يوميّاً تصل إلى بريد المدى رسائل يعتقد أصحابها وهم محقون بالتأكيد، من أننا كتّاب الأعمدة الصحفية نشكو ونولول ، لكننا نعجز عن تقديم بديل لما موجود على أرض الواقع ، ولأننا مثل أصحاب الرسائل لا حول لنا ولا قوة ، لانملك إلا أن نكتب ونقترح، هي محاولات بسيطة لاتحتاج الى تنظيرات ولا قواميس، بل إلى سياسيين يعرفون معنى العمل والإخلاص ومخافة الضمير ، منذ أيام وأنا أقرأ وأتابع أخبار مقدّمة البرامج الشهيرة أوبرا وينفري التي ألقت خطاباً لافتاً أثناء تسلّمها إحدى جوائز الـ " غولدن غلوب " لتصفها صحف أميركا وأوروبا بـ " المرأة الملهمة " حيث أكدت وسائل الإعلام أنّ العالم كان يصغي لامرأة مؤثرة بدت تجسيداً لانتصار الحسّ الإنساني وهي تعلن صرختها " النساء يتعرّضنَ لظلم كبير"
هكذا تحلم امرأة كبيرة ، فيما تستخدم نائباتنا أو " نادباتنا " منذ سنوات بعض التعابير البليدة، التي تعبّر عن شخصياتهنّ ، كانت وينفري تتحدث عن حلم المرأة التي يجب أن تأخذ دورها الحقيقي في المجتمع، فيما كانت النائبة عالية نصيف تخبرنا بأنها سبقت " النادبة " جميلة العبيدي " في تشريع قانون تعدّد الزوجات، النائبتان تصرخان "وازواجاه " ونسِيتا أنهما نائباتان منتخبتان مهمتهما أن تراعيا أحوال النساء،لا أن تتحولا بلمحة بصر إلى "خاطبتين " تبحثان عن زوجة ثانية لـ "أبو الأولاد".
مثير للسخرية أن تخرج علينا نائبة، تدافع عن تعدّد الزوجات، وتطالب بمكافأة ماليّة لمن يتعطّف ويتزوّج امرأة ثانية، بدلاً من أن تسعى إلى حماية المرأة والدفاع عن حقوقها وتوفير فرص عمل لها مساوية لفرص الرجال ورعاية الأرامل واليتامى .
يؤسفني أن أجد أطفال الموصل ونساءها في برد الخيام، من دون كلمة عطف سياسية واحدة من النائبات الخاطبات ويؤسفني شديد الأسف، أن يتعاطف العالم مع كارثة نسوة العراق، على أنها قضيّة إنسانيّة كبرى، فيما تعتقد نائبة منتخبة أنّ المشكلة في قانون يشجّع تعدُّد الزوجات.
وأنا أتابع حديث " الملهمة " عالية نصيف كانت تحضرني جملة حسني البرزان زميل غوار الطوشي ومنافسه على حبّ " فطوم " " إذا أردتَ أن تعرف ماذا يجري في إيطاليا، يجب أن تعرف ماذا يجري في البرازيل"، فيا عزيزي القارئ الذي تلومنا دوماً، إذا أردتَ أن تعرف أهميّة جميلة العبيدي ، عليك أن تعرف ماذا تفعل عالية نصيف !
تسجّل أوبرا وينفري أنّها ستظلّ ملهمة لنساء العالم، فيما يُسجل لعالية نصيف أنها أثبتت أننا قدّمنا ولانزال أنموذجاً خاصاً من التجربة السياسيّة، شعاره السذاجة !
عالية وينفري تُبعث من جديد
[post-views]
نشر في: 10 يناير, 2018: 06:14 م
يحدث الآن
معرض العراق الدولي للكتاب: بوابة نحو التميز الثقافي والتضامن الإنساني
النفط يتصدر المشهد وتبدلات مفاجئة في ترتيب دوري نجوم العراق بعد الجولة الثامنة
العراق يُطلق منصة لتنظيم العمالة الأجنبية وتعزيز الرقابة الإلكترونية
العراق تحت قبضة الكتلة الباردة: أجواء جافة حتى الاثنين المقبل
ضبط طن مخدرات في الرصافة خلال 10 أشهر
الأكثر قراءة
الرأي
الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!
رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...