يدفع العوز بالبعض من الناس، إلى تناول الطعام الرخيص (الشعبي) والذي يتراوح سعر الوجبة الواحدة منه بين (500) إلى (1500) دينار، وعادةً ما تكون هذه الوجبات مقتصرة على الفلافل أو التمن والمرق أو بعض أنواع أخرى من الأكلات تدخل اللحوم المستوردة في صناعتها مثل الكبدة أو الكص وما شابه من أكلات تشتهر بها المناطق الشعبية..
ثمّة إعلان صغير تتقاسمه الكثير من المطاعم الشعبية مفاده (لايسمح بالدخول إلى المطعم لغير العاملين) وإذا ما سنحت الفرص للقاء نظرة على المطبخ، فحتماً سيبحث المواطن الذي يخاف على صحته للهرب بسرعة قياسية، وربما يقوم بعملية غسل معدة، إذا تناول الطعام قبل ذلك. إن كان بسبب انعدام النظافة في إعداد الطعام أو الأواني المستخدمة في التحضير وبشكل خاص مطاعم الفلافل.
قبل أيام في إحدى صيدليات شارع السعدون، دخل شاب في مقتبل العمر يعمل في البناء يشكو ألماً في المعدة وحرقة في البلعوم، وقبل أن يصف له الصيدلي نوع الدواء سأله عما تناوله اليوم وأين؟، كانت إجابة الشاب كفيلة بأن يتجه الطبيب صوب نوع الدواء الملائم لإيقاف وجع الشاب الذي تناول الفلافل من أحد مطاعم منطقة البتاوين.
أزهار شاكر، موظفة اعتادت على تناول الطعام في بعض المطاعم التي تثق بها حسب قولها، بيّنت لـ(المدى): بات تناول الطعام في بعض المطاعم أحد المخاطر الكبرى بسبب المواد المستخدمة في إعداد الوجبات أو النظافة خاصة المطاعم الشعبية التي تقدّم وجبات رخيصة. مستطردة: بل وصل الأمر الى المطاعم ذات النجوم الأربع أو ماتسمّى بالدرجة الأولى، هي الأخرى مخيفة بسبب قلّة متابعة الجهات الصحية. مضيفة: أنها غالباً ما تتناول الطعام في بعض المطاعم التي تثق بها أو تعرف مالكها وحسن إدارته للمطعم والنظافة ونوع اللحوم.
أما في ما يخص المطاعم الشعبية أو الصغيرة، فقد بيّنت زميلتها أسماء محيي: أن أغلب مناطق بغداد تنتشر فيها المطاعم الصغيرة والتي تكون عبارة عن كشك صغير تحشر فيها أنواع المواد والأدوات المستخدمة في اعداد وتقديم الطعام. مشيرة: الى أهمية متابعة هذه المطاعم من قبل الفرق الصحية واخضاعها للشروط الصحية. مشددة: على ضرورة وجود اكشاك موحّدة مجهّزة بالمستلزمات الصحية من اجل ضمان سلامة المواطن والمحافظة على صحته.
في المناطق السكنية يتخذ أصحاب المناطق بعض الاجراءات اللازمة لأجل استقطاب الزبائن مثل تقديم المقبلات مجاناً والتي تكون مكشوفة وتستخدم بشكل جماعي، ما يسهّل عملية انتقال العدوى، ورغم أن التعليمات الصحية تنص على عدم تركها مكشوفة، لكن اغلب المطاعم لاتعمل بتلك التعليمات التي تبقى حبراً على ورق، إن لم تقم الجهات المعنية بمتابعة تلك المطاعم.
سجاد كاظم، عامل بناء يسكن أحد فنادق منطقة البتاوين، يتناول طعامه في المطاعم المنتشرة في المنطقة والتي تتلائم مع قوته اليومي، وما يدفعه للفندق ويدخره لعائلته في مدنية قلعة سكر، وبعد أن أصيب لأكثر من مرة بحالة تسمّم، فضّل تناول الألبان المعلبة والصمون. أما في الأيام التي يجد فيه عملاً، فيذهب الى مطعم ملائم ويتناول (ربع دجاج) مشوي مع كمية مضاعفة من الصمون كما ذكر ذلك مازحاً.
المواطن وليد كريم، أشار الى غياب المتابعة الصحية للمطاعم الشعبية خاصة التي تقدّم الوجبات السريعة مثل الفلافل والمخلمة، متابعاً إن أغلب العاملين في تلك المطاعم، لم يخضعوا للفحص الصحي أو شروط العمل في المطاعم. منوهاً، الى أنواع الزيوت التي تُستخدم والتي تتحول من اللون الأصفر الى الأسود، مايشكّل خطراً كبيراً على صحة المواطنين.