طوّرت شركة يابانية طائرات بدون طيار ستدخل الى الخدمة قريباً تحلق في مكاتبها في وقت متأخر من الليل وهي تطلق الموسيقى الصاخبة في محاولة لإجبار العمال على العودة الى منازلهم. والسبب في اتخاذ هذه الخطوات المتطرفة يكمن في حقيقة أنه منذ الحرب العالمية الثانية، فإن اليابان تكافح الثقافة التي تشجع العمل الإضافي المفرط. ويتسبّب العمل الزائد في اليابان بحدوث آلاف الوفيات سنوياً، وهو متفشٍ إلى حد أن اليابانيين قد صاغوا كلمة لوصف هذا النوع الخاص من الوفيات – "كاروشي". وبيّنت دراسة نشرت في العام الماضي، أن واحداً من كل خمسة يابانيين يعملون بمعدل 49 ساعة أو أكثر كل أسبوع، ومعظم ضحايا "كاروشي" في الثلاثينيات والأربعينيات من العمر. ويموت الضحايا من أمراض مختلفة، مثل قصور القلب، أو الإرهاق، أو السكتة الدماغية، أو المجاعة، أو الانتحار نتيجة لضغوط العمل والاكتئاب. واتخذت عدّة شركات خطوات لمكافحة هذه المسألة، بما في ذلك الحدّ من ساعات العمل الإضافي ومحاولة إجبار الموظفين على مغادرة مكاتبهم في وقت معين. وللحد من هذا النمط في العمل، أعلنت شركة البناء (تاسي) أنها تخطط لإطلاق طائرة بدون طيار "قريباً". واطلقت عليها اسم "صديقT-" وسوف تحوم هذه الطائرة فوق مكاتب الموظفين الذين يرفضون ترك مكاتبهم في نهاية اليوم، وتبث اغنية "أولد لانغ سين" للإشارة إلى أن الوقت قد حان للعودة إلى منازلهم. وهذه الأغنية الشعبية الاسكتلندية تستخدم عادة من قبل المحال التجارية في اليابان كتحذير أنها تستعد للإغلاق. وسيشهد هذا النظام، الذي تم تطويره كمشروع مشترك من قبل شركة (تاسي) للأمن وشركة الاتصالات العملاقة (ان تي تي)، قيام الطائرات بدون طيار، بتسيير دوريات في المكاتب في مسار رحلات مجدولة. كما ستسجّل الطائرات بدون طيار لقطات لما تراه خلال الرحلة لتحديد عدد الموظفين الذين ما زالوا في المكتب بعد انتهاء ساعات العمل الرسمية.وقال بيان صادر عن الشركة "إن هذه الطائرات لن تعزز أمن مكاتب العمل ليلاً فحسب، بل ستحث على مغادرة الموظفين. ولها آثار أخرى مثل تقييد العمل الإضافي، ويمكن استخدامها لتحسين بيئة العمل من أجل إصلاح ظروف عمل العاملين. وسيكون المستخدم قادراً على إجراء جولة حول المكتب عن طريق تحديد وقت حركة الطائرة بدون طيار والمسار الذي ستسلكه. وسوف تشجع الموظفين الذين يحضرون في وقت تحليق الطائرة بدون طيار على مغادرة أماكن العمل. وهذا الأمر لا يرتبط فقط بتعزيز صحة الموظفين، ولكن يهدف أيضاً الى إدارة الأمن الداخلي".ومع ذلك، انتقد عدد من الخبراء في اليابان عمل هذه الطائرات الذين يشكّكون في قدرتها على منع الموظفين من البقاء الى وقت متأخر في مكاتبهم. وقال سكوت نورث، أستاذ علم الاجتماع في جامعة أوساكا، "حتى لو استطاعت هذه الطائرات إرغام الموظفين على مغادرة مكاتبهم، فإنهم سوف يأخذون أعمالهم معهم الى المنزل إذا كانت لديهم مهام غير مكتملة. ويقترح لخفض ساعات العمل الإضافي، أن من الضروري تقليل أعباء العمل، إما عن طريق تقليل المهام والتشديد على إضاعة الوقت وإلغاء المنافسات التي تزخر بها أماكن العمل اليابانية سيئة السمعة، أو عن طريق توظيف المزيد من العمال".
ومن المقرر أن تدخل هذه الطائرات في الخدمة في نيسان 2018، ويتوجب على الشركات التي ترغب في الاستفادة من هذه الخدمة. دفع رسوم شهرية تصل الى 450 دولاراً، وستكون الطائرة ذات حجم صغير، ومزوّدة بأجهزة استشعار وجهاز تتبع المواقع، كما يمكن التحكم فيها وضبطها مسبقاً.
عن موقع درون بيلو