اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > لكم أحزابكم ولنا الجيش

لكم أحزابكم ولنا الجيش

نشر في: 7 يناير, 2018: 06:12 م

أجاد رؤساء الأحزاب التي تسلّمت السلطة بعد عام 2003 تمثيل دور الضحية التي عانت الظلم والاضطهاد والتشرّد. وعندما جلسوا على كرسي السلطة وصاروا يمثلون الدولة، كانت أفعالهم مخيّبة لجميع العراقيين.
14 عاماً من التخبّط والفشل في كلّ المجالات، شاهدنا كيف تصرّف الجعفري باعتباره ممثلاً لطائفة، وكيف يذرف صالح المطلك الدموع في نوادي عمّان على حال السنّة في الأنبار وصلاح الدين، وكيف أصرّ أسامة النجيفي على أن يتحدث بلسان أنقرة، فيما كانت عيون الساسة الشيعة تتّجه صوب طهران تطلب الإذن والسماح.
عندما انهارت الدولة بعد دخول الأميركان، أصرّ قادة الكتل على أن يبعثروا الجيش ويتقاسموا بينهم المؤسسات كغنائم حرب وشكّلوا حكومات جميع أعضائها لايملكون الكفاءة ولا الخبرة.. فقط الولاء لرئيس الكتلة.
وكان الهدف من كلّ ذلك، معاقبة الشعب العراقي، وفتح باب شهوات التسلّط عند الأحزاب وإثارة النعرات الطائفية. كان الجيش ضمن هذا الترتيب، وقد وضعه القادة الجدد في موضع الشبهات. وتكررت ظاهرة لا وجود لها إلاّ في هذه البلاد المغرقة في الخطابات والشعارات، تتلخّص في محاولة البعض أن يطمس دور الجيش في إعادة بناء البلاد. وراح البعض يسخر من الجيش العراقي بألفاظ بالغة القسوة والإساءة، لكنّ الجيش وسط هذه المعمعة السياسية ياسادة، كان ولايزال هو أفضل ما نملك، وأيضا يجب أن يكون أعزّ ما نملك، وإذا اضطررنا أن ننتقده، فنأمل من أصحاب التعليقات ألاينسوا ضحايا هذا الجيش، لأنهم أبناء هذا الشعب وليسوا " بدون "!
لقد تعرّض الجيش العراقي إلى جروح كبيرة من قبل الساسة الطائفيين أنفسهم، وقد اختار الكثير من مسؤولينا في السنوات السابقة، أن يُفقدوه مكانه ومكانته، من دون أن يشرح أحد لنا، لماذا، وما هي المناسبة، ولماذا أعلنوا حلّه عام 2003.
إنّ أسوأ ما فعله الساسة أنهم، أطاحوا بالعسكرية العراقية، فصار حديث الخبراء النواب عن أدقّ الأمور الستراتيجية أسهل كثيراً من الكلام في شؤون الطبخ وآخر صيحات الأزياء!
واسمحوا لي أن أصدّع رؤوسكم من جديد بحديث عن ديغول الذي كتب في إحدى صفحات مذكراته هذه العبارة : " علّمتني تجربتي الغنية في ميدان الحروب، أن الانتصار ليس أرقاماً بعدد القتلى،بل هو ذكريات عن الرجال الذين يتصدّرون صورة النصر، ويصرّون على أن يجعلوا من هذه الصورة عنواناً لحياة جديدة ".
اليوم من حقّنا أن نحتفل بذكرى تأسيس الجيش الذي استعاد دوره الحقيقي في التصدّي لعصابات داعش،، في الوقت الذي علينا فيه أن نكشف زيف المسؤول الذي يريد تحويل الجيش إلى أداة يستخدمها في معاركه الانتخابيّة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. بغداد

    استاذ علي حسين فعلاً مقال مهم جداً ومهم جدا جدا عندما تشيد بكرامة الجيش العراقي وكواجب على كل مواطن عراقي من يحمي كرامة جيش العراق الباسل الذي تأمروا عليه حكومة الطراطير الأيدولوجية المذهبية الطائفية المحصاصية المنبوذة من قبل كل مواطن شريف عراقي... ولقد ا

يحدث الآن

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

لماذا أدعو إلى إصلاح التعليم العالي؟ (إصلاح التعليم العالي الطريق السليم لاصلاح الدولة)

العمودالثامن: الكهوف المظلمة

العمودالثامن: النائب الذي يريد أن ينقذنا من الضلال

العمودالثامن: أحزاب وخطباء !

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

العمودالثامن: نواب يسخرون من الشعب

 علي حسين يملأ بعض السياسيين حياتنا بالبيانات المضحكة ، وفي سذاجة يومية يحاولون أن يحولوا الأنظار عن المآسي التي ترتكب بحق هذا الشعب المطلوب منه أن يذهب كل أربع سنوات ” صاغراً” لانتخاب...
علي حسين

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

رشيد الخيون عندما تُعلن الأنظمة، تحت هيمنة القوى الدّينيّة المسيسة، تطبيق الشّريعة، تكون أول ضحاياها النّساء، من سن زواجهنَّ وطلاقهنَّ، نشوزهنَّ، حضانة أولادهنَّ، الاستمتاع بهنَّ، ناهيك عما يقع عليهنَّ مِن جرائم الشّرف، وأنظمة لا...
رشيد الخيون

مأساة علاقات بغداد وأربيل..استعصاء التجانس واستحالة التفارق

رستم محمود أثناء مشاركته في الاجتماع الموسع للأحزاب والقوى السياسية العراقية في العاصمة بغداد، ضمن زيارته الأخيرة، والتي أتت بعد ست سنوات من "القطيعة السياسية مع العاصمة"، رفض زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني والرئيس الأسبق...
رستم محمود

كلاكيت: للوثائقيات العراقية موضوعات كثر

 علاء المفرجي أثار موضوع تعديل قانون الأحوال الشخصية في العراق، من جدل اجتماعي أحتل ومازال مواقع التواصل الاجتماعي، أُعيد ما كتب في هذا الحيز عن فيلم (خاتم نحاس) إخراج فريد الركابي والذي انتجته...
علاء المفرجي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram