تماماً. المهندس البيئي وسام مجيد، أوضح لـ(المدى): أن استخدام الأسمدة العضوية يضمن لك إن المواد الغذائية المنتجة خالية من المواد الكيمياوية الضارة بالأسمدة الكيمياوية، لهذا فالمستهلكون للغذاء المزروع بأسمدة عضوية ليسوا عرضة لأمراض السرطان والسكتات الدماغية والأمراض الجلدية ممن يستهلكون المواد الغذائية الناتجة باستخدام الأسمدة الكيمياوية. مضيفاً: أن اختلاف الكميات والتراكيب في نوعيات الأسمدة دون معرفة الفلاحين بتلك التركيبات تسبّب العديد من الإشكالات الصحية والتأثيرات الجانبية على البيئة والحيوان نتيجة الاستخدام المفرط. ويتابع مجيد: إن استخدام الأسمدة العضوية يضمن خلو المحاصيل الزراعية من المواد الكيمياوية الضارة بالأسمدة الكيمياوية، لهذا فالمستهلكون للغذاء المزروع بأسمدة عضوية ليسوا عرضة لأمراض السرطان والسكتات الدماغية والأمراض الجلدية ممن يستهلكون المواد الغذائية المنتجة باستخدام الأسمدة الكيمياوية. مضيفاً: أن تكلفة الزراعة بالأسمدة العضوية تكون أقل بكثير من الزراعة بالأسمدة الكيمياوية غالبية تلك الأسمدة يمكن تصنيعها محلياً داخل المزرعة نفسها من غير شراء، فتكون تكلفتها أقل من شراء المواد الكيمياوية.
عقم التربة وتقزّم المحاصيل
تُعد التربة مصدراً أساسياً لحصول النبات على العناصر الغذائية واحتياجاته، بالإضافة للهواء والماء، ولازدياد الطلب السكاني على الغذاء والذي قدّرته منظمة الأمم المتحدة بزيادة نسبتها 35% للغذاء و40% للماء مع حلول عام 2030. كما ولمنظمة الأغذية والزراعة العالمية إحصاءات تشير إلى أن 25% من أراضي الكوكب تعاني التدهور الشديد، وأنه في وقتنا الحالي يعاني حوالي (800) مليون شخص من الجوع، أي مايعادل واحداً من أصل تسعة أشخاص، ومع حلول العام 2050 يتوقع وصول تعداد سكان العالم إلى تسعة مليارات نسمة مما يزيد الطلب على الناتج الغذائي بنسبة 60%. الكيميائي سنان يوسف يوضح لـ(المدى): الأسمدة العضوية تجعل التربة خصبة إلى عقود من السنين. منوهاً: الى أن الأراضي التي ما زالت تستخدم الأسمدة العضوية في دول عدّة، تشتهر بالزراعة ما زالت خصبة إلى الآن، بالإضافة إلى أن سكان القرى الزراعية يتمتعون بالصحة والسلامة نتيجة الابتعاد عن المواد الكيمياوية. مؤكداً: أن الأسمدة الكيمياوية تزيد من عقم التربة وبعد فترة وجيزة، قد تصبح غير قادرة على الزراعة بسبب فقدانها لعناصرها الأساسية المهمة، وبشكل خاص عمق التربة الذي تتراكم فيه المواد الكيمياوية نتيجة السقي وتفكك التربة. متابعاً: ومن خلال دراسات وبحوث تبيّن أن المساحات الزراعية التي تسمّد بالمواد العضوية تكون نسبة الإنتاج فيها أعلى من مثيلاتها التي تسمّد بالكيمياوية، فضلاً عن التأثيرات الصحية، إذ بيّنت الدراسات، أن الأولى تترك أثره الإيجابي العالي على الصحة العامة عكس الثانية التي تزيد من نسبة الأمراض والاضرار الصحية على البيئة والإنسان والحيوان.