TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > زلزال العبادي

زلزال العبادي

نشر في: 12 يناير, 2018: 06:40 م

صباح الخميس كنّا جميعاً نبحث عن عناوين التحالفات الانتخابية ، وبرغم السلسلة الجديدة من الزلازل ، التي لاتزال النائبة " الحكيمة " حمدية الحسيني اعتبارها تحذيراً للعراقيين لأنهم شعب لايزال يؤيد المدنيين على حساب أصحاب الوجوه السمحة في تيار الحكمة وحزب الدعوة والحزب الإسلامي ! ولهذا لن تفارقنا " الرجّة " الكونيّة كما يسمّيها ابن الجوزي . وتعالوا نعود للتحالفات لنجد السيد نوري المالكي يؤسس حزباً خاصاً بأحد أبناء عمومته ، موفق الربيعي يقرِّر أن يمسك العصا من الوسط ، صاحب مصرف الهدى يريد بثّ الحياة المدنية .حسين الشهرستاني يعود بفضل دعوات العراقيين ، فما تزال الطاقة في العراق بحاجة الى خبير من نوع " نووي " ! أسامة النجيفي باق ويتمدد ، لكنه لايعرف الطريق الى مخيمات نازحي الموصل ، سعد عاصم الجنابي يتحول بفضل الله ومقدرته الى مناصر للماركسية . عتاب الدوري تدخل الانتخابات مسنودة على خبرتها في شؤون " الطماطة ولبن أربيل " ، سليم الجبوري يُنهي مرحلته المدنية ويعود سالماً غانماً لمعانقة صالح المطلك . الجميع يرفع شعار التغيير والإصلاح مع إضافة فواتح للشهيّة مثل النصر والفتح والاستقامة والكرامة والحكمة ، وعلى وقع دراما خيالية عن استقلالية حيدر العبادي وخروجه من حزب الدعوة ، ارتفعت الحماسة ، وظهر في الصورة عباس البياتي ، لإضفاء مزيدٍ من الكوميديا على مشاهدٍ هزليّةٍ لايريد لها البعض أن تنتهي .
في اللحظة التي تمّ فيها اختيار حيدر العبادي لمنصب رئيس الوزراء ، توقع العراقيون أن ينجو العبادي بنفسه من فخ حزب الدعوة ، وينفّذ ما قطعه على نفسه في الظهور الأول : "لن نقبل أن تدار الدولة بطريقة المحاصصة ولن نسكت على الفساد ، ولن نسمح لأحد بالتدخل في القرار الحكومي " ، لكننا فوجئنا بأنّ الرجل يريد أن يدخلها يداً بيد مع حسين الشهرستاني !
وسط هذه الصورة ماذا سيبقى ؟ بالتاكيد سنفتّش عن الناخب، الذي يملك لوحده قرار التغيير ، لكنه وللأسف في كثير من الأحوال تغلبه أهواؤه الطائفية والعشائرية والمذهبية . ولهذا تجدني عزيزي القارئ أضحك من الانتخابات ، فهي في بلادنا إمّا مزيّفة وتنتهي إلى سيطرة أحزاب السلطة على البلاد والعباد ، أو أنها تصمن فوز الذين يعادون الديموقراطية والحريات المدنية ! ، ولهذ أسأل دوماً لماذا ندعو لانتخابات تجيء بمن يفهم الديموقراطية على أنها وسيلة للربح وبثّ الخراب وسحق الدولة ؟!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 2

  1. بغداد

    استاذ علي حسين اكبر نكتة هي الأنتخابات في العراق نفس الوجوه الزفرة منذ ١٤ سنة ومخرج مسرحية احتلال العراق وكذبة ان العراق يمتلك أسلحة الدمار الشامل ولازم نحتلة هو نفس المخرج اللي صمم حكومة الحرامية الميليشاوية حكومة المحاصصة مازال هذا المخرج لم يجعل نهاية

  2. كاظم مصطفى

    ما تفرزه اي انتخابات برلمانيه في العالم هي الانعكاس الطبيعي للحاله الثقافيه والنفسيه والاجتماعيه والدينيه للناخب فلا عجب ان نرى نفس الوجوه للنواب للفتره القادمه وللفترات المستقبليه لعشرات السنين في العراق وفي بلدان العالم الاسلامي .

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram