TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > من سيضحك في النهاية؟..

من سيضحك في النهاية؟..

نشر في: 8 يناير, 2018: 09:01 م

في أول دورة انتخابية ، ارتكب أبناء المناطق الغربية خطأ لايغتفر عندما امتنعوا عن المشاركة في الانتخابات بناءً على فتاوى أطلقها رجال الدين بضرورة مقاطعة انتخابات ترعاها قوات الاحتلال الأمريكية ، وواصلوا سماع الفتاوى وقاوموا الاحتلال ثم فتحوا أبواب مدنهم لتحتضن الغرباء القادمين لتدمير العراق بأسم الجهاد وبدأت قصة ( تنظيم القاعدة) وماتبعها من عنف طائفي ليكتشفوا فجأة انهم كانوا واهمين وإن خوض العملية السياسية أهم من مقاطعتها فثبتوا أقدامهم فيها في الدورة الانتخابية الثانية وتمكنوا من الحصول على مكاسب ومناصب وعاد الأمان النسبي لمناطقهم بانتشار قوات الجيش والشرطة وأبناء الصحوة ، وكانت أمامهم فرصة حقيقية لكسب ثقة ابناء مدنهم وتوفير مايلزمهم من خدمات وتحصيل حقوقهم من الحكومة من خلال مواقعهم فيها ، لكنهم وقعوا في الخطأ الثاني عندما أسهموا في فتح ابواب مدنهم مرة أخرى للغرباء وكانت الغلطة هذه المرة كارثية اذ أخرجت السكان من ديارهم وشردتهم في ربوع العراق وحولت مدنهم الى انقاض كما التصقت بهم ذنوب داعش فاصبحوا ضحايا لها إما بالانتماء الى تنظيمها الارهابي أو بالنزوح من منازلهم وفقدان كل أسباب الاستقرار والحياة الكريمة ..واليوم ، تسعى الحكومة الى إجراء الانتخابات لتثبت لنفسها وللعالم انها تمكنت من عبور الأزمات بنجاح ، لكنها تواجه العديد من العقبات التي نتج بعضها عن أخطاء أبناء المناطق الغربية ، فدخول داعش الى مناطقهم جعل مشاركتهم في الانتخابات المقبلة ملغومة بالمعوقات فاغلبهم لم ينجح في العودة الى منطقته ومن عاد منهم لم يجد اهتماماً حقيقياً من حكومته بتأهيل تلك المناطق عدا ضياع بطاقاتهم الانتخابية أو تعمد اتلافها من قبلهم خوفاً من داعش ، كما أن هناك تلاعباً كبيراً في بطاقاتهم الانتخابية من قبل موظفي المفوضية العليا للانتخابات في مدنهم ..لهذه الاسباب وغيرها يطالب أغلب السياسيين في تلك المناطق بتأجيل الانتخابات أو الغائها على الرغم من إدراكهم التام لصعوبة ذلك وتعارضه مع الدستور ..وهكذا ، تواجه الحكومة معضلة كبيرة محاولة تجاهلها قدر الامكان وتمريرقانون الانتخابات واجرائها في موعدها المحدد بينما يشعر سياسيو تلك المناطق بأنهم يحصدون نتائج أخطائهم ليس للاسباب الفنية التي أشرنا اليها والتي تعترض طريق اجراء انتخابات نزيهة وشفافة في مناطقهم بل لأنهم فقدوا ثقة مواطنيهم بهم ولن ينجحوا في ضمان ولائهم لهم أو مشاركتهم أصلاً في الانتخابات ..هل ستكون معضلة إذن بالنسبة للحكومة وبقية الاطراف التي سارعت الى تشكيل عشرات الاحزاب والائتلافات ام انها فرصتهم الذهبية لتعزيز وجودهم في الساحة السياسية في ظل غياب الآخرين او انحسار نجومهم ؟..
يقول المثل الفرنسي انه لايهم من الذي يضحك في بداية المشوار فالفائز هو من يضحك في النهاية ، ومن المؤسف إن سياسيي المنطقة الغربية لم يجربوا الضحك في البداية وقد لايضحكون في النهاية فهل أدركوا الآن حجم أخطائهم ؟!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram