TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > عالية وينفري تُبعث من جديد

عالية وينفري تُبعث من جديد

نشر في: 10 يناير, 2018: 06:14 م

يوميّاً تصل إلى بريد المدى رسائل يعتقد أصحابها وهم محقون بالتأكيد، من أننا كتّاب الأعمدة الصحفية نشكو ونولول ، لكننا نعجز عن تقديم بديل لما موجود على أرض الواقع ، ولأننا مثل أصحاب الرسائل لا حول لنا ولا قوة ، لانملك إلا أن نكتب ونقترح، هي محاولات بسيطة لاتحتاج الى تنظيرات ولا قواميس، بل إلى سياسيين يعرفون معنى العمل والإخلاص ومخافة الضمير ، منذ أيام وأنا أقرأ وأتابع أخبار مقدّمة البرامج الشهيرة أوبرا وينفري التي ألقت خطاباً لافتاً أثناء تسلّمها إحدى جوائز الـ " غولدن غلوب " لتصفها صحف أميركا وأوروبا بـ " المرأة الملهمة " حيث أكدت وسائل الإعلام أنّ العالم كان يصغي لامرأة مؤثرة بدت تجسيداً لانتصار الحسّ الإنساني وهي تعلن صرختها " النساء يتعرّضنَ لظلم كبير"
هكذا تحلم امرأة كبيرة ، فيما تستخدم نائباتنا أو " نادباتنا " منذ سنوات بعض التعابير البليدة، التي تعبّر عن شخصياتهنّ ، كانت وينفري تتحدث عن حلم المرأة التي يجب أن تأخذ دورها الحقيقي في المجتمع، فيما كانت النائبة عالية نصيف تخبرنا بأنها سبقت " النادبة " جميلة العبيدي " في تشريع قانون تعدّد الزوجات، النائبتان تصرخان "وازواجاه " ونسِيتا أنهما نائباتان منتخبتان مهمتهما أن تراعيا أحوال النساء،لا أن تتحولا بلمحة بصر إلى "خاطبتين " تبحثان عن زوجة ثانية لـ "أبو الأولاد".
مثير للسخرية أن تخرج علينا نائبة، تدافع عن تعدّد الزوجات، وتطالب بمكافأة ماليّة لمن يتعطّف ويتزوّج امرأة ثانية، بدلاً من أن تسعى إلى حماية المرأة والدفاع عن حقوقها وتوفير فرص عمل لها مساوية لفرص الرجال ورعاية الأرامل واليتامى .
يؤسفني أن أجد أطفال الموصل ونساءها في برد الخيام، من دون كلمة عطف سياسية واحدة من النائبات الخاطبات ويؤسفني شديد الأسف، أن يتعاطف العالم مع كارثة نسوة العراق، على أنها قضيّة إنسانيّة كبرى، فيما تعتقد نائبة منتخبة أنّ المشكلة في قانون يشجّع تعدُّد الزوجات.
وأنا أتابع حديث " الملهمة " عالية نصيف كانت تحضرني جملة حسني البرزان زميل غوار الطوشي ومنافسه على حبّ " فطوم " " إذا أردتَ أن تعرف ماذا يجري في إيطاليا، يجب أن تعرف ماذا يجري في البرازيل"، فيا عزيزي القارئ الذي تلومنا دوماً، إذا أردتَ أن تعرف أهميّة جميلة العبيدي ، عليك أن تعرف ماذا تفعل عالية نصيف !
تسجّل أوبرا وينفري أنّها ستظلّ ملهمة لنساء العالم، فيما يُسجل لعالية نصيف أنها أثبتت أننا قدّمنا ولانزال أنموذجاً خاصاً من التجربة السياسيّة، شعاره السذاجة !

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: موجات الجزائري المرتدة

 علي حسين اعترف بأنني كنت مترداً بتقديم الكاتب والروائي زهير الجزائري في الندوة التي خصصها له معرض العراق الدولي للكتاب ، وجدت صعوبة في تقديم كاتب تشعبت اهتماماته وهمومه ، تَّنقل من الصحافة...
علي حسين

قناديل: في انتظار كلمة أو إثنتيّن.. لا أكثر

 لطفية الدليمي ليلة الجمعة وليلة السبت على الأحد من الأسبوع الماضي عانيتُ واحدة من أسوأ ليالي حياتي. عانيت من سعالٍ جافٍ يأبى ان يتوقف لاصابتي بفايروس متحور . كنتُ مكتئبة وأشعرُ أنّ روحي...
لطفية الدليمي

قناطر: بعين العقل لا بأصبع الزناد

طالب عبد العزيز منذ عقدين ونصف والعراق لا يمتلك مقومات الدولة بمعناها الحقيقي، هو رموز دينية؛ بعضها مسلح، وتشكيلات حزبية بلا ايدولوجيات، ومقاولات سياسية، وحُزم قبلية، وجماعات عسكرية تنتصر للظالم، وشركات استحواذ تتسلط ......
طالب عبد العزيز

سوريا المتعددة: تجارب الأقليات من روج آفا إلى الجولاني

سعد سلوم في المقال السابق، رسمت صورة «مثلث المشرق» مسلطا الضوء على هشاشة الدولة السورية وضرورة إدارة التنوع، ويبدو أن ملف الأقليات في سوريا يظل الأكثر حساسية وتعقيدا. فبينما يمثل لبنان نموذجا مؤسسيا للطائفية...
سعد سلّوم
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram