قبل أن يتّهمني قارئ عزيز بأنّ موضوعاتي صارت متشابهة وتخلو من العمق و" سطحية " أكثر من اللازم، كما أبلغتني ذات يوم " مشكورة " النائبة الهمامة عالية نصيف، وهي تحذرني من غضبة الحليم، أعترف لكم وللسيدة النائبة أنني للمرة الثالثة أعيد على جنابكم الكريم، وأصقل نفس العنوان " الرواية المفقودة "، المهم أن لايكون الموضوع كئيباً، لكن لافائدة، خطاب بعد خطاب، وفشل بعد خديعة، فأين سأجد الموضوع الشيّق، والعناوين جميعها متشابهة : التحالف الوطني يصر على إجراء الانتخابات، النائبة جميلة العبيدي تريد قانوناً يسمح لزوجها بجمع أربع نساء وبالقانون، محافظ البصرة " التكنوقراط " أسعد العيداني، أعاد علينا أحلام المجلس الأعلى سابقاً، تيار الحكمة حالياً بإنشاء إقليم البصرة وأضاف إليها تعبيراً جديداً هو "شعب البصرة"، أتمنى ألاّ تضايق ملاحظاتي هذه أصدقاء أعزاء في البصرة يؤمنون بأحقيّة محافظتهم في إقامة إقليم، ولعلنا ندرك جيداً أنّ مطالب أهالي البصرة تتركز أولاً في التهميش الذي يعيشه أبناء هذه المدينة، وسوء الخدمات والفساد الذي ينهب ميزانية المحافظة ويذهب إلى جيوب المسؤولين بدلاً من أن يذهب إلى مستحقّيه.
سيقول البعض لماذا تريد أن تحوّل أبصارنا عن الموضوع المهم، فها هو السيد حيدر العبادي يخبرنا أن لامكان للفساد في العراق بعد اليوم، إذن عدنا للخطب الحماسية وكنت أتمنى أن أعود معكم لكتاب " الرواية المفقودة " لنائب الرئيس السوري السابق فاروق الشرع، وفيه ينبّهنا الشرع إلى أن كتابه هذا ليس سرداً تاريخياً، لأن كل إنسان يرى الأحداث من زاويته، ولأننا لا نتحدث عن وقائع تاريخية حتى نختلف عليها، وإنما عن وقائع آنية فقد استغربتُ جداً وأنا أستمع لخطاب السيد العبادي الأخيرالذي يقول فيه :" الفساد موجود بيننا ". نفس الرواية المفقودة نعيش أحداثها مع خطب السادة المسؤولين، فقبل أيام أخبرنا السيد نوري المالكي أن بناء دولة المواطنة لن يتم إلا بمحاربة الفساد!كلام جميل، رئيس الجمهورية فؤاد معصوم يصرّ على أنّ المستقبل سيكون زاهراً لو أننا قضينا على الفساد. كلام ولا أجمل منه، أسامة النجيفي يريد معالجة الفساد بأنواعه كافة. كلام لطيف، سليم الجبوري يطالب بإقامة الدولة المدنية التي ستتصدى للفساد، مجلس القضاء الأعلى يدلو بدلوه ويحذّر من التساهل مع ملفّات الفساد " لاأريد أن أذكّرهم بفضيحة جواد الشهيلي "
وبعيداً عن الروايات المفقودة ، دعوني أسال سؤالاً بريئاً، إذا كان الجميع أبرياء، فبالتاكيد الشعب هو الفاسد وهو الذي تسبّب بضياع مئات المليارات، مع هذه الروايات المفقودة نجد إبراهيم الجعفري مهموماً بحلّ لغز الموت!
العبادي والرواية المفقودة
[post-views]
نشر في: 8 يناير, 2018: 05:53 م
انضم الى المحادثة
يحدث الآن
معرض العراق الدولي للكتاب: بوابة نحو التميز الثقافي والتضامن الإنساني
النفط يتصدر المشهد وتبدلات مفاجئة في ترتيب دوري نجوم العراق بعد الجولة الثامنة
العراق يُطلق منصة لتنظيم العمالة الأجنبية وتعزيز الرقابة الإلكترونية
العراق تحت قبضة الكتلة الباردة: أجواء جافة حتى الاثنين المقبل
ضبط طن مخدرات في الرصافة خلال 10 أشهر
الأكثر قراءة
الرأي
الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!
رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
جميع التعليقات 4
بغداد
استاذ علي حسين ترة صدك طركاعة عندما يصرح زعيم الحرامية نوري بابا المالكي ابو الألف مليار انه يريد القضاء على الفساد؟! طلعو كلهم شرفاء روما!!؟؟ وفعلاً صدقت فقراء الشعب العراقي الجياع مع خمسة ملايين يتيم و ٣ ملايين ارملة وأكثر من ٪٦٠ من الشباب العاطلين ه
أم رشا
هل تلاحظ استاذ علي ان السيد رئيس مجلس الوزراء دائما وفي جميع خطبه يشتكي لنا نحن المواطنون حالنا ولطالما اشتكا لنا من البعض ولا اعرف ما الذي يقصده من ان الفاسدين بيننا ..هل يريد من المواطنين العراقيين أن يدخلوا إلى المنطقه الخضراء للقبض على هؤلاء..أم ان
خليلو...
يوماً ما حكت لي جدتي حكاية ليست بعيدة عن الأساطير فقالت : في زمن النبي موسى إذا كذب الانسان في نهاره سيصحو من النوم في صباح غده وقد إسودٌ نصفُ وجههِ في هذه الأيام أيقنت تماماً أنّ جدتي - رحمها الله ً - كانت أيضاً تنقلُ من غيرها أساطير الأولين وإلٌا فقد ك
محمد سعيد
بالطبع الشعب فاسد حتي النخاع لانه ليس فقط منح ثقته بنواب فاسدين وهلل لحكام لا يفقهون غير تلبيه مصلحتهم الخاصه واستخدمو الدين والعشيره وسيله لتحقيق هذا المار ب الاثمه, بل اصبح شعب في غيبوبه مستديمه من ناحيه , وفقد توازنه الاجتماعي وتحول الي اد