يحذر خبراء في الشأن البيئي من وجود أكواب وأطباق بلاستيكية تمّ إنتاجها بإعادة التدوير وتستخدمها العديد من المطاعم والكافتيريات ومحال الحلويات، وذلك وسط تهافت كبير على اقتنائها بمختلف أشكالها وأنواعها من قبل المواطنين. مؤكدين إن هذه المنتجات، لها آثار صحية خطيرة عند صبِّ المشروبات والمأكولات الساخنة فيها، مؤكدين إنّ الدراسات اثبتت، أن استعمالها في صنع أوانٍ لحفظ واستهلاك المأكولات، يعرّض المستهلكين للكثير من التعقيدات والمخاطر الصحية، والتي تصل إلى الإصابة بمرض السرطان على الأمد البعيد.
الخبير البيئي رامي نصرت، بيّن أن هناك مخاطر كبيرة من استخدام هذه المنتحات، خاصة أن اغلبها مستورد، ولا نعرف المادة المستخدمة في صناعتها، إذا كانت مدوّرة أو أصلية. داعياً: الجهات الصحية والبيئية المعنية الى وضع مواصفات ومعايير لأكواب وملاعق وأطباق المطاعم والكافتيريات البلاستيكية أو ما يسمّى (بالسفري) لأن التهاون في هذا الجانب، يسبّب أمراضاً سرطانية خطيرة كما ثبت علمياً وميدانياً.
وأشار نصرت الى أن معظم المطاعم ومحال بيع الحلويات، للأسف باتت تستخدم هذه الأواني والأطباق البلاستيكية. منوهاً: الى خطورة وضع المأكولات الساخنة عليها وتغطيتها. لافتاً: الى أن البخار المختلط بالمواد الكيميائية المصنّعة منها الأواني يختلط بالمواد الغذائية، ما يسبّب الكثير من المخاطر الصحية. مطالباً: الجهات المختصة باتخاذ خطوات عاجلة تجاه المواد المصنّعة بإعادة التدوير، حرصاً على الصحة العامة بخاصة أن الاعتماد على المواد الغذائية الجاهزة أصبح عادة يومية في ظل غياب الرقابة.
مختصون بيّنوا، أن الأكواب والأواني البلاستيكية محدّدة لاستعمال المشروبات والأغذية الباردة، وغير صالحة لاستعمال أيّ مشروب ساخن كالقهوة أو الشاي، أو مختلف الأطباق والمأكولات، لعدم تحملها درجة حرارة عالية، وبمجرد تعرّضها لذلك تتحلل تلك المواد الكيميائية وينتج هذا التحلل في الغالب عند ملامسة الطعام أو الشراب الساخن، وهذا التلوث الكيميائي الخطير، ينتج عنه تسمم الطعام ويجر وراءه العديد من الأمراض الخطيرة جداً.
اختصاص الطب والتغذية د. قيس كاظم ذكر: أن جهات علمية وصلت الى أن استخدام المواد البلاستيكية لأكثر من مرة تنتج عنه أمراض خطيرة في الجهاز التناسلي وتلف في الخلايا الحيّة أولها سرطان الثدي عند النساء، محذراً: من إعادة استخدام الزجاجات البلاستيكية، بخاصة أن الكثير يقومون بملئها مرة ثانية لوضعها في الثلاجة. مؤكداً: أن استخدامها لفترات طويلة تنجم عنه مواد كيميائية قابلة للسرطنة. لافتاً: الى أن استخدام الصحون والأطباق البلاستيكية في تناول الأغذية والمشروبات الساخنة، تتسبّب في تحلل بعض مكونات البلاستك، ليتناولها المستهلك مع المشروب. مشدداً: على أن تراكمها يسبّب الإصابة بالسرطان.
أما المهندس الزراعي محمد الكروي، فقد بيّن أن إدخال البلاستك كمادة أولية في صناعة الأواني والصحون (السفري) وبعض المغلفات الغذائية، مجازفة بأرواح الناس، خاصة إذا تعرض لدرجة حرارة عالية، سواء تمت تعبئته بأكل ساخن، أو أدخل إلى الفرن واستخدم في التسخين. مشيراً: الى انتشار استخدام هذه الأواني في أغلب المطاعم دون رقابة صحية وبيئية. داعياً: الى ضرورة تكثيف الجهود الإعلامية من خلال القيام بحملات توعية للمستهلكين حول أضرار هذه المادة في الاستعمالات الغذائية.
المختص البيئي ضرغام لطيف، أكد عدم إعادة استخدام الزجاجات البلاستيكية المكتوب عليها من أسفل، أرقام ١ أو ٣ أو ٦ أو ٧ وأخطرهم على الإطلاق ٧، مشدداً على ضرورة استخدام الزجاجات المكتوب عليها ٢ أو ٤ أو ٥ فقط. كما دعا الى عدم تناول الأطعمة أو المشروبات الساخنة بأوانٍ من البلاستك، لأن الحــرارة تساعد في تحلل البلاستك وتفاعل مكوناته مع الطعام أو الشراب .
وينوّه لطيف، الى أن الصحون البلاستيكية تشكّل خطراً في حال استخدامها في حفظ اللحوم وأنواع الجبن لفترة طويــلة ولا تقدّم للأطفال أو الحوامل الأغذية في أوانٍ من بلاستك، تجنباً لتأثيرها المحتمل فيهم .كذلك عدم تسخين الطعام بالميكرويف بصحون بلاستك.