اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > الحكيم بين تغريدة وتغريدة!!

الحكيم بين تغريدة وتغريدة!!

نشر في: 15 يناير, 2018: 06:57 م

أعاد "المستر" دونالد ترامب في الأشهر الأخيرة الاعتبار لموقع تويتر، وحوّله إلى منصّة يقصف من خلالها الجميع في كلّ الاتجاهات، حكاية ترامب مع تويتر تشبه إحدى مسرحيّات اللامعقول الذي كان أصحابه يعتقدون أنّ أنظمتهم السياسيّة تفسّخت وأصبحت سجناً عبثيّاً لملايين الناس.
أيّ مسرح لامعقول يمكن أن يصوّر الواقع العراقي الذي ما إن اختلف "الرفاق" على تقاسم الكعكة حتى تَجمعت في سماء العراق سُحبٌ سوداء كثيفة تشير كلها إلى أنّ العراقيين على موعد مع عواجل جديدة وضحايا يتحوّلون إلى مجرد أرقام بلا أسماء.
ماذا ستُضيف لنا " عواجل " الفضائيّات ؟ سنقرأ أنَّ عدد شهداء ساحة الطيران توقّف عند الرقم 50، وأنّ الجرحى تجاوزوا المئة، سنقرأ عن الأشلاء التي تفحّمت تحت الركام، لا متّسع لدينا لمعرفة التفاصيل، ولاتشغلنا لغة الأرقام، ففي عصر اللامعقول الذي نعيشه يمكن لنا أن نقرأ مثل هذه التغريدة التي نشرها السيد رئيس تيار الحكمة عمار الحكيم يعزّي بها الشعب الإيراني: " تلقينا بأسف نبأ مصرع عدد من البحَّارة الإيرانيين، إننا إذ نتقدّم بالمواساة إلى الحكومة الإيرانية وأُسر ذوي الضحايا بهذه المناسبة الأليمة، فإننا ندعو الباري عزّ وجلّ أن يتغمّد الضحايا برحمته الواسعة "، جميل أن نتضامن في المأساة، والأسمى عندما يكون التضامن متساوياً مع جميع البشر، ولهذا ليسمح السيد عمار الحكيم وقد تلصّصتُ على موقعه في تويتر أن أُعيد نشر تغريدته التي كتبها بعد تفجيرات الكاظمية وساحة الطيران: "يكشِّر الإرهاب عن أنيابه، محاولاً إعاقة إرادة الشعب مستهدفاً المدنيين في الكاظمية المقدّسة وفي قلبِ بغداد في ساحة الطيران.. إنَّنا إذ نعبِّرُ عن غضبنا واستنكارنا لهذه الجرائم النكراء، ندعو الأجهزة الأمنية إلى مراجعة خططها والشروعِ بعمل واسع منظم للانقضاض على بؤر الإرهابِ.
في مسرحيات اللامعقول تُلغى الأسماء وتتحوّل الشخصيات إلى مجرد أشباح ، هكذا يراد لنا أن نتحول إلى أشباح من دون حتى كلمة تعزية لأسر الضحايا. هل نحن قوم لانثير عطف السياسي ؟ أنا لم أقل ذلك، ما يفعله السياسيّون يقول أكثر وأكثر .
ماذا تعني الأخبار العاجلة، ونحن نعيش في ظلّ مسؤولين، لايملكون طريقاً للخروج من مستنقع الفشل، ولهذا نموت وسنموت في الشوارع والساحات، كلُّ مَن يتصوّر أنّ تفجير ساحة الطيران سيكون الأخير في سجلّ الموت المجاني واهم، لأنّ الفشل ينشر الموت، باعتبارأنّ ثمن الضحايا تغريدة تشجب وتستنكر فقط..أما عن المواساة فهي محجوزة لشعوب أخرى!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

لماذا أدعو إلى إصلاح التعليم العالي؟ (إصلاح التعليم العالي الطريق السليم لاصلاح الدولة)

العمودالثامن: الكهوف المظلمة

العمودالثامن: النائب الذي يريد أن ينقذنا من الضلال

العمودالثامن: أحزاب وخطباء !

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

العمودالثامن: نواب يسخرون من الشعب

 علي حسين يملأ بعض السياسيين حياتنا بالبيانات المضحكة ، وفي سذاجة يومية يحاولون أن يحولوا الأنظار عن المآسي التي ترتكب بحق هذا الشعب المطلوب منه أن يذهب كل أربع سنوات ” صاغراً” لانتخاب...
علي حسين

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

رشيد الخيون عندما تُعلن الأنظمة، تحت هيمنة القوى الدّينيّة المسيسة، تطبيق الشّريعة، تكون أول ضحاياها النّساء، من سن زواجهنَّ وطلاقهنَّ، نشوزهنَّ، حضانة أولادهنَّ، الاستمتاع بهنَّ، ناهيك عما يقع عليهنَّ مِن جرائم الشّرف، وأنظمة لا...
رشيد الخيون

مأساة علاقات بغداد وأربيل..استعصاء التجانس واستحالة التفارق

رستم محمود أثناء مشاركته في الاجتماع الموسع للأحزاب والقوى السياسية العراقية في العاصمة بغداد، ضمن زيارته الأخيرة، والتي أتت بعد ست سنوات من "القطيعة السياسية مع العاصمة"، رفض زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني والرئيس الأسبق...
رستم محمود

كلاكيت: للوثائقيات العراقية موضوعات كثر

 علاء المفرجي أثار موضوع تعديل قانون الأحوال الشخصية في العراق، من جدل اجتماعي أحتل ومازال مواقع التواصل الاجتماعي، أُعيد ما كتب في هذا الحيز عن فيلم (خاتم نحاس) إخراج فريد الركابي والذي انتجته...
علاء المفرجي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram